بات ناديا تشيلسي و ريال مدريد من أنجح النوادي الأوروبية التي تعرف كيف تدير سوق انتقالاتها، بخطوات نالت الإعجاب ، حيث تتشابه سياستهما بالإتجاه نحو المثلث الذي يحلم به الجميع: الجودة والعناصر الشابة والتوازن المالي.
في حين يرتكز تشيلسي على سياسة إعارة الأسماء الزائدة عن الحاجة أو الشابة الواعدة حتى تكتسب مزيد من الخبرة وتوفر السيولة المالية لدعم صفقات أكثر جودة وضمانة، بات ريال مدريد يتجه نحو شراء الأسماء الشابة التي يدعم بها فريق الشباب الكاستيا، مع إعطائهم فرصة اللعب مع الفريق الأول من حين لآخر حتى يسهل عملية إندماجه مستقبلاً مع النادي.
الإختلاف بين السياستين أن ريال مدريد برئاسة بيريز متشرب بالعقلية التجارية، ويركز على الناحية التسويقية بشدة، حتى عند إجرائه للصفقات المغمورة يستطيع صنع ضجة كبيرة حول التعاقد مستفيداً من حب الصحف الأسبانية للتهويل والتطبيل لفريقها المفضل، فتقوم هذه الصحف بالتركيز وتضخيم مؤهلات الشاب القادم رافعة آمال عشاق النادي الأسباني بهذه الموهبة القادمة حتى يصبح اسمه مألوفاً ويتضاعف سعره تلقائياً مع جماهيريته الجديدة والبروباغندا التي تثار حوله، وغالباً ما تكون الصفقة غامضة ومثيرة للتكهنات المبالغ فيها من ناحية تكلفتها أو حتى قيمة الراتب المعروض على هذه الموهبة كما حدث مع اوديغارد ، أو مع تهويل في حجم مبيعات قمصان هذا الإسم الجديد كما حدث مع خيميس دوريغيس ، فكأنما إدارة النادي تستعجل تحويل هذه الموهبة لنجم يدر الأرباح بمجرد انضمامه للنادي. وتبدو هذه السياسة مبشرة بالآمال لكن يتبقى أن تنجح فنياً وهذا ما يخبئه الغد القريب .
أما سياسة تشيلسي فتبدو أقل مخاطرة وتتم بكل هدوء ، خطف للمواهب غير المعروفة ومن ثم إعارتها ، إن نجحت بلفت الإنتباه يقوم بإسترجاعها بسعر أكثر من مناسب ، وان لم تكن بالجودة المطلوبة يقوم ببيعها بسعر مناسب يدر ربحاً معقولاً وبالتالي لايتكبد النادي اللندني أي خسائر أو مخاطرات في التعاقدات.
إدارة الإنتقالات بالتركيز على العناصر الثلاثة الأساسية المذكورة أعلاه (الجودة، العمر ، والتوازن المالي) ستكون حجر الأساس في بقاء البلوز والملكي على قمة الأندية التي تجري التعاقدات الضخمة بدون مخاوف مخالفة قوانين اللعب المالي النظيف ، وبلا شك نجاحها سيلفت انتباه الآخرين ليقوموا محاكاة هذه التجارب الناجحة، مما سيؤدي الى زيادة التنافس على خطف المواهب وربما زيادة في أسعارها.