ليس معلوماً بعد ما إذا كانت الأرقام التي وفرها الجيش الإيراني عن ضحايا النيران الصديقة التي تكلفها خلال تدريبات أجراها في الخليج العربي الأسبوع الماضي صحيحة أم أنها أقل أو أقل بكثير من الحقيقة والواقع، لكن بناء على الأسلوب المعتمد لدى النظام الإيراني يسهل التشكيك في تلك الأرقام، «أول الخبر قالوا قتيل وبعض الجرحى، ثم مع الوقت صاروا 19 قتيلاً و15 جريحاً»، فالنظام الإيراني تعود خصم ما يشاء من الأرقام لو قدر أنها تحرجه، وهذا هو قول المعارضة الإيرانية التي لا تزال تصر على أن الأرقام التي يوفرها النظام عن أعداد المتوفين بسبب فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد هي أقل بنحو 90% من الأرقام الحقيقية حيث أعلنت منظمة مجاهدي خلق قبل أيام بأن عدد ضحايا «كورونا» في 316 مدينة في إيران تجاوز 40700 شخص وأن الرقم الذي يصر عليه النظام يعبر عن المتوفين في محافظة طهران فقط.

وكما يحاول مسؤولو النظام إلقاء اللوم على المواطنين في زيادة أعداد المصابين بالفيروس بالقول إنهم لا يمتثلون للبروتوكولات المعتمدة ويخالفون التعليمات والأوامر، يحاولون تبرير مقتل وإصابة الجنود الذين راحوا ضحية صاروخ «ذكي» خلال مناورات أريد منها «التفشخر» وتخويف الجيران.. وأمريكا! حيث ألمحوا إلى أن الأمر لا يمكن أن يحدث إلا في حالة قيام البحرية الأمريكية بالتشويش على رادارات السفن المشاركة في التدريب!

ولأن هذا هو ديدن النظام الإيراني فالأكيد أنه مشغول حالياً بتوفير التبريرات التي سيستخدمها فور تحقق توقع الكثيرين في إيران خسارة ما بين مليونين وستة ملايين موظف إيراني لوظائفهم بسبب أزمة «كورونا» «ليس لدى 70% منهم تغطية تأمينية»، فعندما لا يجد هذا النظام حلاً لمعاناة هؤلاء الذين سيصيرون تحت خط الفقر وستزداد بذلك البطالة وسيجد الإيرانيون أنفسهم أمام قضايا أخرى كثيرة فالأكيد أنه سيلجأ إلى تلك التبريرات. على الأقل كي لا يلوم نفسه وليستمر في لعبته التي مارسها طويلاً حتى أتقنها.