مر شهر رمضان المبارك سريعاً، انشغل الناس فيه بالعبادة في بيوتهم وانشغلوا بمتابعة نشاط فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد وعاشوا القلق الكثير. لم يكن الشهر كما كان في السنوات السابقة، فدور العبادة ظلت بسبب الإجراءات الاحترازية مغلقة، وتحرك الناس فيه ظل محدوداً، وغابت عنه المجالس الرمضانية وجل أو كل مظاهر رمضان... وغاب الفرح حتى من عيون الأطفال الذين حرموا بدورهم من متعة القرقاعون.

انتهى الشهر الكريم لكن القلق من الفيروس سيستمر إلى حين وقد يطول، فالعالم رغم إعلان النفير العام ورغم النشاط غير العادي الذي دب في المعامل والمختبرات لم يتوصل حتى الآن إلى لقاح يحمي منه ودواء ناجع لمن يصاب به، بينما «الحسابة تحسب»، فالمصابون بالفيروس تجاوزوا خمسة ملايين، والوفيات بسببه في ازدياد، وموجات المرض تتتالى في كل دول العالم، والحياة تتعطل.

هكذا كان حال شهر رمضان، وهكذا هو حال عيد الفطر، فالعيد هذا العام أيضاً ليس كسابقيه، عيد منزوع الفرحة المعتادة ومنزوع كل شيء باستثناء فرحة الصائمين بتقبل رب العالمين طاعتهم وفرحة العتق من النار إن شاء الله تعالى.

لكن هذا ليس نهاية العالم، فلا بد لهذه الجائحة من نهاية كما أنه لكل شيء نهاية، فالجائحة مثلها مثل الحرب لا بد أن يأتي يوم وتنتهي فيه ليأتي بعد ذلك دور التاريخ الذي من مهامه تذكير الأجيال التالية بما حصل في ذلك العام متشابه الأرقام والذي ظن الكثيرون أنه سيكون عام خير وبركة بسبب تجانس أرقامه قبل أن يفاجؤوا بما حصل.

المأمول هو ألا تتأخر تلك النهاية لتعود الحياة إلى الحياة ولتعيد البشرية بناء نفسها من جديد ولكن على أسس مختلفة وقواعد جديدة تضع في الاعتبار إمكانية تكرار ما حصل وإمكانية حصول كل أمر غريب بما في ذلك إقدام آخرين على إعداد حساء مكونه الأساس خفاش محسّن!