لا نعلم بصدق هل هم قلوبهم على أبناء الوطن حقاً أم على الأجندة التي ضد أبناء الوطن؟ خلال هذه الفترة خرجت أصوات نشاز مستغلة ظرف جائحة فيروس كورونا لأجل المناداة بعفو عام عن السجناء في مملكة البحرين دون الاكتراث ولو قليلاً بمشاعر المواطنين والمقيمين على هذه الأرض بالأخص عوائل شهداء الواجب والناس التي تضررت وكانوا ضحايا بعض هؤلاء المجرمين الخارجين عن النظام العام في مملكة البحرين ودون الفطنة أن التعميم أمر خاطىء جداً وهم «خالطين الحابل بالنابل». والمصيبة أنهم زعموا أن ذلك يأتي بمناسبة اقتراب شهر رمضان وأيضاً بسبب ظرف فيروس كورونا، من يطالب بإطلاق المساجين ويقرن هذا الإجراء بمناسبة قدوم شهر رمضان وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم بالمناسبة عليه أن يعود للقرآن ليتفكر ويتأمل في أحكامه قبل أن يطلق أحكاماً خاصة من عنده لا تمت للدين بصلة تضر المسلمين ولا تنفعهم فالإنسان المسلم المؤمن يدرك أنه من المظلم والإجحاف أن أسقط حق إنسان مقابل مصالح سياسية غير إنسانية وأن أضيع حقوق الناس فحتى الله سبحانه جعل هناك محاكم سماوية لمن يضيع حقهم في الدنيا لأجل أن لا تهضم حقوق عباده وأن الاقتصاص وأخذ الحق واجب والاعتداء عليه وعدم الأخذ به من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم لأن ذلك يسمح بتفشي الجرائم وانتشار الظلم بين الناس لعدم وجود رادع فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

أمام من يحاول تمرير أجندة سياسية مبطنة نقول له إن فيروس الإرهاب أخطر عشرات المرات من فيروس كورونا ومن يمثل الشارع البحريني عليه أن يكون حريصاً على أمنهم وسلامتهم فالأمن ركيزة الاستقرار والتنمية بالبلد والصحة النفسية كما الصحة الجسدية مهمة جداً لشعب عانى من ويلات الإرهاب بسبب الخلايا الإرهابية الذين تنادون بإطلاق سراحهم اليوم ففيروس كورونا كداء خطير من الممكن أن يتسبب بفقدك لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من أهلك لكن إطلاق سراح الإرهابيين بسبب فيروس كورونا داء أخطر وأعظم ومن الممكن أن يفقدك أهلك وأطفالك وأصدقاءك ووطنك بأكمله بعيد الشر وحتى عروبة وتاريخ المنطقة ويهدد أمن واستقرار الدول المجاورة فخسائر إطلاق سراح الإرهابيين لا تحصى.

ولا يوجد في تاريخ أي دولة في العالم ما ذكر أنه تم إطلاق سراح خلايا إرهابية متطرفة لأن هذا من شأنه تهديد الأمن والسلم الدولي وضد سياسة مكافحة الإرهاب العالمي وفي عرف الدول الديمقراطية الكبرى من ينادي بإطلاق سراح الإرهابي إرهابي هو الآخر ولكن بدون تنفيذ عمل إرهابي فتبرير الإرهاب إرهاب والمطالبة بإطلاق سراح من هم محكومون بقضايا إرهابية وجرائم قتل وتعدٍ جريمة بحق الإنسانية.

فيروس كورونا كفيروس من الممكن عندما تصاب به أن يتسبب بقتلك مع وجود فرص للنجاة والتشافي منه لكن الإرهابي أخطر من فيروس كورونا لأنه عندما يصيبك عمل إرهابي من تفجير من الممكن أن يتسبب بقتلك فوراً وقتل كل من معك بنفس اللحظة دون أي فرص للنجاة وإن كان هناك نقطة تلاقي بين الإرهابيين وفيروس كورونا فهم يتلاقون في أنهم يتشابهون في مفهوم الوباء والجائحة فعند انتشار الأعمال الإرهابية وتفشيها في المجتمع يكون من الصعب جداً السيطرة عليها بالأخص عندما تنتشر الأفكار المتطرفة والعدائية فمعالجة القناعات المترسخة و«العقول المغسولة» أصعب ألف مرة والدليل دول العالم من حولنا التي تعاني من ويلات الإرهاب والتي تفشت فيها الخلايا الإرهابية المتطرفة التي أخذت تجند الأطفال والنساء والشباب «داعش والنصرة والحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي على سبيل المثال مع التشديد على مسألة ما الفرق بين «داعش» التي كانت تقتل الناس بالحرق وهم أحياء وبين خلايا إرهابية متطرفة في البحرين أحرقت رجال الأمن والأبرياء وقتلتهم وهم أحياء؟ ما الفرق بين تفجيرات «داعش» وتفجيرات الخلايا الإرهابية بالقنابل في البحرين التي أودت بحياة أبرياء ليس لهم ذنب سوى الدفاع عن البحرين؟ لماذا لم تفكروا بشعور شعب البحرين بعد كل ما مروا به من معاناة وآلام لا تغتفر ولا تنسى وحتى الله سبحانه وتعالى بعظمته وجبروته لم يسقط تلك الحقوق فالقاتل يقتل.

ما هي القصة؟ ألم يقرؤوا على الأقل الصحف ويطالعوا أخبار العفو الملكي عن النزلاء وتوجيه جلالة الملك الحكومة بتطبيق أحكام قانون العقوبات البديلة؟

من يطالب بإطلاق سراح المحكومين في قضايا إرهابية وإجرامية خطيرة كأنه يقول للدولة أرجوكم إذا لم يكن لفيروس كورونا أي فرصة بقتل الناس في مملكة البحرين امنحوا الخلايا الإرهابية فرصة ثانية للعودة إلى الساحة واغتيال الناس وتحريض البعض والتغرير بهم لارتكاب الأعمال الإجرامية بحق الأبرياء وتفجيرهم وحرقهم، فهو يقول اطلقوا سراح الإرهابيين لنشر الإرهاب والفوضى مع فيروس كورونا فإن أحكمت الدولة السيطرة على انتشار فيروس كورونا وحافظت على الناس منه فالخلايا الإرهابية من الممكن أن تكون عاملاً مساعداً في اختلال الاستقرار الداخلي بالمجتمع البحريني وأيضاً المجتمع الخارجي.