نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق. ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:

- العراق مكمل لمنظومة العقد المحيط بالخليج كجار وبلد شقيق، عانى من ويلات عدم الاستقرار وأقتسمنا معه نصيبنا من تلك المنغصات.

- من القراءات الإيجابية للكاظمي مقارنة برؤساء الوزارة العراقية أنهم بعكسه، خرجوا جميعاً من رحم مصالح حزبية قريبة من طهران، وكثيراً ما كانت تحركاتهم تتجه صوب الجدار في مقاربتها للخليج.

- لقد كان الخليج في ثنايا عملية توليه المنصب عبر صفقة بين واشنطن وطهران، وفيها خفض التصعيد العسكري في الخليج، نظير مساندة رجال طهران من الحشديين السياسيين وصول الكاظمي، وغض واشنطن الطرف عن تحرير الأوروبيين لأموال إيرانية.

- كان الكاظمي رئيس جهاز المخابرات، وقد أتهمته جماعات حشدية، بصفته، بأنه متواطئ مع الأمريكان والخليجيين الذين خرجت الطائرات المسيرة من قواعدهم في اغتيال الجنرال سليماني، وأبو مهدي المهندس في 3 يناير 2020. وهي التهمة التي نفتها دول الخليج بشكل صريح.

- في الكاظمي نفس وطني عروبي غير طائفي تشي بذلك كتابات وجدناها له حين كان يعمل محرراً في موقع «المونيتور» الإخباري، فقد كتب مستنكراً استهداف المراكز السنية في محافظة ديالى حتى لا تؤدي لتوسيع الهوة بين الشيعة والسنة في مناطق تحررت من داعش. كما كتب مطالباً بإطلاق مشاريع إعمار شاملة للمناطق التي احتلها تنظيم داعش، وهي في الغالب مناطق العرب السنة. كما إن الكاظمي وعد في خطاب تنصيبه بالانفتاح على العالم العربي، لاسيما دول الخليج.

- يروج فريق الكاظمي عن نيته تسهيل مصالحة خليجية إيرانية دون ذكر تفاصيل حوار مقترح تحت سقف عراقي، متجاوزاً تحدي كون العراق في ظروفه الراهنة قادراً على تقريب وجهات النظر في جميع القضايا.

* بالعجمي الفصيح:

أصبح من عاديات تشكيل أي حكومة في العراق منذ سقوط صدام، أن تنظر الأحزاب للوزارات السيادية نظرة غنائمية بناء على الثقل السياسي وقوة الجناح العسكري لها، كما إن من العاديات تأخر تسمية وزراء لبعضها، لذا يدور صراع على 7 وزارات، حيث لا تزال شاغرة حقائب الخارجية والنفط وهي قناتي التعامل مع الخليج.

* كاتب وأكاديمي كويتي