حاوره - رئيس التحرير:
أعد الحوار للنشر:
مهند أبو زيتون وأبو ذر حسين
وسط النيران المشتعلة من كل جهة، وأمام تسونامي سياسي وإعلامي تحركت أمواجه تجاه البحرين، كان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة يقود الدبلوماسية البحرينية بكل اتجاه، في واحدة من أصعب اللحظات بحرينياً وإقليمياً.
كان العرب يخسرون مواقع ودولاً، وكانت شعوب تخسر حياتها، وظل البحرينيون يتذكرون بكثير من الامتنان المؤتمر الصحافي لوزير خارجيتهم محاطاً بزملائه من دول التعاون يتحدث بدبلوماسية لا تعوزها الصراحة، وبحكمة لا تنقصها القوة.
تغير الوضع ومشت في أنهار الإقليم مياه جديدة، وظل خالد بن أحمد صمام أمان الدبلوماسية. ازداد حضور مجلس التعاون في ملفات المنطقة وازداد حضور خالد بن أحمد الداعي دائماً لإطفاء الحرائق بدل إشعالها.
حين تلتقي بوزير الخارجية تفهم المنطقة أفضل، المعلومات التي يوفرها اشتراكه في الحدث والرؤية التحليلية الحصيفة تضعك على أعتاب الغد.
يدور حوار معه حول البيت الداخلي البحريني، ماذا فعلت سفاراتنا؟ وأي تقصير ارتكبت؟ علاقتنا الخاصة بالسعودية هل ستبقى على حالها؟ وأين وصل الاتحاد الخليجي؟ وماذا عن الولايات المتحدة؟ هل عاد تحالفنا معها إلى سابق عهده؟ وكيف نرد على تدخلات إيران المتكررة في شؤوننا ومنطقتنا؟ وهل أصبحت أخطر من إسرائيل على أمن «التعاون»؟ هل حققنا مكاسب من دخول التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب؟ وماذا عن اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟
أسئلة كثيرة طرحناها عليه فأجاب بصراحة معهودة لا تقل عن شفافيته على «تويتر».
لنبدأ من البيت الداخلي، بعد الأزمة التي واجهتها البحرين لاحظنا أن هناك اختلافاً في السياسة الخارجية البحرينية، وهذا تطلب من الوزارة تغيير أساليب تعاملها وإعادة توظيف مواردها بما يخدم توجهاتها في الفترة المقبلة خصوصاً مع وجود جهات تحاول التدخل في شؤون البحرين الداخلية وتشويه سمعة البحرين دولياً، ما أهم الخطوات التي اتخذتموها وستتخذونها الفترة المقبلة؟
سؤال مهم وربما الأهم لمن يعمل في الخارجية، نظرة كثير من دول العالم والمنظمات اختلفت للبحرين عن نظرتها قبل العام 2011. في 2011 صارت أحداث وضعتنا تحت أضواء لم تكن مسلطة علينا من قبل. أمورنا كانت قبل ذلك تسير بانتظام ومنها التطور الديمقراطي والسياسي والمجتمعي. مؤسساتنا كانت تعمل بانتظام، وكنا بين الدول العربية ودول العالم الثالث دائماً في المراتب العليا وأقرب إلى الدول المتقدمة. في 2011 صارت علينا هجمة لم نعهدها من قبل ولم تشهدها البحرين في تاريخها، هجمة سياسية من دول، وإعلامية من كبريات المؤسسات الإعلامية التي كانت قبل ذلك تكتب عن البحرين أشياء إيجابية إن كتبت، وفجأة أصبحت البحرين تتعرض لهجوم شديد، وثالثاً من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني التي اتخذت من البحرين موقفاً اضطر البحرين للدفاع عن نفسها بأي طريقة، إضافة إلى أن هناك عاملاً جديداً هو عامل الإعلام الاجتماعي الذي لم يكن موجوداً ثم صار موجوداً وبقوة، حتى أن هاشتاغ كلمة البحرين صار من أكثر الهاشتاغات تداولاً في العالم العربي وجاء ربما في المرتبة الثانية وبقي فيها فترة طويلة. هذه العوامل حتّمت علينا أن ننظر في سياستنا ونرفع قدر التجاوب إلى مستوى الهجمة. والسؤال: هل كنا جاهزين في اللحظة التي تعرضنا فيها لـ»تسونامي»؟ لا لم نكن جاهزين في البداية، لم يكن أحد يتوقع ذلك. ولكننا واجهنا الهجمة بجهد، ليس من الخارجية فقط بل من كل مؤسسات الدولة الأخرى. والإعلام والمؤسسات الصحافية قامت بدور كبير في هذا الشأن. ونتيجة هذا الجهد اكتسبنا خبرة في التواصل والتعامل مع الأحداث وفي رد الفعل المباشر . الآن حين يصدر بيان ضد البحرين نرد عليه في أقل من 24 ساعة، وحين يصدر كلام من إحدى الدول يذهب سفيرنا المعتمد فيها مباشرة مزوداً بنقاط بحث وأوراق توضح حقيقة الموضوع المثار.
صرنا نتعامل مع الأحداث بآنية، وهذه الظروف تمر فيها جميع الدول، لكننا استفدنا من دروسها كثيراً الحمد لله.
ماذا عن الفترة المقبلة؟
عمل الخارجية واضح من ناحية التعامل الدبلوماسي مع الدول وتنفيذ مصالح الدولة من كل الجهات، ولكن التحدي الأكبر الذي يواجهنا هو انتشارنا خارجياً، تمثيلنا الدبلوماسي محدود، أقرب دولة خليجية لنا في دول التعاون عندها حوالي 45 سفارة في الخارج، أما نحن فلدينا 31 بعثة في الخارج. هناك نقص واضح في الانتشار العالمي، طبعاً لدينا مشكلة في الميزانية لا تخفى على أحد، ولكن على سبيل المثال إذا أخذنا الدول الـ 20 كأكبر اقتصاد في العالم فلدينا بعثات في 11 منها فقط. وهناك نحو 11 دولة لديها 5 سفارات لدول التعاون ما عدا البحرين. هذه النواقص يجب أن ننتبه لها ونغطيها إلى أن نصل إلى تفعيل اتفاقات التمثيل الدبلوماسي مع دول التعاون. لدينا اتفاقات ثنائية مع السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان لتفعيل التواجد الدبلوماسي، لكنها حتى الآن غير مفعلة. استفدنا منها فترة حين نقوم بفتح سفارة جديدة، فنضع دبلوماسياً في سفارة دولة أخرى إلى أن يفتتح السفارة.
في الفترة الأخيرة افتتحنا سفارة في جاكرتا وحتى الآن لم يحصل الافتتاح الرسمي. واندونيسيا طبعاً دولة مهمة جداً فهي أكبر دولة مسلمة وعاصمة جنوب شرق آسيا.
وهناك سفارة في البرازيل. ذهب الوفد الإداري من الخارجية ورتب الأمور هناك لتفتتح السفارة رسمياً صيف هذا العام في البرازيل، وهذا أول تواجد لنا في قارة أمريكا الجنوبية. لدينا أيضاً قنصلية ستفتتح في دبي ومكتب قنصلي سيفتتح في المنطقة الشرقية بالسعودية بعد موافقة السعودية موافقة خاصة. ولهذا المكتب أهمية كبيرة جداً للسعوديين والبحرينيين بحيث يمكن لأي بحريني أن ينجز معاملته في المكتب بدل الذهاب للرياض. وهذا سيفتح أبواباً كثيرة. وأمامنا إيطاليا وكوريا ودول كثيرة يجب أن نتواجد فيها مثل اسبانيا وجنوب إفريقيا ولكن كل هذا مرتبط بالميزانية المتاحة. في الفترة الأخيرة الحمد لله افتتحنا سفارات في أكثر من عاصمة، في نيودلهي وبروكسل وإسلام آباد وأنقرة وبانكوك، وقنصلية في جدة.
هناك انتقادات كثيرة توجه لبعض دبلوماسيي البحرين بأنهم لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه ولا يدافعون عن البحرين في الخارج كما ينبغي، ما مدى دقة هذا الكلام؟
أسهل شيء أن تحمل المسؤولية للسفارة، وأكبر مثال على ذلك الحادث الذي تعرض له مواطنونا في الكويت. موظفونا كانوا منذ اللحظات الأولى في المستشفى، ولكننا لا نكتب أخباراً للإعلام عن أنفسنا حين نخدم مواطنينا فهذا واجبنا. ومع ذلك بدأت هجمة على السفارة من اللحظات الأولى للحادث، إلى أن اضطررت للتوضيح على تويتر ليلاً وتبيان ما حصل للناس، ثم جاءت شهادة المواطنين أنفسهم لتؤكد كلامنا في أن السفارة كانت موجودة من اللحظات الأولى.
أنا لا أقول إن جميع الدبلوماسيين البحرينيين بنفس المستوى العالي، فالتقصير يمكن أن يحصل في كل دائرة حكومية وكل بلد في العالم لكننا نتعلم من دروسنا. هناك اتهامات للموظف الدبلوماسي بأنه فقط يحضر حفلات، وطبعاً الموظف الدبلوماسي لا يدعى إلى الحفلات أصلاً، فقط السفير هو من يدعى. كثيرون لا يقدّرون أن الموظف الدبلوماسي إنسان متغرب عن أهله ويحصل على تذكرة واحدة في السنة ليعود إلى وطنه. وحين يلجأ أحد مواطنينا إلى السفارة فإن موظفونا يقومون بما يستطيعون لحل مشكلته، حتى إن احتاجت المشكلة إلى ضمان مالي فإنهم يتصلون بالبحرين ونحن نتصل بديوان رئيس الوزراء فلا يقصر إطلاقاً. نحن نقوم بخدمة المواطن على أكمل وجه، لكن لا داعي للتفاخر بهذا على صفحات الجرائد فواجبنا هو خدمة المواطن. وبالتأكيد هناك أداء متفاوت بين السفراء والموظفين لكن هناك تقييم أداء نميز من خلاله بين من قام بواجبه على أكمل وجه ونجح وبين من قام بواجبه على أكمل وجه ولم يوفق وبين من لم يقم بواجبه. ونتيجة تقييم الأداء هناك من يبقى مكانه وهناك من يعود إلى بلاده.
هناك تقارير عن تباين برواتب العاملين في السلك الدبلوماسي، ما تعليقكم؟
الرواتب موحدة ولكن عندنا مناطق حسب تكاليف المعيشة. أحياناً هناك دولة ليست من دول العالم الأول أو الكبرى لكن تكاليف المعيشة فيها أغلى من المدن الأوروبية. والفرق يحدث في شيء يضاف على الراتب حسب المنطقة وليس الموظف. وهناك مصاريف تعتمد لبعض العواصم المهمة مثل لندن وباريس وبروكسل وواشنطن ونيويورك، خصوصا المدن التي فيها برلمان كبير وتتطلب تواصلاً أكبر وهذا ينبغي أن يلاحظ. وهناك دول هادئة ولا تتطلب مصاريف كثيرة.
العلاقة مع السعودية تكتسب خصوصية معروفة، هل نتوقع تغيرات على صعيد هذه العلاقة بعد وفاة الملك عبدالله رحمه الله وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم؟
أنا شهدت في حياتي 5 عهود، من الملك فيصل إلى الملك خالد إلى الملك فهد إلى الملك عبدالله رحمهم الله جميعاً، ثم إلى الملك سلمان، ولم أشهد تغيراً في العلاقة بين البحرين والسعودية إلا إلى الأفضل. وهذا لا يعني أنها كانت أسوأ بل يعني أنها دائماً تتطور، وهي علاقة ليست مرتبطة بالسلطة بل بالشعب الواحد، كما هي علاقتنا مع باقي دول الخليج العربي، ولكن مع السعودية بالذات العلاقة دائماً في تطور. ولا ننسى الدعم الاقتصادي لتنمية واقتصاد البحرين، تطوير الصناعة والجسر الجديد، جسر الملك حمد. وقد كنت في الاجتماع الذي جمع حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى مع خادم الحرمين الملك عبدالله رحمه الله حين أطلق بنفسه اسم جسر الملك حمد وقال: عندنا جسر الملك فهد والآن جسر الملك حمد ليكملا بعضهما.
هذا الجسر سيبنى بإذن الله.
العلاقة بين البحرين والسعودية ستقوى والالتزام السعودي بأمن واستقرار البحرين لم يتغير ولا يرتبط بانتقال السلطة بل هو سياسة ثابتة وراسخة وستقوى أكثر.
هل هناك تطورات في مشروع جسر الملك حمد، وإلى أين وصل حتى الآن؟
التواصل الآن بخصوص المشروع وصل إلى المستوى الحكومي، وزارة المواصلات تنظر مع نظيرتها في السعودية هذا المشروع. ونحن نرى أنه مشروع حيوي وجبار وسيكون ذا فائدة عظيمة. وحالياً المشروع في مرحلة الرسومات ويحتاج إلى وقت. فمثلاً استغرق جسر الملك فهد 5 سنوات بين توقيع الاتفاقية والتجهيز من 1982 إلى 1987.
جسر الملك حمد مشروع كبير وأساسي يضاف إلى غيره من المشاريع، فهناك المدينة الطبية، مدينة الملك عبدالله فقيد الأمة. وهناك أيضا مشاريع خليجية تكاملية، ولكن أنا أرى أن أهم نقطة وضعها الملك عبدالله رحمه الله على الطاولة، والمطلب الشعبي الأول، هو الاتحاد وهو تجاوب مع مطالب الشعب، وتجاوب مع الأخطار المحيطة بنا من كل جهة، وسنحقق الاتحاد بإذن الله، والعمل عليه سيستمر، وعلاقات المملكة العربية السعودية مع العالم كله قوية وراسخة وتنعكس بالاستقرار على علاقات مملكة البحرين.
بعد 4 سنوات من دعوة الملك عبدالله رحمه الله للاتحاد، هل ما زال هناك بصيص أمل في تحقيقه، خصوصاً أننا بتنا نلمس مظاهر إحباط شعبي بهذا الخصوص؟
أرجو ألا يكون هناك إحباط شعبي فالاتحاد سيحصل بإذن الله طالما أن الملك عبدالله رحمه الله زرع البذرة، وهو بند موجود دائماً على جدول الأعمال الخليجية، ولكن السؤال: ما دام أن الاتحاد مطلب شعبي، وما دام أن الناس في قلوبهم اتحاديون، فأين أنتم يا اتحاديين؟ أين أنتم يا برلمانات ومجالس وجمعيات ومنظمات وصحافة؟ هذا كان مطلباً شعبياً بالأساس وتجاوب معه الملك عبدالله ووضع في الجدول، لكن أين كل هؤلاء من العمل عليه؟ هذا مطلب شعبي وسيبقى شعبياً إلى أن يتحقق بالكامل.
العلاقات البحرينية الأمريكية ملف شائك إلى حد ما، هناك أزمات حصلت بسبب ما يمكن أن يفسر أنه تدخل أمريكي في الشأن الداخلي البحريني، وكان السفير الأمريكي السابق متورطاً فيه، اليوم لدينا سفير أمريكي جديد، والبعض يلمس تغيراً في العلاقة الأمريكية مع الخليج خصوصاً بعد زيارة أوباما للرياض الأسبوع الماضي على رأس وفد رفيع المستوى، فهل تتوقعون أن تعود العلاقات البحرينية الأمريكية إلى الزخم الذي كانت تمتاز به قبل سنوات؟
العلاقة بين البحرين وأمريكا هي أقدم علاقة بين دول المنطقة والولايات المتحدة. بدأت علاقة شعب بشعب حين وصلت الإرسالية الأمريكية والمستشفى والكنيسة، وكانوا يعالجون الناس بسوق المنامة قبل بناء المستشفى، وفي عام 1947 وصلت البحرية الأمريكية ومنحوا تسهيلات في الميناء، وهذه أصبحت نواة العلاقة العسكرية الأمريكية مع كل دول المنطقة. ونحن مازلنا مرتكز هذه العلاقة، والأسطول الخامس موجود في البحرين ومياه الخليج ومعه أساطيل أكثر من 50 دولة يحمون مياه الخليج العربي، وإيران مستفيدة من هذه الحماية في أمنها وسلامتها فبدون هذه الأساطيل يصبح حال الخليج حال خليج عدن المليء بالقراصنة.
هناك اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، والبحرين حليف أساسي من خارج الناتو. وإذا نظرنا في الخلافات مع أمريكا فسنرى أنها في جزء يسير من هذه العلاقة المتشعبة. هناك الآن نظرة مختلفة بيننا على بعض الأمور وقد لا نتفق معهم في تحديدهم لمصادر الاستقرار أو مصادر عدم الاستقرار في منطقة الخليج. واختلفنا معهم في أمور المملكة الداخلية، سيادة القضاء، والشأن البحريني الداخلي، ورفض التدخل الخارجي، نعم اختلفنا معهم على هذه الأمور لكن هذا معناه أن علاقتنا علاقة دولة بدولة وحين نختلف يقف الأمر عند حده، أما أن العلاقة مع الولايات المتحدة تمر بمرحلة صعبة فأنا لا أراها كذلك، و أرى أن بعض الأمور مرت بمرحلة توضيح وتصحيح، نحن نحترم موقفهم وهم احترموا موقفنا، وإذا حصل أي خلاف فتم تعديله، وهذه طبيعة العلاقات بين الدول، مثلاً الدول الأوروبية وأمريكا متحالفة في حلف منظمة شمال الأطلسي وتحدث خلافات بينهم بين الحين والآخر، لم نصل في علاقتنا مع الولايات المتحدة حتى إلى مستوى هذه الخلافات. مسيرة العلاقة بين أي دولتين تمر بمرحلة تصحيح. اليوم لدينا سفير جديد اجتمعنا به ونتطلع إلى أن يسهم في بناء العلاقة أكثر ويقوم بدور كبير في إبعاد تبعات الفترة الماضية من 2011 وما بعدها مما دخل في نفوس البحرينيين من ألم أو ضيق أو شك تجاه العلاقة مع الولايات المتحدة.
أنا درست في الولايات المتحدة ولدي أصدقاء من الشعب الأمريكي وهو من أطيب الشعوب، و نتطلع إلى أن تكون العلاقة الإيجابية في كامل زخمها ولا أرى أن هناك خلافاً يعيق هذه العلاقة.
إذا كنا نتكلم أن البحرين حليف استراتيجي للولايات المتحدة فكيف توقف أمريكا شحنات من الأسلحة للبحرين؟
هناك عدد قليل من أعضاء الكونغرس كتبوا رسالة للحكومة الأمريكية نتيجة أحداث 2011 فاتخذت الحكومة الأمريكية خطوات لإيقاف بعض الشحنات وهي على أشياء صغيرة ولم يكن هناك إيقاف على الطائرات وغيرها من الأسلحة، ونحن ملتزمون بالشحنات أساساً لتستمر العلاقة بيننا وإلا فهي موجودة في الأسواق العالمية. لم يكن هناك حظر للأسلحة بل وقف شحنات تم الاتفاق عليها ونحن في طريقنا لتجاوز المسألة.
بالمقابل هناك تطور واضح في العلاقة مع بريطانيا لمسه الشارع البحريني، هل هو توازن بين العلاقة مع بريطانيا ومثيلتها مع أمريكا؟
العلاقات تعتمد على طبيعة تعامل أي دولة مع البحرين، إذا قارنا بين أمريكا وبريطانيا فسنرى أن لديهما نفس النظرة ونفس السياسة تجاه البحرين لكن أسلوب التعامل مختلف بين البلدين. هناك من يفضل أن يصدر بياناً ويضع ضغطاً على البحرين، وهو ضغط غير مقبول وغير مطلوب. وهناك دولة تنظر نفس النظرة لكنها قررت أن تتفاعل وتأتي إلينا لتحدد بعض الدوائر الحكومية التي بإمكاننا أن نكسب خبرة أكبر فيها. وبالفعل أرسلوا خبراء وتفاعلوا فوراً. وهذا تفاعل إيجابي دون إصدار بيان لإرضاء هذه الجهة أو تلك. أحياناً لا فائدة من البيان، المفيد هو العمل. لذلك قدّرنا الأسلوب البريطاني إذ دل على حرص المملكة المتحدة الشديد على العلاقة التاريخية بين البلدين، ونشكرهم على هذا الشيء كما نشكر سعادة السفير إيان لينزي على الدور الكبير في هذا الشأن.
لوحظ في الفترة الأخيرة تغير واضح في النبرة الأمريكية تجاه البحرين، هل لهذا علاقة بالتحالف الدولي ضد «داعش»؟
في النهاية، لا يصح إلا الصحيح. هذا ليس أول تحالف دولي ندخله، ولم ننضم له كثمن لإسكات أو غيره. دخلنا قبل ذلك في أفغانستان وضد القرصنة وقبلها تحرير الكويت وفي مواقف كثيرة نعتبرها مبدئية.
نحن نحرس مع العالم مياه الخليج ليل نهار، والبحرين نالت قيادة كل هذه الأساطيل مرتين. لكن كل ما في الأمر أن حبل الكذب قصير والمعلومات المضللة لا تصمد أمام الحقيقة. ما غير النظرة تجاه البحرين ليس التحالف الدولي أو غيره، بل الانتخابات البحرينية الأخيرة. هناك من راهن أنه ستكون هناك مقاطعة كبيرة للانتخابات وهناك من صدقهم في الخارج. جاءت الانتخابات وأظهرت عكس ذلك تماماً. أنا ذهبت إلى إحدى الدوائر وشاهدت بنفسي الطوابير والمواطنين المنتظرين وتأثرت، وجميعنا شاهد ما نقله التلفزيون واستمع لما قاله السفراء وكل وكالات الأنباء العالمية، وجاءنا الكلام أن هذه الانتخابات عبرت أن الشعب البحريني بشيعته وسنته رمى 2011 وراء ظهره. هناك من دعى للمقاطعة ولم يطعه أكثر من ناصره في السابق. الناس يريدون حياة أفضل وعندهم ثقة أن بلدهم على الطريق الصحيح. البحرين تجاوزت المرحلة والبحريني يبحث الآن عن قوالب جديدة أصيلة تمثله تمثيلاً تشريعياً تاماً. في كل اجتماعاتنا مع الوفود كنا نسمع كلاماً واضحاً أن هذه انتخابات شفافة وعكست إرادة الشعب البحريني، ومن أراد أن يجعل نفسه خارج الانتخابات فهو من أراد أن يجعل نفسه خارجها.
هل كان من المجدي الانضواء في التحالف الدولي ضد داعش في الوقت الذي تعاني فيه البحرين من الإرهاب في داخلها ولا تجد دعماً دولياً؟
في مسألة مواجهة الارهاب نحن لا نفاضل بين هنا وهناك. المسألة مبدئية بالنسبة لنا. ومواجهتنا للإرهاب ليست جديدة.
حضرنا أول اجتماع في جدة والثاني في باريس ثم في الأمم المتحدة. والبحرين استضافت اجتماع مكافحة تمويل الإرهاب واعتبروا المملكة قائدة في هذا المجال لأن تنظيماتنا المالية وإجراءاتنا ضد تمويل الإرهاب تسبق الجميع. ومنذ اجتماع جدة تكلمنا أن الإرهاب ليس فقط في داعش. نحن ملتزمون بأمن واستقرار العراق لكن الإرهاب الذي يعاني منه العراقيون يعاني منه السوريون أيضاً فانتبهوا لسوريا قبل العراق، وافقوا على ذلك وكثير من الطلعات بدأت في سوريا، وكان هذا نتيجة ضغط إقليمي. وقلنا بصوت واضح إن هناك كثيراً من المنظمات الإرهابية، مثل حزب الله وعصائب الحق وغيرها، في ليبيا أو لبنان أو سوريا أو اليمن أو البحرين كلها إرهاب يجب أن يواجه. وكان الجواب دائماً: نعم هذا إرهاب ولكن لدينا أولويات وداعش تهديد واضح ومباشر اليوم. وانعكس ما قلناه على التصريحات حين أشاروا للتدخل الإيراني في دعم عدم الاستقرار بالبحرين. ورأيتم تصريحات ماكين قبل أيام في السعودية، وهو من زعماء الكونغرس.
دائماً نقول إن الإرهاب ليس داعش فقط. والمعركة ضد الإرهاب ستطول إلى أن يهزم فكرياً. وقد لا تكون مواجهته ضمن الالتزام الدولي بمحاربة داعش فقط، فنحن سنواجهه. انظروا الإرهاب الذي يحدث في اليمن، انظروا إلى الإرهاب الذي يحاول أن يتغلغل في الأردن، ولولا أن المملكة الأردنية الهاشمية ثابتة وقوية لدخلها منذ زمن.
الوضع في العراق يسوء بسبب الانقسام الطائفي الذي تفاديناه نحن في البحرين الحمد لله. ورغم أن لدينا طوائف متعددة لم ندخل في صعوبات عانتها دول عربية، فبعض البلدان دخلت حرباً أهلية، وبعضها دخلت محاصصات طائفية مربكة. الانقسام الطائفي الآن يعزز التطرف، نحن وقفنا مع العراق في محاربة الإرهاب حين هدد بغداد، وهذا أمر بالطبع لا نقبل به، لكن ماذنب العشائر السنية التي تعرضت لهجمات من ميليشيات متحالفة مع الحكومة فقتلوا ومنعوا من السلاح الذي يدافعون به عن أنفسهم؟! هذا يولد شعور بالغبن والإجحاف والغضب لديهم ويمتد إلى المنطقة كلها وحتى إلى دول الخليج. الناس تعتبر أن هؤلاء يتعرضون لحرب طائفية.
الحرب ضد الإرهاب يجب أن تستمر إلى أن توقف الإرهاب وتنهيه في محله ولكن هناك من يتعرض للإرهاب يومياً. كلنا نعرف قضية كوباني ولكن هناك 200 كوباني في العراق يومياً. وقلنا ذلك في اجتماع باريس مؤخراً.
بعض الانتقادات توجه لدول الخليج في مسارعتها لدخول التحالف الدولي دون تحقيق مكاسب سياسية حقيقية، بعض المقالات تحدثت عن أن دخول دول الخليج التحالف صب أحياناً في صالح إيران بالعراق وسوريا، ما تعليقكم؟
طبعاً يجب أن ندخل التحالف، ولا ينبغي النظر للتحالف على أنه يصب في مصلحة طرف دون آخر. التحالف موجود منذ زمن ولكننا الآن دخلنا في عمليات مشتركة مع أطراف التحالف، أما تحالف دول التعاون مع الولايات المتحدة فهو قائم أصلاً. والسؤال الآن: هل تجدد هذه العلاقة العسكرية والعمل العسكري الذي تختلط فيه الدماء سيسر من لا يريد علاقة طيبة بيننا وبين الولايات المتحدة؟! هناك طرف لا يريد علاقة جيدة ويريد تدمير هذه العلاقة لعزل دول الخليج.
أما نحن كحلفاء فنتبادل المواقف حين نجتمع.
إيران والعراق ولبنان، دول شقيقة وصديقة باتت مصدر إزعاج للبحرينيين بسبب تدخلات وتصريحات، هل حان وقت حسم العلاقة معهم بدل لعبة الوقت والفأر مع إيران بين تصعيد وتهدئة منذ سنوات؟
نحن لم نصعد أبداً مع أي دولة، ورغم أننا نتمسك بسياسة ضبط الأعصاب مع إيران فهي مستمرة في التدخل والتصريحات، نحن نرد بقدر على تدخلاتهم، ونعرف أين يقف الكلام، ولا نصعد.
العراق و لبنان بلدان عربيان شقيقان يتعرضان الآن لتدخل واضح في سياستهما تجاه أشقائهما العرب. ومازلنا نحمّل الإخوة في لبنان المسؤولية كما حملناهم إياها في جامعة الدول العربية حين صدر للمرة الأولى بيان يدين حزب الله الإرهابي، ونحملهم المسؤولية لأنه شريك في الحكم، أما مسألة أن حزب الله لا يمثلهم فهي غير كافية لأننا نحن من نتضرر وسيتضررون هم في نهاية الأمر لذلك عليهم النظر لمصالحهم.
و في العراق نفس الشيء هناك جهات تتدخل في شؤونه وتؤثر على سياسته وهذا أمر لا نقبله للعراق. فالعراق بلد عربي وشعب شقيق ولاننسى مواقفه التاريخية بكل طوائفه.
أما إيران فارتأت أنه ربما لديها مصلحة في إبقاء العلاقة مع البحرين غير طيبة منذ 2011. قبل ذلك كان وزير خارجية إيران السابق منوشهر متكي يتحرك بسرعة لإزالة أي توتر. فحين تكلم شريعتمداري ركب طيارته وجاء إلى البحرين وأطفأ الفتنة بين البلدين. كان وقتها في تونس وكلمناه قلنا له واجب عليك أن تأتي البحرين، فقال إنه يخاف من الهجمة الصحفية، قلنا له نريدك أن تأتي وتطفئ الفتنة، وبالفعل جاء. ومرة أخرى في تصريح آخر جاء وزير الداخلية ونقل رسالة إلى البحرين. والآن هذا الشي انقضى لأن السياسة اختلفت.
نحن لا ننزل في الإساءة لمستوى من يسيء لنا. يتكلمون عن شخص أمام مساءلة قانونية وقضائية وعندهم ناس قياديون تحت الإقامة الجبرية، لكننا لا نتدخل بشؤونهم. نحن لم نتدخل في أحداث 2009 في طهران، نحن نعرف مقياس علاقتنا مع الدول ونتطلع إلى أن تتعدل وحين تتحسن العلاقات مع إيران فسيكون ذلك في مصلحة استقرار المنطقة، ولكن حين نسمع خطأ فسنرد عليه.
بصراحتك المعهودة، أيهما أخطر على أمن الخليج: إسرائيل أم إيران؟
السياسة الخطأ دائماً خطرة على أمن واستقرار المنطقة. ليس بيننا وبين إسرائيل أي علاقة وأغلب الدول العربية في حالة عداء مع إسرائيل، وهذا العداء أساسه أرض محتلة وشعب مهجر. ومعروفة الأمور حين يتكلمون عن عملية السلام والقرار 242 وقرارات الأمم المتحدة والحدود والمياه وعودة اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين والانسحاب من الأراضي المحتلة، وأمور معروفة لم تتغير من 1967 إلى اليوم عدا سرقة الأراضي في فلسطين وهذا أحد أمور الخلاف التي يجب أن تحل بإنهاء الاستيطان و إزالة المستوطنات. إذن نحن في حالة عداء مستقر مع إسرائيل يجب أن يحل بعملية سلام شاملة وإلا فهو تهديد سينعكس سلباً على أمن المنطقة.
أما إيران فهناك حالة من عدم الاستقرار وتصل إلى حالة من العداء من ناحيتهم تجاهنا. الوضع مع إيران متجدد ومتغير صباح مساء في سياستها تجاه المنطقة، كل يوم لها شكل من الأشكال، يوم نراها تتدخل في البحرين، يوم نراها في العراق، يوم نراها في اليمن، يوم نراها على منبر، يوم نراها في تلفزيون، يوم نراها في أموال الشعب الإيراني التي تصرف حول العالم. وهذا الوضع المتغير والمتجدد في أشكاله بالعلاقة مع ايران يعطي نوعاً من الخطورة على أمن المنطقة مع عدم التقليل من خطورة العداء بيننا وبين إسرائيل.
يجري الحديث الآن عن تغير في قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل بعد عمليتي القنيطرة ومزارع شبعاً، هل فعلاً تغيرت القواعد؟
لا أرى، وقد لا أعلم، أن هناك تغيراً في قواعد الاشتباك. ولكن هل هناك تفاهم جديد بينهما على قواعد اشتباك جديدة، قد يكون، ولكننا لسنا طرفاً فيها والحمد لله. نحن ناس متمسكون بمبادئنا وبإحقاق الحق للشعب الفلسطيني من ناحية إسرائيل. ومن ناحية ايران متمسكين بعدم التدخل بشؤون الغير وبمبادئ حسن الجوار، ولكن لكل فعل رد فعل، حين يتعلق الأمر باستقرارنا وبإسقاط أنظمتنا السياسية وتهديد أمننا، فهذا أمر دونه أرواحنا.
قبل 4 سنوات تنبأتم في جلسة مع رؤساء التحرير بصعوبة وتعقيد الوضع السوري، وهذا ما حصل فعلاً، إلى أين يتجه الوضع في سوريا اليوم؟
دعونا نعود إلى جنيف 2، لأننا لم نحضر جنيف 1، وللعلم حضرنا جنيف 2 بالقوة لأن هناك من كان يريد إبعادنا إرضاء لإيران، فكانت النتيجة أن حضرنا نحن ولم تحضر إيران، وذلك بفضل وقفة الأمير سعود الفيصل. كان وليد المعلم موجوداً والجربا مع وفده موجوداً ودول عربية و أجنبية، والسوريون تكلموا، لكن الكل تكلم وكأن النظام السوري غير موجود في القاعة. نحن نريد حل سياسي، حل يحقن دماء الشعب السوري. نصف الشعب السوري الآن مهجر داخل بلاده أو خارجها في لبنان والأردن وتركيا وغيرها، هذه جريمة. نريد حلاً سياسياً يحقن الدماء ويكون مبنياً على ما تم الاتفاق عليه في جنيف 1 خصوصاً المرحلة الانتقالية لأن هذا يقبل به الجميع، كل مكونات الشعب السوري ومنها الحكومة السورية. نقطة دم سورية أهم من مليون كلمة تلقى في مؤتمر. قلنا هذا الكلام للسوريين في تونس: حاذروا من أن يأتي أحد ويخطف الوضع من أيديكم. دخلت داعش وحزب الله وغيره وانظر إلى سوريا إلى أين وصلت الآن.. نحن نريد حلاً يضمن تمثيل الجميع. والله يحفظ سوريا.
ماذا عن العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، علماً أن السفارة السورية مازالت مفتوحة في البحرين؟
نحن دولة مسالمة وتتطلع إلى الاستقرار والأمن، نحن لا نغلق سفارات. هناك سفارة للجمهورية العربية السورية في مملكة البحرين ولها كيانها الدبلوماسي، ولكن ليس هناك علاقات رسمية بين البلدين. هناك تمثيل دبلوماسي بما يتعلق بمصالح المواطنين، ويخدم المواطنين السوريين في المملكة العربية السعودية بدرجة كبيرة. والخطوط الجوية السورية تطير من كثير من العواصم العربية إلى دمشق حتى اليوم.
الأهم بالنسبة لنا ألا تتضرر مصالح الشعب السوري.
سقوط اليمن بيد الحوثيين، هل وضع دول الخليج بين فكي كماشة، في الجنوب يمن الحوثيين، وفي الشمال عراق إيران؟
أنا لا أقلل من خطر التهديدات المحيطة بنا من كل جهة، واليمن أحد هذه التهديدات الرئيسة. لكن اليمن لم يسقط حتى الآن بيد الحوثيين، الحوثيون في 5 أو 6 محافظات من محافظات اليمن لكنهم وصلوا إلى العاصمة، والعامل الرئيس في وصولهم إلى العاصمة ليسوا هم أنفسهم، وإلا لما استطاعوا الخروج من صعدة، هناك تحالفات داخل اليمن مع رموز نافذة في الجيش اليمني فتحت لهم الأبواب وأوصلتهم إلى القصر الجمهوري. فهذا التحالف هو من أوصلهم، والتحالفات تأتي وتذهب.
بالتأكيد هناك خطر، لكن أنهم أصبحوا خطراً دائماً علينا فليس إلى هذه الدرجة، وهذا لا يقلل من اهتمامنا في الموضوع. اجتمعنا في الرياض قبل فترة و لدينا اجتماع قادم في الرياض بخصوص اليمن لأن مسألة استقراره حيوية لدول التعاون، ولدينا مصالح حيوية في اليمن. أما مسألة أن يبتلع فاليمن لم ولن يبتلع و لن يترك وحده.
لكن هناك تخوفاً من تكرار السيناريو العراقي في 2003، حين ترك لتبتلعه إيران؟
العراق كان وضعه مختلفاً، إذ تعرض لاحتلال كبير ولانتهاك حدوده الشرقية لأبعد حد. وما تعرض له العراق أكبر بكثير مما تعرض له اليمن. حساسيتنا تجاه الوضع العراقي تنعكس في تخوفنا من اليمن، لكن الوضع هنا مختلف فهذا التمدد مرتبط بالتحالفات وهذه مسألة سياسية مرتبطة بشخص ويمكن أن تتغير.
هل تعتقد أن الشرق الأوسط يشهد إعادة رسم حالياً؟
في يد أهل المنطقة أن يقبلوا بالرسم أو إعادة الرسم أو يرفضوها. حدود الشرق الاوسط موجودة منذ سان ريمو وسايكس بيكو، وهذه المنطقة نحن أولى بالدفاع عنها. إذا تركنا مقدراتنا ولم نقم بواجبنا كلنا كدول عربية فسنصبح ساحة يلعب فيها من يشاء. لنحافظ على منطقتنا يجب أن يكون للعرب دور مع بعضهم، لكن هل هذا ما زال ممكناً؟ لا ندري. كثير من الدول العربية أصبحت في وضع صعب جداً ويجب أن نركز على دول التعاون ومصر والأردن بقدر الإمكان لأن هذه المجموعة ستثبت الاستقرار لبقية العالم العربي.
إلى أين وصلت الأمور بين قطر ومصر؟
هناك اتفاق الرياض ونأمل أن ينجح ويستمر لأن علاقتنا مع مصر محورية وأساسية ويجب أن تبقى مصر مستقرة وألا تتعرض لأي اهتزازات تسيء لها أو تؤثر عليها وعلى استقرارها السياسي. مصر الآن في يد أمينة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي واستقرار مصر هو استقرار لدول التعاون ولليبيا وللسودان وكل العالم العربي يعتمد على القلب، فمن أراد أن يستهدف مصر استهدف الوطن العربي كله. ولكن الحمد لله نحن بخير.