قيمة الفرد والجماعة فيما يقدمانه من منجز وما يتركانه من أثر، وقد لمست ذلك فعلياً في خبر فريد من نوعه جاء فيه «أطلقت مدرسة المعرفة الثانوية للبنات مبادرة إنشاء مدرسة افتراضية عبر تطبيق «ميكروسوفت تيمز»، تحتوي على هيكلة إدارية، وصفوف تعليمية، وأقسام أكاديمية، وفرق دعم ومساندة، مما ساعد على تنفيذ جميع الأدوار في عالم افتراضي... بما في ذلك فتح فصول افتراضية للمقررات...، وتم تفعيل الجلسات النقاشية كبديل عن الحصص الدراسية، وتفعيل الزيارات الصفية من قبل القيادات المدرسية الوسطى والعليا، وتقديم الدعم لجميع الطالبات، ومن بينهم الفئات الخاصة من ذوي الهمم وصعوبات التعلم، كما عمل قسم الإرشاد الأكاديمي على متابعة تسليم الطالبات للتطبيقات في مواعيدها المحددة». قفزة نوعية وانطلاقة واعدة لمستقبل التعليم الإلكتروني بالبحرين، بسواعد بحرينية وطنية مخلصة، لم يعقها محدودية المعرفة الإلكترونية والإمكانيات، ولا الضغوطات الكبرى التي أحدثتها الأزمة الكورونية على المستوى النفسي والأمني الصحي، ولا حالة الارتباك والإرباك غير المنتهية في العمل وتخبط القرارات الإدارية. بمبادرتها المتميزة تلك، أذنت مدرسة المعرفة الافتراضية لانطلاقة التعليم الافتراضي في البحرين، ولتكون نموذجاً جديراً بالتعميم والاستفادة منه، مع عمل وزارة التربية والتعليم بعد أزمة فيروس كورونا على تهيئة الأجواء للتحول الشامل إلى التعليم الإلكتروني بمنح كل المعلمين والإدارات التعليمية في المملكة ما يغطي احتياجاتهم التدريبية في المجالات التقنية، ولا شك أن ذلك سيسهم في توفير مزيد من الوقت للطالب في حياته اليومية وكذلك بالنسبة للكوادر التعليمية والإدارية. يدعم هذا الجهد كل الأفكار المنادية بتحويل نظام العمل إلى العمل من المنزل، وإعادة إدارة أوجه الإنفاق الرسمي لتنخفض بشكل ملحوظ، ويمكن إدارة الإنفاق في التعليم إلى وجهات مختلفة، كصرف جهاز ذكي لكل طالب في بداية مراحل تعليمه ليكون بديلاً عن كافة الكتب في كل مراحله الدراسية وبما يوازن أوجه الإنفاق لبناء المدارس والإدارات وتوفير المرافق والخدمات. وأن تزود تلك الأجهزة بالبرامج اللازمة لها على الدوام بما يجعل من مسؤولية ولي الأمر توفير خط إنترنت منزلي لأبنائه الطلبة بديلاً أيضاً عن كافة مصروفات القرطاسية والمصروفات الشخصية اليومية التي قد ينفقها طيلة فترة الدراسة.

* اختلاج النبض:

تحية إجلال وإكبار لكل الكوادر والسواعد الخفية التي كانت خلف نجاح تجربة مدرسة المعرفة الثانوية للبنات في إطلاق مدرستها الإلكترونية/الافتراضية الأولى محلياً. وبعدما كان مشروعاً كهذا بعيد المنال، أُنجز في أشد الظروف ضراوة بسواعد بحرينية وطنية تستحق التكريم ليس على مستوى الوزارة وحسب، بل هي جديرة حقاً بالتكريم من قبل القيادات العليا في الدولة.