خلال اليومين الماضيين ارتفع عدد حالات المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19) من مواطنين وعمالة وافدة بسبب مخالطة مصابين بالفيروس، ليصل الفيروس إلى الطواقم والكوادر الطبية أيضاً، وهذا بالتأكيد يدعو إلى القلق ويدعو للتفكير ملياً حول كيفية الحد من ارتفاع الحالات بهذه الأعداد نسبة إلى عدد المتعافين.

لذلك نحن بحاجة إلى تجديد الوقفة الجادة مرة أخرى لإعادة وعي المجتمع ليحارب الفيروس بإدراك وهمة وفق خطط ودراسات واضحة وناجحة لمعالجة الوضع.

مع دخول شهر رمضان الكريم أصبح التباعد الاجتماعي عند البعض مجرد شعار رنان يزين به حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يطبقه مثل السابق في حين أن المجتمع بحاجة إلى هذا التباعد لسلامة الجميع في كل الأوقات حتى تعود الحياة من جديد. لا بد من إعادة النظر في التباعد الاجتماعي لخطورة الوضع آخذين في عين الاعتبار فعالية وأهمية التباعد خصوصاً في شهر رمضان وعيد الفطر.

للأسف شاهدنا سلوكيات مجتمعية مرفوضة، سلوكيات في عدم المبالاة، وشيء من الأنانية، والإصرار على كسر بعض القرارات الواضحة، والتي تمثلت في الزيارات العائلية وتجمع الأصدقاء وتجاوزات حتى عند ممارسة بعض أنواع الرياضة، وعدم أخذ الاحتياطات والاحترازات للوقاية من الفيروس، فكل هذه الممارسات يجب إيقافها فهي مؤقتة لحين تجاوز هذا المنعطف الصحي.

على الجميع إعادة النظر في كل الممارسات اليومية، فالعيد قادم وعلينا ضبط سلوكياتنا من طقوس تمارس خلال أيام العيد باسم عادات وتقاليد مقرونة بالعيد. أرجو من الجهات المعنية عدم السماح بفتح صالونات الحلاقة لأنها ستشهد إقبالاً كبيراً من الناس في هذه الفترة وعدم فتح المحالات التجارية للتبضع وشراء ملابس العيد.

فالأسواق ستشهد بالتأكيد ازدحاماً وإقبالاً كبيراً عندها سيكون من الصعب ضبط مسألة التباعد الاجتماعي والالتزام بالاحتراز والوقاية من الفيروس. لذلك فإن إعادة النظر في التباعد الاجتماعي في هذا الوقت مطلب أساس ورئيس وعلى الجميع الالتزام به فلله الحمد لسنا مثل بعض الدول التي تم فيها الحظر الكلي ولكن المجتمع الواعي هو المجتمع القادر على أن يتحكم في سلوكياته برقي بدلاً من فرض قرارات صارمة تخالف إرادته.