اختزلت مشواري الإعلامي في هذه اللحظة التي أعتبرها لحظة تاريخية في مسيرة عملي الإعلامي المتواضع..

في إحدى المقابلات الصحفية سألني الصحفي عن أحلامي على صعيد المجال الإعلامي فأجبته لا تستهويني كلمة الأحلام مطلقاً.. فلقد علمني أستاذي ومعلمي الدكتور محمد جابر الأنصاري مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية الفرق بين الأحلام والتطلعات.. قائلاً لي: أبنيتي: التطلعات أصدق من الأحلام.. فالأحلام فيها من الخيال الكثير أما التطلعات فهي أكثر واقعية وقابلة للتحقيق.. وهو ما دفعني أن أختار عنوان «ملك يشاطر شعبه تطلعاته»، وهو كتابي الأول الذي تشرفت بتقديمه لحضر صاحب الجلالة الملك المفدى منذ ما يربو على عشر سنوات.. ومنذ ذلك الحين فقد نقلت مصفوفة أحلامي إلى مصفوفة أسميتها قائمة التطلعات التي أتطلع لتحقيقها.. وبعفوية مطلقة أجبت الصحفي أنني أتطلع إلى مقابلة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إعلامياً.. لأصنع بذلك منجزاً على الصعيد الإعلامي..

في كل مرة أتشرف فيها بمقابلة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، يشيد جلالته بالدور الكبير للإعلام وبدوره المهم في توعية المجتمع.. ويشيد جلالته بمقالاتي.. ليجعلني جلالته أمام مسؤولية كبيرة.. فجلالته حفظه الله يتابع كل ما يكتب وينشر ويعلن في وسائل الإعلام.

وفي كل مرة التقي بها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وأتشرف بالاستماع إلى كلماته الحكيمة أبات أكثر إيماناً بأنه قريب كل القرب من أبناء شعبه..

لا أستطيع أن أصف شعوري وأنا أرى تطلعاتي في مجال الإعلام تتحقق عندما تشرفنا نحن أسرة «مجتمع واعي» بتوجيه جلالته كلمة لأبنائه وبناته الطلبة وللمواطنين والمقيمين من خلال هذا البرنامج الذي أتشرف أن أكون إحدى منتسبيه.. ليس هذا وحسب بل بإشادة جلالته حفظه الله بالبرنامج ودوره في نشر التوعية..

«الأرض مو شايلتني.. أشعر أنني أحلق فوق السحاب».. بهذا المصطلح عبرت عن شعوري بعد أن أنهى حضرة صاحب الجلالة خطابه السامي.. كنت أحاول أن أستمع إلى كل حرف ينطق به صاحب الجلالة.. ولكنها ذاتها الهالة الملكية تتدخل مرة أخرى بين كلماتي لتبني حائطاً يجعلني أعجز عن وصف مشاعري..

فخر.. اعتزاز.. تقدير... تشريف.. انبهار.. هذا هو وصف مشاعري عندما تشرفت بالحديث إلى سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد التي استخدمها جلالته ليعبر لأبناء شعبه عن أن نظرية التباعد الاجتماعي الاحترازية في هذا الوقت لم ولن تغير من تقاربنا.. ولن توقف حياتنا وأعمالنا ودراستنا.. فالبحرين ماضية في مسيرة العطاء رغم كل التحديات..

عندما أصدرت كتابي «قراءة في خطابات حمد بن عيسى» أكدت على أن خطابات جلالة الملك المفدى هي «خارطة طريق» وها هو سيدي ومليكي يطل على شعبه من خلال برنامج تلفزيوني جماهيري ليبث جلالته الطمأنينة في نفوس أبناء شعبه والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، وليشكر الطواقم الطبية على دورهم الكبير في التعامل مع تحدي مواجهة فيروس كورونا.. ويوجه الشكر كذلك إلى الفريق الوطني للتصدي للفيروس برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الامين، وليوجه الشكر كذلك إلى سيدي صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، والطاقم التعليمي الذي أدار الملف التعليمي خلال هذا التحدي..

خطاب ملكي سامٍ يوجهه جلالته في وقت استثنائي يمر به العالم أجمع بأزمة تفشي وباء جديد.. خطاب ملكي مطمئن أتى بعد حزمة من الإجراءات التي وجه إليها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، إجراءات أشاد بها الجميع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي تستحق أن تسطر بماء من ذهب. إجراءات لم تغفل أي جانب وكان المواطن على رأس أولوياتها..

* رأيي المتواضع:

لحظة تاريخية في مسيرتي الإعلامية المتواضعة، فوقوفي أمام جلالة الملك المفدى هو شرف أعتز به..

«ملك القلوب» لقب استحقه صاحب الجلالة بجدارة فلقد ملك حمد بن عيسى قلوب شعبه من خلال تواصل جلالته الدائم معهم، فجلالته حفظه الله قريب كل القرب من أبناء شعبه وحريص كل الحرص على أن يحافظ على هذا القرب مهما كانت الظروف..

استخدام جلالته للاتصال المرئي التقني هي رسالة تؤكد على المستوى التقني العالي الذي تملكه مملكة البحرين، والذي جعل تحولها الرقمي سهاًل جداً أثناء تحدي فيروس كورونا.. وهي رسالة لكل فرد في فريق البحرين بمواصلة الجد والاجتهاد والمثابرة من أجل نماء البحرين..

نعاهدكم سيدي بأن نواصل العمل الدؤوب من أجل بحريننا الغالية.. ونسير خلف نهجكم القويم وفكركم الثاقب.