هل لك أن تتصور جيشاً لم يزهق نفساً بشرية، ولم يدمر بيتاً أو زرعاً، ومع ذلك فجنود هذا الجيش أبطال.

إنهم أبطال مرابطون بلا سلاح وبلا بندقية.

إنهم أبطال يضحون براحتهم وبلحظات مهمة في حياتهم.

إنهم شجعان لأنهم يجعلون من أجسادهم دروعاً تحمي الناس.

ويجعلون من سواعدهم سياجاً يحمي وطنهم.

إنهم جيش وأي جيش، جيش لا يرتكب جرائم حرب ولا يدمر.

جيش لا يهدم بيوتاً، ولا يقتل أطفالاً، ولا يسحق زرعاً.

تصور!!!! إنهم يضحون بلحظات جميلة ومهمة يقضونها وسط أفراد أسرتهم إنها لحظة التجمع على مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم، ليقفوا مرابطين في مواقعهم لحماية الناس.

تصور!!!! أمهات بعيدات عن أسرهن فلا يعددن الأطباق اللذيذة لأبنائهن، ولا يحيين مائدة رمضان بأصواتهن الحنونة، ليقفن مرابطات في مواقعهن لحماية الناس.

تصوروا!!! موائد الإفطار تفتقد بعض جلسائها من أب أو أم أو أحد الأبناء، ليقفوا مرابطين في مواقعهم لحماية الناس.

وتصوروا!!!! رجالٌ ونساءٌ بالرغم من أنهم صائمون تجدهم يقفون مرابطين في مواقعهم لحماية الناس.

إنهم أفراد الجيش الأبيض!!! هم الأطباء، والممرضون، وأخصائيو المختبرات، ورجال الإسعاف، ومن أفراد أجهزة الأمن الذين يحرسون ويحمون مواقع تجمعات المرضى، ويسهرون على إنفاذ التشريعات التي سنت لحماية المواطنين من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، ومن جنود الدفاع المدني، ومن أعضاء الفريق الوطني للتصدي للفيروس، وغيرهم من أفراد هذا الجيش القوي الأمين الذي سطر صفحات مشرفة في تاريخ البحرين تحكي بطولات شباب البحرين، تحكي ترابط الشعب البحريني بأسره. هم ضحوا بالدور الذي يقومون به في أسرهم سواء أكانوا آباء أو أبناء.

إنا لنغبطهم على ما سينالونه من أجر وثواب بإذن الله تعالى، فلهم أجر الصائم، ولهم أجر المرابط، ولهم أجر مساعدة الناس وقضاء حوائجهم.

لم أبالغ في الثناء عليهم فالجيش البحريني الأبيض يقف على خط الدفاع، فقد استطاع هذا الجيش المقدام أن يواجه عدواً عجزت عن مواجهته العديد من الدول، بفضل الجهود المبذولة من الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وتضافر جميع جهود الذين أسهموا بشكل كبير في نجاح البحرين في إدارة هذه الأزمة التي نتمنى أن تزول في القريب العاجل.

وقديماً قالوا من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأرى أن الجيش الأبيض يستحق أن ينال التقدير والشكر من الناس، أرى أن يعبر الناس عن تكاتفهم مع هذا الجيش الرائع بطرق مختلفة.

لعمري إن هذا الموقف سيكون من مواقف التكاتف والترابط الاجتماعي الذي اتسم به المجتمع البحريني، وأخيراً فإن أفضل ما تقدمونه لهذا الفريق في شهر رمضان الكريم هو الدعاء لهم في ظهر الغيب، بأن يحفظهم المولى وأن يبارك لهم في جهودهم.. ودمتم أبناء قومي سالمين.