طارق مصباح

في نهاية رمضان، ومع أروع مشاعر الوصال والأنس بالله التي تحققت! لقد جزمنا يقيناً أنه على قدر الإيمان الذي يوجد في القلب تكون صلتنا بالله تعالى.

لنعلم أحبتي أن الموصولين بالله عزّ وجلّ لهم صفاتهم وعلاماتهم، كيف لا! وهم أهل الفضل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم، لا يرضون من أعمالهم بالقليل، ولا يستكثرون منها الكثير، فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون .



وصفهم الإمام علي رضي الله عنهم بقوله: "ومن علامة أحدهم أنّك ترى: قوة في دين، وحزماً في لين، و إيماناً في يقين، وحرصاً في علم، وعلماً في حلم، وقصداً في غنى، وخشوعاً في عبادة، وتجملاً في فاقة، وصبراً في شدة، وطلباً في حلال، ونشاطاً في هدى، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر، يمزج العلم بالحلم، والقول بالعمل، قريباً أمله، قليلاً زللـه، خاشعاً قلبه، خاشعة نفسه، مكظوماً غيظه، ميتة شهوته، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، بعيداً فحشه، ليناً قوله، غائباً منكره، حاضراً معروفه، مقبلاً خيره، مدبراً شره، في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور.