«عيدكم مبارك.. وعساكم من العايدين السعيدين هذا العام وكل عام».. عيدكم محبة وبهجة وخير وبركة.. مهما اختلفت الظروف وتبدلت الأحوال، يبقى العيد جامع الأحباب.. لعله العيد الافتراضي الأول الذي سنحييه بأجهزتنا على نحو غير معهود، ونتواصل مع أحبتنا عبر مكالمات فيديو استثنائية أكاد أجزم أنه لو تم تسجيلها لحملت من البهجة ما يكفي للاتصال بحقولها أعواماً مديدة.

كل عام والناس والأهل والرفاق متحابون، مجتمعون على الخير ومتفرقون عليه، كل عام والمحبة تتعاظم وتبرز تجلياتها أكثر، وذروة تجليات المحبة هذا العام أن لا زيارات من باب فيض المحبة، ومن باب استمرارية الحفاظ على سلامة جميع الأحبة. كل عام والخير يتدفق إلينا باستمرار من مواضع مختلفة، وما نراه اليوم ظروف احترازية استثنائية هو في حقيقة الأمر خير كثير لا نلمس قيمته ولا ندركها لأننا ما زلنا ننعم بالخيار الأمثل والافتراضات الأحسن في مجمل الظروف الممكنة، ولأننا ننعم بخير وافر لا أذاقنا الله فقده لنتفكر في قيمته كما فعلت ظروفنا الراهنة، فالحمدلله كثيراً على النعمة والخير والفضل والبركة.

كم هو جميل أن ننعم بعيد استثنائي هذه المرة، لم نحرص فيه كثيراً على المغالاة في الأناقة، ولم نكثر فيها من تجهيزات موائد الضيافة الصباحية والغداء، ذلك أننا نحرص على التباعد الاجتماعي ونحرص على التزام تعليمات السلامة بالبقاء في بيوتنا، ولكن ذلك لا يمنعنا من الاتصال بحقول البهجة بلبس الجديد البسيط، وبالتركيز على جوهر الشعور الذي يوصل القلوب ويفتح آفاقاً وأفكاراً جديدة للتواصل مغايرة عما كانت عليه من قبل. ولكنها البهجة.. بهجة العيد.. حاصلة على أية حال، وقد تكون في عيدنا هذا أعظم وأبلغ وأقوى.

* اختلاج النبض:

افتح حقول البهجة لمن حولك، اجعل قلبك يحلّق كالفراشة لينعم بعيد أسعد من أي عام مضى، تذوق تلك البرامج والنعم والمزايا الاستثنائية التي لم تكن تقدرها بما يكفي رغم وجودها في حياتك منذ زمن بعيد. واحمد الله كثيراً كثيراً على نعمة الصحة والمعافاة وحفظ الأهل. كن أنت شعلة البهجة والفرح لمن حولك وعش بهجة العيد.