إلى الآن، ولا دولة اعترفت بحقيقة فيروس كورونا، أهو من صنع البشر، فإذا كان من صنع البشر، فهو واحد من أسلحة الدمار والحروب الجرثومية بين الدول الكبرى للتسابق فيما بينها بالسيادة على الكرة الأرضية برمتها، ومن ثم الاستيلاء على ثروات العالم الثالث، في وقت غياب الضمير الإنساني لضعف الإيمان بالله تعالى.

بتاريخ 19-4-2020، بثت إحدى الإذاعات ما مفاده، أن أستراليا سألت الصين عن كنهِ وباء فيروس كورونا! فإذا لم يكن هذا الوباء من صنع البشر، فهو عقاب من الله تعالى، لانتشار الفساد بأنواعه في الأرض، وما أصاب بعض الشعوب من ظلم من إخوانهم في الإنسانية.

والقرآن الكريم، تناول الكثير من العقوبات التي حلت على الأمم الغابرة عندما كذبوا رسلهم فأهلك الله سبحانه وتعالى المكذبين، ونجا الذين آمنوا بقوته، مثل ما أصاب المكذبين من قوم نوح وعاد وثمود وصالح وفرعون ومن كذب عيسى ابن مريم عليه وعلى جميع الرسل السلام، وكذلك سجل القرآن غزو أبرهة الحبشي وقصده هدم الكعبة، إذ أرسل الله عليه وجيشه الذي تعاظمه، لأن الله لا يحب المعتدين.

في الماضي أو الحاضر أو المستقبل المنظور وغير المنظور أن الله تعالى ينصر المظلوم بعدله ولو بعد حين، وأن الله ليس بظلام للعبيد.

ومن الصين، اجتاح هذا الوباء وحل في بلدان كثيرة، وحصد من الناس ما حصد، فهل يرجع الناس إلى رشدهم، وتعم العدالة والتراحم، وعطف الإنسان على أخيه في الإنسانية؟

وبلادنا الحبيبة الوادعة المؤمن شعبها، حل فيها هذا الوباء وبلادنا ليس فيها ظلم بل العكس هو الصحيح.

بفضل من الله عز وجل، والخطوات والإجراءات والاحترازات التي اتخذتها القيادة الرشيدة بالتعاون مع المواطنين المخلصين، استطعنا محاصرة فيروس كورونا في أضيق زاوية، وتقليل ضحاياه، إلا أن خطره لا يزال قائماً، ففرضت الجهات المسؤولة مشكورة العزل الكلي في المحاجر لمعالجة المصابين، والحجر في المنازل، وقامت بحملات توعوية وإرشادية للوقاية منه، بمنع الصلاة في المساجد، والتجمعات المعتادة مثل حفلات الأفراح والتعازي، والنشاط الرياضي، وإغلاق بعض المحلات التجارية ودور السينما، حتى الحدائق والسواحل طالها الحظر المحدود لسلامة وصحة المواطنين والمقيمين، وقام الفريق الوطني بتعقيم الأسواق والشوارع، وأعمال جليلة أخرى، تسجل في سجل الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، فكان النجاح والتوفيق حليفه وحليف جميع أعضاء الفريق الوطني الذين نفخر ونعتز بهم، ونثني عليهم، كما دعا الفريق الوطني إلى التقليل من الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، مع أخذ الاحتياطات الضرورية، مثل لبس الكمامات والقفازات، وحث الجميع على غسل اليدين بالماء والصابون أو المطهرات الأخرى ذات الفعالية، و ترك مسافة لا تقل عن متر بين الشخص والآخر.

وبما أننا في شهر رمضان الكريم ولنا فيه عادات حميدة متوارثة جيل من بعد جيل، ومن أهمها تجمع أفراد الأسرة في البيت العود، وعادةً بيت الجد والجدة، أو الأب والأم، فمن أجل حمايتنا جميعاً فإن هذا اللقاء الأسري الرمضاني الذي ننتظره بشغف وسرور سنفتقده، تحت شعار إلزم بيتك «خلك في البيت»، وسنتحسر على الصلوات في المساجد خاصةً صلاة التراويح، وصلاة الجمعة وخطبة الجمعة، وحلقات تحفيظ القرآن وتدريس علومه، وحضور المواعظ الدينية التي تشرف عليها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، لكن لنا في وزارة الإعلام الأمل المنشود بأن تجعل البث التلفزيوني والإذاعي مكثفاً وهذا ما عهدناه فيها في هذا الشهر المبارك، إذن صلوا صلواتكم وتراويحكم واستمعوا إلى خطبة الجمعة في بيوتكم. وسنفتقد موائد الإفطار في المساجد، وهو شهر يتسابق فيه أهل البحرين بالصدقات، سنفقد هذه الموائد في المساجد، وسنقول لمن ينتظر، الزموا بيوتكم، وستأتيكم وجبات إفطار صائم حيثما كنتم، والزموا بيوتكم، وإن شاء الله لن تنقطع هذه العادة التعبدية لله طاعة، وهي باب من أبواب تراحم المسلمين في رمضان وغير رمضان، سنفتقد في رمضان مجالس أهل الكرم والجود والنقاء، والتقاء الأهل والأصدقاء الذين نتبادل معهم حبٌ بحب في الله، وسنفقد موائد الغبقات. أقول للجميع، تواصلوا بالهواتف، ولا تعاتب من لم يتصل بك، فهو معذور، وأنت إن لم تتصل به، فأنت معذور أيضاً، وأديموا الود بينكم وحسن النوايا، و«خليكم» في البيت، وسنفتقد وداع رمضان، وسنفتقد احتفالات الأطفال بالقرقاعون، وهم بأجمل لباسهم وقرقعتهم على الطبول وأهازيجهم المحببة إلى نفوسنا، لنصبر، فالفرج آتٍ بإذن الله تعالى، وسلامتكم أوجب من كل ذلك، سائلاً المولى جلت قدرته أن يحفظنا بحفظه من كل سوء ومكروه.