هكذا هي المحن.. تجعل الإنسان يتحرك من أجل أن يدافع عن فطرة البقاء التي جبل عليها..

وها نحن نرى العديد من الابتكارات والتحركات التي يقوم بها الجميع من أجل التصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) ومكافحته.

تحركات ليست على مستوى الأفراد وحسب بل إن حزم الإجراءات التي تتخذها الدول من أجل التصدي لانتشار هذا الفيروس تستحق التأمل.

لم أكن أتخيل يوماً أنني سأعيش في عالم إلكتروني.. أطلب ما يلزمني لمعاشي بضغطة زر.. أتعلم إلكترونياً.. أتطبب عن بعد وأحصل على استشارة صحية إلكترونية.. أتواصل مع الجميع من خلال تطبيق إلكتروني..

ليس هذا وحسب، بل أحصل على جميع الخدمات الحكومية إلكترونياً.

وكل ما أريده دون مبالغة يصلني حتى باب البيت..

لم أكن أتخيل أن يحدث كل هذا خلال هذه الفترة القصيرة..

جهود جبارة حققتها البحرين في مجال التحول الإلكتروني بكل القطاعات الحكومية والخاصة سواء على صعيد الخدمات أو السلع.. مما جعلنا نحقق قفزة في مجاليْ التحول الإلكتروني والتقني..

شكر كبير يستحقه العاملون في هيئة المعلومات و الحكومة الإلكترونية والذين يعتبرون شركاء أساسيين في فريق البحرين الوطني للتصدي لفيروس «كورونا».. هذا الفريق الذي يعمل بشكل متكامل مع باقي الجهات الحكومية من أجل سرعة تحويل الخدمات التي كانت تقدم عن طريق مراكز الخدمات إلى خدمات إلكترونية متكاملة.

* رأيي المتواضع:

سينجلي هذا الوباء بإذن الله، ولكن لن يعود كل شيء كما كان.. فما دمنا استطعنا تحقيق طفرة في مجال الخدمات الإلكترونية.. وأصبح من الممكن أن ننجز معظم خدماتنا عن بعد، فلا نريدها أن تعود للطريقة التقليدية..

لا نريد مراكز خدمات مزدحمة.. لا نريد طلبات غريبة تشككنا في الربط الإلكتروني لا سيما فيما يتعلق بتوفير نسخ ورقية من الأوراق الثبوتية.. لا نريد خدمات معقدة.. وإجراءات مطولة.. لا نريد موظف خدمات متمللاً يعمل بمزاجية.. لا نريد أن يتعطل العمل حين يغيب هذا الموظف..

عن نفسي تعلمت خلال هذا التحدي أن معظم الأمور يمكن أن تتحول تقنياً.. ومعظم الخدمات يمكن أن تصل إلى باب البيت.. ونتمنى فعلاً أن تتواصل هذه الطفرة الإلكترونية حتى بعد انتهاء هذه الفترة.. وأن نعمل على تطوير منظومتنا الإلكترونية ونزيد من استثمارنا في مجال التقنية.