سماهر سيف اليزل

يستعد الشعب الليبي لاستقبال شهر رمضان من منتصف شعبان، وتبدأ التجهيزات بالاستعداد الروحي أو بشراء الأطعمة والبهارات والحلويات كما يتبادل الليبيون التهاني بقدوم الشهر بترديدهم لعبارة "جي رمضان قريب يطل.. انقولو وصل.. إن شاء لله بخير علينا يهل".. هذا ما أكدته وئام حامد التي كانت تقيم في "طرابلس" الليبية في حديثها.

وقالت وئام حامد: "إننا نبدأ باستقبال شهر رمضان من منتصف شهر شعبان، وتزدحم الأسواق بالمتسوقين لشراء المواد الغذائية، وغير ذلك مما يحتاجونه في هذا الشهر الكريم. وتقوم ربات البيوت بتجديد الأدوات الكهربائية ومستلزمات المطبخ من أوان جديدة وأفرشة وأغطية، كما يقمن بتحضير كل أنواع التوابل والبهارات التي يتميز بها المطبخ الليبي وتقطيع الخضار واللحوم البيضاء منها والحمراء والأعشاب العطرية المجففة ثم تجميدها في البراد حتى يتسنى لهن تحضير الأكلات الرمضانية بدون تعب خلال فترة الصيام".



وأضافت: "إن في رمضان تزداد علاقة الناس بالمساجد بشكل ملحوظ فتزدهر بجموع المصلين و يصطحب الآباء أبناءهم الصغار وزوجاتهم لأداء الصلوات، ويكثر قراء القرآن في الأوقات المختلفة، وكما ينشط الليبيون بمختلف فئاتهم لحضور الدروس التي يلقيها الأئمة والوعاظ في المساجد يومياً بعد صلاة العصر وصلاة التراويح. كما تحيي الزوايا والطرق الصوفية بمختلف المناطق الليبية احتفالات بليلة فتح مكة وغزوة بدر الكبرى وليلة القدر والعشر الأواخر من شهر رمضان الكريم بالمجالس القرآنية والأدعية النورانية. وفي شهر رمضان تكثر أعمال الخير وموائد الرحمن في المساجد والساحات حيث يقوم المحسنون من أبناء البلد والجمعيات الخيرية المختلفة بإعداد الموائد الرمضانية المخصصة للفقراء والمساكين والعمال و النازحين نتيجة الحرب في مناطقهم".

وأوضحت حامد أنه "في أول يوم بعد آذان المغرب، تقدم سفرة متكونة من التمر واللبن والماء والعصائر. وبعد الصلاة تجتمع العائلة خصوصاً أول يوم في رمضان حول سفرة تحتوى على أطباق من شربة الليبية و السلطة الليبية وقطع البيتزا و البوريك مع طبق جانبي من أي أكلة ليبية، ومن ثم يقدم الشاي الأخضر أو الأحمر أو القهوة مع الحلويات. وانتشرت في رمضان زردة الإفطار بين الشباب حيث يجتمعون لتناول فطورهم على شاطئ البحر أو الساحات".

وتابعت: "بعد أداء صلاة التراويح يقبل بعض الشباب على المقاهي والبعض الآخر على ممارسة النشاطات الرياضية أما النساء فتقمن بزيارة الجارات أو الأقرباء أو خروج للأسواق. ويفضل كبار السن السهر مع بعضهم في مربوعه (الصالون العربي) للحديث و لعب الكارته (الورق). بينما يفضل الصغار اللعب في الشوارع الألعاب المختلفة".

وأردفت: "قبل حلول منتصف الليل تزدحم محلات السنفازه التي تبيع السفنز الذي يؤكل في وجبة السحور عند أغلب العائلات الليبية. ويقدم السحور قبل صلاة الفجر بساعة ويختلف من بيت إلى بيت فهناك من يحضر الزميطه أو البسيسه أو البازين أو المكرونة المبكبكه أو العصيدة و هناك من يفضل تناول كأس من اللبن مع البريوش و فنجان من القهوة".

وأشارت حامد إلى أن "المطبخ الليبي يتسم بالتنوع ومزيج بين الأكلات العربية والإيطالية، و يتميز بمذاقه ونكهته الحارة والغنية بالبهارات الليبية وفي شهر رمضان تبدع ربات البيوت في تحضير وجبات الإفطار وتعتبر الشربة الليبية أو الشربة العربية كما يطلق عليها مناطق الشرق والجنوب من الأطباق الرئيسة في رمضان، وهي تتكون من مرقة اللحم وشوربة لسان العصفور ويرش عليها مناطق الغربية مثل طرابلس البقدونس، أما في الشرق مثل درنة وطبرق يرش عليها الكزبرة، بالإضافة إلى السلطة الليبية أو السلطة العربية. ودخلت البيتزا والسبوسك حديثاً إلى المطبخ الرمضاني. ويعتبر البوريك من الوجبات الرئيسة التي تقدم مع طبق الشربة".

وختمت حامد حديثها بالقول: "تشتهر طرابلس بالكسكسي والعصبان والمكرونة بالبصلة، ورشدة الكسكاس تسمى كذلك بالرشدة المبوخة و الرشدة المسقية، ورشدة المبكبكة، والمكرونة المبكبكة، والعصبان، والمحشي، وطبيخة الحرايمي. وفي جبل الغربي: يقدم البازين بدقيق الشعير، والكسكسي، والمكرونة المبكبكة، والفتات. وفي الجنوب: يقدم الفتات، وفتات البكيوه، واللوبية، والفريك، وعصيدة الملوخية، وعصيدة البامية، والزين باللبن والسمن. أما الحلويات التي تقدم في جميع المناطق الليبية هي المقروض، والغريبة، والبسبوسة، والدبلة، والبقلاوة، والمهلبية بالمكسرات، والزلابيا، والكنافة، والقطائف، وكعك الحلو، وكعك المالح، وكعك الحلقوم".