لن أتحدث حول مضمون ما تقدمه الدراما الخليجية، فالوقت لا يزال مبكراً للحكم على الأعمال، ولكن سأتحدث عن ما ليس بحاجة إلى الانتظار، سأتحدث عن الإزعاج والتلوث البصري الذي يصيبنا كمشاهدين لفنانات طالت وجوههن معدات أطباء التجميل وحولتها إلى مسوخ مشوهة حتى بتنا لا نفرق بين فنانة وأخرى بسبب تشابه الملامح المكتنزة بأبر وعمليات حولتهن إلى كرات منتفخة الوجوه.

للأسف ما نشاهده على شاشات الفضائيات لأشباه بشر لعبن في ملامحهن وعبثن في تفاصيلهن، فإبرة في الشفاه تلحقها إبرة الخدود وإبرة تحت الجفون لتصل إلى المشاهد بصورة نهائية أقرب إلى الاشمئزاز والقبح.

لا أعلم لماذا لا يحترم كبار الفنانات تاريخاً وسناً أعمارهن ويرضون بمظهرهن مهما كان، مع العلم بأن مظهرهن الطبيعي أجمل مما أصبح عليه بعد النفخ والتجميل بل والتشويه إن صح التعبير، المدهش في الأمر أن هؤلاء مدعي الفن يظهرن عبر أدوارهن بدور القدوة والمثل الأعلى ويقدمن النصائح والعبر والمواعظ ولكن نسين بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهن فقدن ثقتهن بأنفسهن عبر تلك العمليات فكيف لنا أن نثق في من لايثق هو بنفسه ونعتبره قدوة؟ الأمر الأكثر دهشة هو لجوء صغار الفنانات سناً إلى تلك العمليات من باب التغيير وتجديد المظهر.

شخصياً بدأت استشعر فقدان ثقة المشاهدين ببعض فناناتنا الخليجيات بسبب ما يفعلونه بأنفسهن، فمع منغصات الحياة لسنا بحاجة إلى أشباه بشر يقفن أمامنا خاصة خلال هذا الشهر الفضيل يستعرضن جمالهن الصناعي الصالح لفترة محدودة وسرعان ما سيزول، ليكشف بعد زواله عن بقايا أنثى حاولت تغطية النقص الذي تشعر به عبر نفخ بعض المواقع وقطع بعض النتوءات وصباغة بعض الجوانب وكأنها تحولت إلى سلعة يتم ترميمها مع بداية كل عام.

في الختام هديتي لكل من قام بتلك العمليات هي مرآة، وبعدها ستعرفون كم قاسى وعانى المجتمع الذي فرض عليه أن يتحمل طلتكم عليه عبر الشاشات...