مئات الملايين من البشر يحاولون فهم جائحة كورونا (كوفيد 19) ومتى وكيف سيزول هذا الوباء العالمي، فكل منا يعيش فترة انتظار اللقاح غير المعروفة والتي قد تطول لسنوات أو تقترب خلال الأشهر القادمة.

نحن نعيش هذه الأيام مزيجاً من الخوف والتوتر والملل والضجر، هل سيمكث الناس في منازلهم ويلتزمون التباعد الاجتماعي كي لا تصيبهم العدوى من وباء «كورونا» من أجل سلامتهم وسلامة الوطن، ولاحتواء الفيروس والحد من تفشيه والسيطرة عليه وتجنب أن يصبح وباءً مجتمعياً؟ وإن التزموا فإلى متى سيكون ذلك؟ هل ستطول هذه الفترة وتختل عندنا موازين العادات والتقاليد؟ هل سنضطر إلى أن نمارس حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في ظل وجود جائحة «كوفيد 19» بقوة وعزيمة ضمن قرارات ترسمها الدولة وبخطوات ثابتة مدروسة؟ هل رفع الحظر التدريجي أمر يحتاج إلى زيادة وعي المواطنين بشرط مساندة المنظومة الصحية، وبشرط ألا تزيد الحالات الحرجة؟ هل قرار رفع الحظر التدريجي شر لا بد منه؟

واضح أن الفيروس يعيش بيننا لأجل غير مسمى ولوقت لا يعلمه إلا الله، وموقف مملكة البحرين مشرِّف للحد من تفشي المرض والسيطرة عليه والحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم، وذلك بفضل التوجيهات السديدة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وبقيادة حكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، والذي يعمل ليل نهار لإعداد منظومة تقنية جديدة للعمل الحكومي، ولتطوير الموارد البشرية الحكومية وتوفير تطبيقات جديدة لرفع إنتاجيتهم ومهاراتهم لما بعد الأزمة باسم فريق البحرين، سياسة متزنة هدفت منذ البداية إلى استمرار الحياة بالشكل الطبيعي والتعايش مع الفيروس بوجود شروط دون أن تعرّض حياة المواطنين أولاً وآخراً للخطر.

نعم لقد اتخذت البحرين منذ بداية الأزمة سياسة الحظر الموجه لنرى اليوم أغلب الدول العظمى تتخذ نفس هذه السياسة من أجل مواجهة جائحة كورونا (كوفيد19)، فيتحول نظام الحظر الشامل إلى الحظر الموجه ضمن شروط معينة وحازمة في بعض الأحيان للحد من تفشي الوباء وانتشاره والسيطرة عليه.

لربما القادم غامض وقد يتطلب منا تغيير العديد من السلوكات وطرق المعيشة، والكثير يعتقد أن رفع الحجر بالتدريج يرجع إلى أن الدول لم تعد تتحمل توقف الحركة الاقتصادية، نعم لا تتحمل الحياة الاقتصادية التوقف، وإن تحريك العجلة الاقتصادية بالرفع التدريجي هو علامة صحية وفي صالح الجميع، فهناك توابع كبيرة لهذا التوقف إذا استمرت لفترات طويلة، ومن خلال الحظر الموجه يتحمل المواطن جزءاً من المسؤولية ويحارب في الميدان ويتكاتف مع الدولة، كل هذا لمحاربة تداعيات الفيروس، ولكن رفع الحظر تدريجياً وعلى مراحل مدروسة وبوعي كبير جداً، يهدف إلى عدم الانفلات مستنداً على الوعي المجتمعي وفعاليته.

واقع العمل في العالم سيتغير، وهناك موازين ستتغير، وطرق العمل لا بد من أنها ستختلف، وعالم ما بعد «كورونا» سيكون مختلفاً وسيحتاج إلى استعدادات مختلفة، لا تتهافتوا على الأسواق والتزموا بالأنظمة وسيروا ضمن خطة فريق البحرين، فسر رفع الحظر تدريجياً لم يأت عبثاً!