سماهر سيف اليزل

قال مدير المعهد الديني وخطيب جامع البوفلاسة هشام الرميثي إن قيمة فدية الصيام لمن لا يستطيع الصوم هي دينار عن كل يوم، يفضل إخراجها في بداية الشهر أو منتصفه، حيث إن الأعمار غير معروفة، ولاستحسان التعجيل بالخير، وإنه يمكن أن يتعاون الفرد مع المطاعم أو الجمعيات الخيرية لتقديمها للأفراد، أو أن يقوم هو شخصياً بذلك، مشيراً إلى أن الظروف الحالية منعت التجمعات والاحتكاك لذلك وفرت الجمعيات طرق الدفع عن بعد مما سهل الأمر وجعله أماناً.

وأضاف الرميثي أن من رحمة الله بعباده المؤمنين في الصيام أنه لم يفرضه على كل المكلفين؛ بل فرضه على الصحيح المقيم القادر عليه؛ والذي لا تلحقه به مشقة غير محتملة، ومن ثم أسقطه الله عن المريض والمسافر والشيخ الهرم صاحب السن المتقدم في العمر، كما أعفى الشرع الحكيم الحامل والمرضع إن تضررتا أو تضرر الجنين والطفل بسبب صوم الأم، وقال تعالى: «وعلى الذينَ يطيقونهُ فديةٌ طعامُ مسكينٍ» وقال الحكيم الخبير: «فمنْ كانَ منكمْ مريضاً أوْ على سفرٍ فعدةٌ منْ أيامٍ أُخرَ».



ولفت إلى أن المريض الذي يرجى برؤه والمسافر ومثلهما المرضع والحامل ويلحق بهم كل من كان عذره مؤقتاً لا يجب عليه إلا القضاء فقط، أما أصحاب الأعذار الدائمة غير المنقطعة لا في رمضان ولا غيره؛ مثل الشيخ الكبير الذي أعجزه كبر عمره عن الصوم، وأصحاب الأمراض المزمنة الميؤوس من شفائها؛ فهؤلاء يفطرون وليس عليهم إلا الفدية، لافتاً إلى أن «مقدارها عن اليوم الواحد ما تتكلفه وجبتا الإفطار والسحور بحسب المعتاد في كل بلد».

وأوضح أنه يجب إخراج الفدية عند وجوب الصوم، والأصل فيمن وجبت عليه فدية الصوم لعذر دائم أن يخرجها يوماً بيوم، أو دفعةً واحدة في بداية الشهر أو منتصفه أو آخره، ويجوز تقديم إخراجها أول الشهر، ولا يجزئ إخراجها قبل دخول الشهر الكريم اتفاقاً. وأشار إلى أنه بالنسبة لحكم الشرع في من مات وعليه صيام أيام من رمضان، وكيفية قضاء هذا الصوم؟، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات وعليه صيام، صام عنه وليه»، فيجوز للولي من أقارب الميت أن يصوم عنه، وتبرأ ذمة الميت بهذا الصيام.