نجوى عبداللطيف جناحي

لازال حينا متمسكاً بعادات أحياء المحرق الجميلة، حيث التواصل بين الجيران والعلاقات الحميمية، فبين الجارات تبادل زيارات، وتعاون ومحبة، وبين شباب الحي علاقة صداقة وأخوة، ولعل العلاقة بين الجيران تزداد قرباً في شهر رمضان المبارك، حيث ترى الأجواء الرمضانية تعم شوارع حينا، فيزين الجيران واجهة منازلهم بالمصابيح والفوانيس، وترى أبناء الحي وخادماتهم يتجولون في شوارعه قبيل الفطور وفي أيديهم أطباق رمضانية يتبادلونها في مشهد جميل متوارث عبر الأجيال، لكن هذا المشهد سيغيب في هذا العام ، ستغيب تلك الطاولة التي أضعها عادة قرب الباب الخارجي لصالة منزلنا وأترك الباب مفتوحاً ليدخل الجيران ويضعون عليها الأطباق اللذيذة التي صنعتها جاراتنا بأيديهن، فهذا العام هو العام الوحيد الذي سأقفل فيه باب بيتي في رمضان، هذا العام لن أحمل الأطباق بيدي وأوزعها على الجيران كما كنت أفعل فأسعد بدقائق جميلة ألقى فيها جاراتي الحبيبات، في هذا العام لن أعد قائمة الأطعمة التي سأطهيها لجاراتي، وأجتهد في ابتكار وصفات مميزة ،وأعدها بشكل جميل ولن أبحث في الأسواق عن أواني بلاستيكية مميزة الشكل لأضع فيها الأطعمة، في هذا العام لن يجتمع شباب الحي في مجلس أبو عبدالله فتنافس الأمهات في طهي الأطباق اللذيذة لهم، في هذا العام سيخيم الصمت على شوارع حينا، لكننا لن نسمح لفيروس كورونا أن يفرقنا في رمضان فسنتواصل مع الجيران من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وسيعم بيننا حديث ربات البيوت التي ينسيني هموم وضغوطات عملي.