أشْعَرَتْنا حملات المرور الأخيرة بالكثير من الراحة والاطمئنان، حيث إنها استطاعت وفي مناطق مختلفة وقف حفلات «الزار» المزعجة التي يقوم بها بعض الشباب المستهتر في شوارع البحرين. مستفيدين من انشغال الدولة ورجال الأمن والمرور في محاربة جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) من ضمن «فريق البحرين»، فقاموا بتركيب «دبة الصوت» التي تصدر أصواتاً مزعجة جداً، والقيام بحركات استعراضية خطيرة في الأحياء السكنية، مما يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.

حملات المرور الأخيرة، كانت بمثابة رسالة واضحة وصارمة للمستهترين الذين يخالفون قواعد المرور، ولا يحترمون قوانين الوطن، بأن رجال المرور وإن انشغلوا بالجائحة، إلا أنهم متواجدون على مدار الساعة، وأن أعينهم مفتوحة لأجل سلامة الناس ومستخدمي الطرق.

ليست الإدارة العامة للمرور هي المسؤولة الوحيدة عن وقف مثل هذه التجاوزات والسلوكيات المرورية الخاطئة، فهناك جهات عديدة تقع على عاتقها مسؤولية هذا الأمر، لعل من أبرزها، الأسرة نفسها. فلا يعقل أن يقوم الشاب بأخذ سيارة الأب أو الأم أو العائلة، والخروج بها كل ليلة برفقة «شلة الأنس» من أصحابه دون مراقبتهم له أو حتى معرفتهم أن المركبة التي بحوزة ابنهم المستهتر فيها كل أصناف المخالفات. هذا النوع من الأسر، يجب أن يُحاسَبوا، لأنهم لم يوجِّهوا صغارهم على ضرورة الالتزام بالنظام المروري، وإنما تركوا لهم «الحبل على الغارب» فناموا عنهم، وتغافلوا عن طيشهم وإزعاجهم «خلق الله».

ولهذا «حثت الإدارة العامة للمرور، أولياء الأمور، على توجيه أبنائهم بأهمية عدم تشكيل أي تجمعات أو مخالفة للأنظمة والقواعد المرورية حفاظاً على سلامتهم وضماناً لانسيابية الطريق وذلك من منطلق دورهم كشركاء للسلامة المرورية والعامة». نعم، أولياء الأمور، ليسوا معفيين من المُساءلة القانونية والأخلاقية جراء ارتكاب شبابهم مثل هذه المخالفات. فغفلتهم وعدم مراقبتهم اللصيقة لأبنائهم، تعتبر من أقبح الأعذار، ولربما تكون هذه الأعذار سبباً رئيساً في استمرار الأبناء في تجاوز القانون.

اليوم، نتمنى أن تستمر الحملات المرورية في مختلف مناطق البحرين، وضبط كل المخالفين، خاصة المخالفات المتعلقة بتركيب حواجب الرؤية المخالِفة للنسبة المسموحة بها، وكذلك من يقوم بإصدار أصوات مزعجة في الأحياء السكينة، سواء عبر «دبة الصوت» الخاصة بالمركبات والدراجات النارية غير المرخصة، أو من خلال «التفحيط والتخميس»، أو لكل من يقوم بمخالفة قواعد المرور، مما تشكل هذه التجاوزات خطراً على مستخدمي الطرق.

هناك الكثير من القرى والمناطق الجديدة المحاذية لها، يشتكون من مثل هذه السلوكيات المرورية الخاطئة حتى هذه اللحظة، وعليه يتمنَّون لو أن يكون هناك –خصوصاً خلال هذه الفترة الحساسة– خطا ساخن للتبليغ عن مثل هذه المخالفات، من أجل ردع كل شاب تسول له نفسه الاعتداء على راحة الناس واستقرارهم، وتعريضه حياة الآخرين للخطر المؤكد.