الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي خرج بتصريح إعلامي يحذر من خلاله النظام الإيراني باحتمالية قيام ثورة شعبية كبيرة في البلاد، بسبب تأزم الوضع الاقتصادي واستمرار سوء الأحوال المعيشية للشعب، وخلال نفس الفترة خرج لنا رضا بهلوي ولي عهد إيران السابق وهو يصف قادة إيران بـ «الكاذبون والمجرومون» وغير ذلك.

لا أثق فيما قاله خاتمي، ولن أثق في ما ذهب إليه بهلوي رغم اتفاقي معهما فيما ذهبا بشأنه عن النظام ومساوئه، ولكن العقلية الإيرانية عودتنا دائماً على المراوغة والخبث السياسي، وتبادل الأدوار، و «خاتمي» الذي ترأس إيران لفترتين يعد من كبار «رجالات الخميني»، لذلك لا أجد ما صرح به هدفه الإساءة للنظام الإيراني، بل هو رغبة في العودة إلى المشهد السياسي من جديد.

وفي اعتقادي لو كان خاتمي رئيساً لإيران مجدداً خلال هذه الأيام فإنه لن يختلف عن الرئيس حسن روحاني، فهما ليسا سوى أداة في يد المرشد الأعلى وطاقمه، حتى وإن كان خاتمي من التيار الإصلاحي الذي قد يكون في الظاهر على عدم وفاق كبير مع الحرس الثوري، إلا أنه في نهاية المطاف لن يخرج من عباءة المرشد الأعلى، وبالتالي ستستمر إيران في سياستها المرفوضة من دول المنطقة والعالم، بغض النظر عن الأسماء التي نشاهدها في العلن تتولى رئاسة إيران.

أما رضا بهلوي فقد كانت تصريحاته مؤثرة وصحيحة، ولكنها أيضاً ليست سوى أطماع في السلطة، ومحاولات لإعادة أمجاد دولة آبائه وأجداده البهلوية، خاصة وأنه ولي عهد سابق فوالده محمد رضا بهلوي الذي أطاح به نظام الخميني قبل أكثر من أربعين سنة، لذلك لن نستغرب انتقاده للنظام الإيراني، ولكن دولة أجداده أيضاً كانت لديها نوايا الشر تجاه المنطقة، وهي نفسها التي طالبت بتبعية البحرين لها، وهي الدولة التي احتلت جزر الإمارات الثلاث بداية السبعينيات، ولا تزال حتى بعد وصول الولي الفقيه للسلطة.

خاتمي أو بهلوي كلاهما متشابهان، وانتقادهما للنظام الإيراني ليس سوى محاولة لكسب تعاطف أو تأييد لهما، ولو حصل أن أحدهما مسك بزمام الأمور، فلن يختلف عن النظام الحالي، وهو الطمع في المنطقة، وهوس الاستحواذ عليها، والحرص على عدم استقرارها، خاصة دول الخليج العربي، والأسباب هنا ليست دينية أو مذهبية، وإنما لعقلية فارسية ترى أن كل ما حولها يعود ملكيتها لإمبراطوريتها الغابرة، فهذه هي تحديداً المشكلة ومحور الاختلاف والخلاف معهم، سواء مع النظام الحالي أو النظام السابق لشاه إيران.