جدد السفير الروسي لدى مملكة البحرين فيكتور سميرنوف موقف موسكو الرافض للتدخلات الخارجية في شئون البحرين الداخلية، مضيفا أن البحرينيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم وتذليل العقبات التي تعترضهم بعيدا عن أي تدخلات خارجية.
وأكد سميرنوف في تصريحات صحفية، أن روسيا منذ البداية أكدت دعمها القوي للحوار الوطني البحريني، وهي تعتبر الإصلاحات التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة في البحرين ملبية لمصالح جميع أبناء البحرين وأنه بعد موافقة البرلمان على برنامج عمل الحكومة فإن البحرين تخطو خطوة جديدة على الطريق الصحيح.
وتطرق إلى العلاقات البحرينية الروسية، وقال إن البحرين وقعت العديد من الاتفاقيات مع روسيا وهناك تقدم في علاقات التعاون التقني العسكري، والبحرين اشترت بعض المعدات العسكرية الروسية، ومن جانبها فإن روسيا سوف تشارك في معرض البحرين الدولي للطيران حيث سيشارك قطاع الطيران الروسي في هذا المعرض من خلال المعدات الجوية الحديثة.
وقال إن قيادتي البلدين تؤكدان أهمية تطوير العلاقات في شتى المجالات الاقتصادية، وكان للطاقة والغاز نصيب في ذلك حيث إن الحوار بشأن إمكانية تزويد روسيا للبحرين بالغاز مازال مستمرا، والطرفان يبحثان الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك.
وبمناسبة قرب انتهاء فترة عمله فى البحرين بعد سبع سنوات قضاها سفيرا لروسيا لدي مملكة البحرين، عبر سميرنوف عن امتنانه للقيادة البحرينية وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على علي كل التسهيلات التي لقاها خلال فترة عمله معرباً عن أمله أن نحقق ما نصبو إليه، وأن يواصل السفير الجديد لروسيا المشوار من أجل استكمال تطوير العلاقات الروسية البحرينية.
وقال انه في عام 2008 وصل إلى البحرين وفي نفس العام تمت أول زيارة قام بها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لروسيا ثم زيارة جلالته الثانية لمدينة سوتشيا العام الماضي والتقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وفي الفترة ما بين الزيارتين شهدت الساحة الدولية تطورات كثيرة وكبيرة مثل الأزمة الاقتصادية والأحداث الداخلية التي شهدتها البحرين عام 2011 والأوضاع في سوريا وأخيرا التطورات في أوكرانيا، وكل هذه الأحداث كان لها انعكاساتها على العلاقات الروسية البحرينية وأهمها أنه بالرغم من كل هذه التحديات حافظنا على علاقاتنا الودية، وأعتبر ذلك نتيجة رئيسية لعملي في البحرين.
وأضاف أن روسيا منفتحة على البحرين وبالمثل تفعل البحرين أيضا، وان القيادتين في البلدين تؤكدان دائما دعمهما بقوة لتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات الممكنة.
وتذكر السفير ما أكده جلالة الملك حين قال: "أنا أقول نعم لكل ما يسهم في تطوير العلاقات البحرينية الروسية"، فهذا الموقف من جلالته وكذلك موقف الرئيس بوتين مهمّ لعلاقات بلدينا وشعبينا.
وقال إن ذلك لا يعني أننا حققنا ما نصبو إليه أو أن علاقات بلدينا وصلت إلى الكمال وإلى ما نطمح إليه، وإنما هناك الكثير الذي يجب عمله وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وأضاف أنه خلال السنوات التي عمل فيها سفيرا لروسيا الاتحادية في البحرين حاول تطوير العلاقات بين البلدين وتوسيع الحوار وجرى التأكيد من الجانبين على أهمية تطوير العلاقات في شتى المجالات الاقتصادية، وكان للطاقة والغاز نصيب في ذلك حيث إن الحوار بشأن إمكانية تزويد روسيا للبحرين بالغاز مازال مستمرا والطرفان يبحثان الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك.
واشار السفير الروسي إلى أن روسيا بمساعدة البحرين فتحت العام الماضي منتدى ومعرضا تحت اسم "حوار روسيا مع دول مجلس التعاون الخليجي"، وقد شارك مسئولون روس وممثلو العديد من الشركات الروسية في هذا الحوار معربا عن أمله في القريب العاجل في تنظيم حوار بين وزراء الصناعة والتجارة في دول مجلس التعاون مع نظيرهم الروسي.
وقال ان التعاون بين روسيا والبحرين يتطور في اتجاهات مختلفة ويمكن تلمس ذلك من خلال ما تم حتى الآن من خطوات عملية مثل قيام شركة طيران الخليج بفتح خط مباشر بين البحرين وموسكو والذي من شأنه أن يشجع رجال الأعمال البحرينيين على التوجه إلى روسيا والمساهمة في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وتطرق إلى العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية ضد روسيا، وقال ان روسيا تستطيع بإمكانياتها التعامل مع هذه القضية ولديها الإمكانيات التي تؤهلها لذلك، وقد اتخذت الحكومة الروسية الكثير من الخطوات لمواجهة هذه التطورات مؤكداً أن روسيا ضد استخدام العقوبات الاقتصادية في العلاقات السياسية بين الدول لأن ذلك يخالف القانون الدولي.
كما أكد أن روسيا تواصل تعزيز علاقاتها مع أصدقائها في آسيا والعديد من دول العالم ومنها بطبيعة الحال البحرين ودول مجلس التعاون، فهذه الدول لا تدعم ولا تشارك في نظام العقوبات.
وفي سياق حديثه عن تطور العلاقات البحرينية الروسية تذكر السفير الروسي مشاركة فرقة البحرين الموسيقية عام 2010 في الاحتفال الذي أقيم في الساحة الحمراء في موسكو وكان وقتها الجوّ ممطرا وباردا وقد سعد أعضاء الفرقة البحرينية بهذا المناخ الاحتفالي وقدموا مقطوعات موسيقية جميلة نالت إعجاب الحضور، وسوف أسجل هذا الحدث في مذكراتي عندما أكتبها عن سنوات عملي في البحرين.
وتابع السفير الروسي قائلا إنه في عام 2012 أقيم معرض تايلوس في متحف الارميتاج الحكومي في سان بطرس بورغ افتتحته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وكان هذا الحدث دافعا لتعزيز وتقوية العلاقات الثقافية والسياحية بين البلدين.
واشار إلى أن موسكو سوف تحتضن في شهر مارس من هذا العام المعرض الدولي للسفر والسياحة، ونأمل مشاركة شركات السفر والسياحة البحرينية في هذا المعرض، فالمشاركة في مثل هذه الفعاليات وغيرها من شأنه أن يدفع بالعلاقات بين البلدين إلى الأمام ويسهم في تطويرها.
وقال إن هناك في الوقت الحاضر خطوات لتعزيز التعاون في مجال التعليم حيث تقدم روسيا منحا دراسية إلى الطلبة البحرينيين للدراسة في الجامعات الروسية، وقد بدأ بالفعل هؤلاء الطلبة يتوجهون إلى روسيا للدراسة، كما أن جامعة البحرين ممثلة في رئيس الجامعة الدكتور إبراهيم جناحي شارك في الاحتفال بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو، وبحث آفاق وسبل تطوير العلاقات التعليمية بين جامعة البحرين والجامعات الروسية في موسكو وسانت بطرس بورغ وهناك فرص حقيقية لمثل هذا التعاون.
وبشأن محاولة بعض القوى ثني البحرين عن تطوير علاقاتها مع روسيا قال السفير الروسي إن ما يهم روسيا هو تطوير علاقاتها مع البحرين وإن هذا العمل يتطلب جهودا كبيرة ومتواصلة من الجانبين من خلال استغلال الإمكانيات والظروف المتوافرة، فروسيا تمد أيديها لكل من لديه استعداد للتعاون معها ولكنها في نفس الوقت لن تجبر أحدا على هذا التعاون. من هذا المنطلق نبني علاقاتنا مع الدول، فليس من سياسة روسيا بناء علاقاتها على حساب مصالح الدول الأخرى أو توجيهها ضد مصالح دول ما.
وأعرب عن امتنانه للقيادة البحرينية على ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تطور ملموس وكذلك الإمكانيات والظروف التي توفر له كسفير لبلاده في البحرين للتمكن من التقاء جميع المسئولين والفعاليات البحرينية المختلفة من دون أي عوائق وهو ما جعله يشعر بعلاقات الصداقة الحميمة.
وقال السفير الروسي ان أهم شيء في مسار العلاقات بين البلدين أن قيادتيهما وفرتا الظروف ليفهم كل منهما الآخر وهناك دفع في كل الاتجاهات بما في ذلك البرلمانية، حيث من المؤمل أن يقوم وفد برلماني روسي بزيارة للبحرين على أمل أن تتم هذا العام.
وفيما يتعلق بتصاعد التهديدات الإرهابية قال السفير الروسي ان هذه المشكلة خطيرة وما يزيد من خطورتها ويفاقم من الصعوبات في مواجهتها أن هناك انخفاضا حادا في أسعار النفط يقابله ارتفاع في تكلفة مواجهة الجماعات الإرهابية التي بدأت تنتشر في الكثير من الدول حيث أصبح الإرهاب خطرا دوليا.
وقال إن روسيا والمجتمع الدولي يحتفلون هذا العام بالذكرى السبعين للانتصار على الفاشية، وهذا حدث مهم جدا ليس بالنسبة الى روسيا فحسب وإنما للبشرية كلها، فهذا انتصار للبشرية ضد خطر الفاشية التي نرى بوادر ولادتها من جديد مشيراً إلي ما فعله داعش في الطيار الأردني معاذ الكساسبة سبق أن فعله الفاشيون الألمان في قرية ختين في روسيا البيضاء وحدث أيضا في كمبوديا ورواندا، وبالتالي من المهم التأكيد على العمل للحيلولة دون انبعاث الفاشية من جديد، موضحاً أن البعض يحاول الآن إعادة كتابة التاريخ، وروسيا كبلد تضرر كثيرا من الحرب العالمية الثانية لن تسمح بذلك ولديها الأصدقاء مثل البحرين الذين يدعمون هذا الموقف ويؤيدونه.