كلنا يدرك جيداً، أننا اليوم في البحرين كما هو الحال في بقية دول العالم، نعيش حالة حرب عالمية للقضاء على فيروس كورونا (كوفيد19). كل همنا أن ندرك الوقت الضيق المخصص للقضاء على الوباء. فلا معركة تشغلنا وتشغل الدنيا كما هي معركتنا ضد هذا الوباء وحسب. أمَّا بقية الأمور على الرغم من أهميتها فإنها تأتي في المراتب المتأخرة، ولهذا من الضروري شحن الطاقات كلها وتوجيهها اليوم لأجل هذا الهدف الحساس والمصيري.

لا وقت لدينا لنقد الطواقم الطبية التي تجاهد بأرواحها لأجل سلامتنا في أمور تافة مقارنة بهذا الوباء، ولا وقت لدينا كذلك للتصيد والنبش في بعض الأخطاء البشرية والقصور غير المتعمد في حال حصل ذلك. يمكنكم تأجيل نقد القطاع الطبي لما بعض الجائحة، أما اليوم، فلا خيار أمامنا سوى احترام من يعملون في الخطوط الأمامية من المعركة، وتحفيزهم وشكرهم لما يقدموه من تضحيات جِسام لأجلنا ولأجل هذا الوطن، وهذا ما يحدث أمامنا من تقدير للطواقم الطبية في كل دول العالم.

اليوم، «مش وقت» التكلم بسلبية عن الطواقم الطبية والإدارية العاملة في المجال الصحي، فهذا الأمر لا يخدم ولا يصب في مصلحتنا ولا في مصلحة الوطن. نعم، قد نقر أن هناك بعض الأخطاء البشرية في ظل هذه المعركة الكبيرة التي استنزفت كل طاقاتنا وطواقمنا الإدارية والطبية في البحرين، هذا طبيعي جداً، فالذي يخطأ، هو الذي يعمل، ومن لا يعمل لا يخطأ. لكن، أن تُسَلَّط الأضواء بشكل صارخ وربما متعمد على الأخطاء، ونترك كل المنجزات الصحية التي تحققت بفضل تضحيات كوادرنا الصحية والطبية، فهذا غير مقبول، بل إننا نعتبر هذا الأمر بمثابة التصيد في الماء العكر، والذي من شأنه أن يؤثر سلبياً على مسار المعركة ونجاحها، فيثبط من عزيمة كل المحاربين من الأطباء والممرضين والصيادلة وكل العاملين في القطاع الصحي، وهذا ما لا يجوز لنا فعله خلال هذه المرحلة الحساسة.

لا يحق لنا كلنا ضرب جهود الصحة في البحرين في ظل الجائحة من تحت الحزام، ولا يحق لنا تشتيت الجهود وتشويه عمل المستشفيات الحكومية بسذاجة، أو ربما بحسن نية أو بقصد في قليل من الأحيان.

نحن هنا ومن منطلقاتنا الإنسانية والوطنية والإعلامية، نخاطب كل الصحف الموقرة وكذلك الصحافيون الكرام، وكل من يدير حسابات إخبارية على منصات التواصل الإجتماعي في مملكة البحرين، بأن يؤجلوا حربهم غير الشرعية أصلاً ضد وزارة الصحة ومستشفياتنا في البحرين، إذ لا يجوز لهم تضخيم الأخطاء في هذه المرحلة لكسب أكبر عدد من المتابعين، وأن لا يشغلوا الرأي العام بقضايا ومشاكل صحية فردية أو ثانوية غير ذات أهمية قصوى-على الأقل- في هذه المرحلة، ربما تشغلهم عن تبيان الجهود الحقيقية والكبيرة لوزارة الصحة في هذه الأوقات الحرجة تحديداً. إن من واجبنا الوطني كإعلاميين هو دعم وإظهار جهود فريق البحرين، وجهود وزارة الصحة، وجهود المجلس الأعلى للصحة، وجهود الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19)، وجهود اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث، وجهود كل مستشفيات البحرين، وبقية مجهودات الجهات الرسمية وغيرها، وليس بالعمل الإعلامي السلبي لطمس الجهود.

في هذه المرحلة، فلنسلط الضوء على التضحيات وليس على الهفوات. أتمنى أن تصل هذه الرسالة لكل الصحف ولكل الإعلاميين في البحرين. وفي المقابل نحن نقدر كل الجهود الإعلامية الكبيرة التي يقوم بها غالبية من يعملون في مجال الإعلام، من أجل إبراز الوجه الناصع للجهود الجبارة التي تبذلها كل الجهات المحترمة التي ذكرناها في معركة المصير.