قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام...»، الصيام بمعناه الشامل، ليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط، الصيام هو تعويد الإنسان على الصبر والتهذيب والتخلق بالأخلاق الحميدة، وعدم الاعتداء على الآخرين باليد أو اللسان، والكراهية والقذف والتجريح، والسعي بين الناس بالنميمة. الصيام إعطاء المعدة فترة من الراحة، وتخليص الصائم من الوزن الزائد، الذي يؤدي إلى إصابته بأمراض لا تحمد عقباها، مثل السكري وضغط الدم وتصلب الشرايين، وأمراض خطيرة أخرى.

والصيام كممارسة تعبدية أصلاً، «الصوم لي وأنا أجزي به»، هو فائدة بدنية على الصائم «وإن تصوموا خيرٌ لكم».

والله سبحانه وتعالى، أجاز للمسافر والمريض بمرض يُرجى شفاؤه الإفطار، والصوم بعد الرجوع من السفر أو الشفاء من المرض، أما المريض الذي لا يُرجى شفاؤه – الأمراض المزمنة – فعليه إفطار صائم، «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين».

فالعامل الذي يعمل في المصانع ويواجه لهيب الأفران أثناء العمل، يفقد كمية كبيرة من سوائل جسمه، لا يطيق الصيام، ومثله عامل مصنع الصلب، وكذلك الذين يعملون في معمل التكرير والغواصون الذين يعملون في حقول البترول البحرية ومد الأنابيب إلى اليابسة، وغيرهم، هؤلاء أيضاً لا يطيقون الصيام، وعليهم فدية إطعام مسكين، وأغلب أصحاب تلك المهن من المسلمين البحرينيين يأخذون إجازاتهم السنوية في شهر رمضان طاعةً لله في صوم أيامه وقيام لياليه والفوز بأجره دنيا ودين.

ولا يسعني إلا أن أتقدم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى أبناء جلالة الملك المفدى كلٌ في موقعه، وإلى جميع المواطنين الأوفياء للوطن والقيادة، بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة العشر الأواخر من رمضان المبارك، وقرب حلول عيد الفطر المبارك، وهنا لابد أن أشيد بكلمة جلالة الملك المفدى لعموم شعبه المخلص بهذه المناسبة السعيدة، متضرعاً إلى الله أن يحمي بلادنا وشعبها والعالم من شر مرض فيروس كورونا ومن أي بلاء، وعيد سعيد للجميع.