اجتاز يوفنتوس إحدى العقبات الهامة في مسيرته الناجحة للاحتفاظ بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للموسم الرابع على التوالي، بعدما تغلب 3/ 1 على ضيفه ميلان في قمة مباريات المرحلة الثانية والعشرين من المسابقة، التي شهدت أيضا فوز تورينو 3/ 1 على مضيفه فيرونا أمس السبت.

وعزز فريق السيدة العجوز موقعه في صدارة البطولة، بعدما رفع رصيده إلى 53 نقطة، متفوقا بفارق عشر نقاط كاملة عن ملاحقه المباشر روما، الذي يحل ضيفا على كالياري اليوم الأحد، فيما توقف رصيد ميلان عند 29 نقطة في المركز التاسع مؤقتا.

واتسمت المباراة بالقوة والإثارة خاصة في الشوط الأول، الذي شهد تسجيل ثلاثة أهداف، وقدم يوفنتوس أحد أفضل مبارياته في المسابقة هذا الموسم، وأهدر لاعبوه فرصة تسجيل عدد قياسي من الأهداف، بسبب لجوئهم إلى الاستعراض في الكثير من الأحيان بعد ضمان الفوز في الشوط الثاني.

وتقدم يوفنتوس مبكرا بهدف حمل توقيع مهاجمه كارلوس تيفيز في الدقيقة 14، ليحكم النجم الأرجنتيني قبضته على صدارة هدافي المسابقة برصيد 14 هدفا، متفوقا بفارق هدفين على أقرب ملاحقيه جيريمي مينيز لاعب ميلان.

وأدرك لوكا أنتونيللي التعادل لميلان في الدقيقة 28 عبر ضربة رأس بارعة، قبل أن يعود يوفنتوس للتقدم سريعا بعدما سجل ليوناردو بونوتشي الهدف الثاني لأصحاب الأرض في الدقيقة 31.

وواصل يوفنتوس سيطرته في الشوط الثاني، ليضيف مهاجمه الأسباني ألفارو موراتا الهدف الثالث في الدقيقة 65، ليقضي على أي أمل لميلان في إدراك التعادل.

وحافظ يوفنتوس بذلك على تفوقه الدائم على ميلان في السنوات الأخيرة، بعدما حقق انتصاره السادس على التوالي على الفريق اللومباردي في مختلف المسابقات.

ولم يحقق ميلان أي انتصار على يوفنتوس منذ فوزه عليه بهدف نظيف في الدوري يوم 25 تشرين ثان/نوفمبر 2012.

وعاد يوفنتوس بهذا الفوز إلى نغمة الانتصارات التي غابت عنه في المرحلة الماضية التي اكتفى خلالها الفريق بالتعادل السلبي مع مضيفه أودينيزي يوم الأحد الماضي، فيما تعد تلك الخسارة هي السابعة التي يتلقاها ميلان هذا الموسم مقابل الفوز في سبعة لقاءات والتعادل في ثماني مباريات.

وبدأت المباراة بنشاط هجومي من جانب يوفنتوس من أجل إحراز هدف مبكر يريح أعصاب لاعبيه وجماهيره المحتشدة في المدرجات.

وشهدت الدقيقة الثانية التسديدة الأولى في المباراة عن طريق الفارو موراتا الذي سدد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء أمسكها دييجو لوبيز حارس مرمى ميلان.

ولم تمر سوى خمس دقائق حتى قاد التشيلي أرتورو فيدال هجمة ليوفنتوس من الناحية اليمنى ليتوغل بالكرة ويصل بها داخل المنطقة قبل أن يسدد تصويبة قوية ولكنها لم تكن متقنة لتخرج إلى ركلة مرمى.

حاول ميلان بمرور الوقت مبادلة أصحاب الأرض للهجمات ولكنها لم تسفر عن أدنى خطورة على مرمى جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس.

وفي الدقيقة 14 أحرز تيفيز الهدف الأول لفريق السيدة العجوز بعدما تلقى تمريرة بينية من موراتا، انفرد على إثرها المهاجم الأرجنتيني بالمرمى من منتصف الملعب بعدما كسر مصيدة التسلل التي نصبها لاعبو ميلان، ليضع الكرة على يمين لوبيز.

ارتفعت معنويات يوفنتوس عقب هدف تيفيز وواصل لاعبوه نشاطهم الهجومي، وأهدر الفرنسي باتريس إيفرا فرصة تعزيز النتيجة بعدما تابع الركلة الحرة المباشرة التي نفذها النجم أندريا بيرلو من الناحية اليمنى ولكنه سددها دون تركيز لتخرج بعيدة عن المرمى في الدقيقة 22، قبل أن يهدر الظهير الأسمر فرصة أخرى بعدها بدقيقتين بعدما سدد الكرة برأسه من متابعة لركلة حرة أخرى نفذها بيرلو من المكان ذاته، ولكنها خرجت إلى ركلة مرمى.

وعلى عكس سير اللعب، ومن أول فرصة محققة للضيوف، أحرز لوكا أنتونيللي هدف التعادل لميلان في الدقيقة 28، بعدما تابع الركلة الركنية التي نفذها الفرنسي جيريمي مينيز، ليسدد أنتونيللي الكرة بمؤخرة رأسه بطريقة بارعة على يمين بوفون الذي اكتفى بالنظر إليها وهي تحتضن شباكه.

لم يكترث يوفنتوس بتعادل منافسه، وواصل محاولاته الهجومية وتابع كلاوديو ماركيزيو كرة مرتدة من دفاع ميلان ليسدد الكرة من على حدود المنطقة على يمين لوبيز الذي أبعدها بصعوبة إلى ركلة ركنية في الدقيقة 30.

ونفذ بيرلو الركلة الركنية ليمرر كرة عرضية خطيرة أبعدها لوبيز بقبضة يده بطريقة خاطئة لتتهيأ الكرة أمام تيفيز الذي مرر الكرة برأسه إلى ليوناردو بونوتشي، الخالي من الرقابة، ليضع الكرة بسهولة داخل الشباك محرزا الهدف الثاني ليوفنتوس في الدقيقة 31، وسط اعتراضات من جانب دفاع ميلان وحارس مرماه على حكم المباراة الذي احتسب الهدف بداعي وقوع بونوتشي في مصيدة التسلل أثناء تسجيله للهدف.

بمرور الوقت أحكم يوفنتوس قبضته على مجريات المباراة، لاسيما عقب إصابة مينيز ليضطر فيليبو انزاجي المدير الفني لميلان لإجراء التبديل الأول بنزول جيانباولو باتزيني بدلا من اللاعب الفرنسي المصاب في الدقيقة 38.

ومنع لوبيز فرصة تسجيل الهدف الثالث ليوفنتوس بعدما تصدى ببراعة لتسديدة قوية من تيفيز في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الأول الذي انتهى بتقدم يوفنتوس بهدفين مقابل هدف واحد.

بدأ الشوط الثاني بسيطرة هجومية واضحة من ميلان من أجل إدراك التعادل، وأضاع باتزيني فرصة مؤكدة لتعديل النتيجة في الدقيقة 54، بعدما تلقى تمريرة بينية ليجد نفسه وجها لوجه مع بوفون، ليسدد الكرة على يمين الحارس الإيطالي الدولي الذي أبعدها باقتدار إلى ركلة ركنية.

استشعر يوفنتوس الحرج ليأخذ زمام المبادرة مرة أخرى ويفرض سيطرته على اللقاء، ليضيف موراتا الهدف الثالث لأصحاب الأرض في الدقيقة 65، بعدما تابع تسديدة ماركيزيو الصاروخية التي اصطدمت في القائم الأيمن، لتتهيأ الكرة أمام اللاعب الأسباني الخالي من الرقابة الذي لم يجد صعوبة في إيداع الكرة داخل الشباك.

وكاد تيفيز أن يضيف الهدف الرابع ليوفنتوس في الدقيقة 73 بعدما تلقى تمريرة بينية من بول بوجبا ليسدد الكرة مباشرة نحو المرمى ولكنها اصطدمت في دفاع ميلان الذي حول الكرة إلى ركلة ركنية.

وشهدت الربع ساعة الأخيرة سيطرة مطلقة من جانب يوفنتوس الذي لجأ لاعبوه إلى الاستعراض، في الوقت الذي بدا فيه ميلان مستسلما للهزيمة، لتنتهي المباراة بفوز مستحق لحامل لقب المسابقة في المواسم الثلاثة الأخيرة.

وواصل تورينو صحوته في المسابقة بعدما انتزع فوزا مثيرا 3/ 1 من مضيفه فيرونا في وقت سابق أمس.

وتقدم جوزيف مارتينز لمصلحة تورينو في الدقيقة 32، قبل أن يضيف فابيو كوالياريلا الهدف الثاني للضيوف في الدقيقة 50، فيما تكفل المهاجم المخضرم لوكا توني بإحراز هدف الشرف لفيرونا في الدقيقة 83.

وفي الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع أضاف عمر القادوري الهدف الثالث لتورينو، ليؤمن حصول فريقه على النقاط الثلاث.

ويعد هذا الفوز هو الرابع على التوالي لتورينو في المسابقة، ليحافظ على نتائجه الجيدة في الفترة الماضية.

وحافظ تورينو بتلك النتيجة على سجله خاليا من الهزائم في مبارياته التسعة الأخيرة في البطولة، ليرفع رصيده إلى 31 نقطة في المركز السابع (مؤقتا) لحين انتهاء باقي مباريات المرحلة.

في المقابل، توقف رصيد فيرونا عند 24 نقطة في المركز الرابع عشر مؤقتا، بعدما تلقى خسارته العاشرة هذا الموسم في البطولة مقابل الفوز في ستة لقاءات والتعادل في مثلها.