عقد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه هذا اليوم جلسة مباحثات مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة وذلك في قصر بسمان الزاهر بالعاصمة الاردنية عمان ، تناولت العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة والوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها على الاصعدة المختلفة بما يخدم المصالح المشتركة للمملكتين وشعبيهما.

وفي بداية الجلسة قدم صاحب الجلالة الملك المفدى تعازيه وتعازي حكومة وشعب مملكة البحرين الى جلالة العاهل الاردني وشعب الاردن الشقيق باستشهاد فقيد الاردن الشهيد الطيار معاذ الكساسبة رحمه الله ، سائلا المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنه فسيح جناته.

وجدد جلالته استنكار مملكة البحرين وإدانتها الشديدة للعمل الإجرامي الذي قام به تنظيم داعش الارهابي بإعدام الطيار معاذ الكساسبة، مؤكدا تضامن البحرين ووقوفها الى جانب الاردن الشقيق في اتخاذ ما يراه من إجراءات إزاء هذا التنظيم الإرهابي.

واكد جلالة العاهل المفدى على عمق ومتانة العلاقات الاخوية البحرينية الاردنية والتي تتميز بتاريخ طويل من الاخوة والتفاهم والتنسيق المشترك على المستويين الرسمي والشعبي.

كما اشاد جلالته بالمواقف المشرفة التي تقفها دائما المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تجاه مملكة البحرين ودورها في دعم القضايا العربية وتعزيز التضامن العربي وجهود تعزيز السلام.

وقال جلالة الملك المفدى انه لمن دواعي الالتزام والتقدير للشعب الأردني الشقيق وفي مقدمتهم أخيه جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين وذلك في أن يكون جلالته ايده الله بينهم اليوم ، كأهلٍ وعزوة ، لتقديم خالص العزاء والمواساة للمصاب الكبير الذي ألم بالأردن وامتد أثره حزناً واستنكاراً واحتساباً عند الله عز وجل إلى البحرين وأهلها ، باستشهاد فقيد الأردن الشهيد الباسل الطيار معاذ الكساسبة ، رحمه الله وادخله فسيح جنانه، ومن سبقه من شهداء الواجب.

واكد جلالة الملك المفدى ان زيارته للأردن الشقيق تأتي للنظر في تطوير وتعزيز جميع خيارات التعاون والتنسيق المشترك، التي يعود فضلها، بعد الله، إلى تلك المواقف الداعمة للمغفور له، بإذن الله تعالى ، صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال، وفي مقدمتها تلبيته، رحمه الله، لرغبة والد جلالته صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ، طيب الله ثراه ، في أن تكون الأردن بخبراتها وامكاناتها العسكرية المتقدمة ، خير عون وداعم عند تأسيس "قوة دفاع البحرين"، التي تعتبر بفخر نموذج متطور في التنظيم والجاهزية الدفاعية عبر التزود بأحدث العلوم العسكرية والمعرفية.

كما اكد جلالته على استمرار هذا التلاحم والتعاون المتبادل بين البلدين الشقيقين منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، ليشمل كافة المجالات العسكرية والأمنية والطبية والثقافية والتعليمية والإعلامية، بقيادة أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني وحكومته الموقرة ، الذي حرص على استمرار مسيرة التعاون المشترك من منطلق ذات الحرص الذي جمع بين قادة البلدين على مر السنين، الأمر الذي يزيد جلالته قناعة بأهمية استمرار تلك العلاقات وتنميتها بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين.

وكرر جلالة الملك المفدى خالص تعازيه للجميع، معربا في الوقت ذاته عن مدى فخره بما تشهده الأردن اليوم، من تلاحم وتضامن ولحمة ، طالما عُرف بها الشعب الأردني الشقيق في مواجهته للأزمات والمحن حفظاً وصوناً لوحدة صفه واستقرار وطنه، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ الأردن من كل شر ومكروه.

واكد العاهلان حرصهما المشترك على تنمية العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين لما فيه الخير لشعبيهما الشقيقين.

وابدى جلالة الملك وجلالة العاهل الاردني ارتياحهما التام لمسار هذه العلاقات وما تشهده من تقدم وتطور في المجالات كافة.

كما بحث العاهلان التطورات ومستجدات الاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية وتنسيق مواقف البلدين حيالها ،وأكدا أهمية تعزيز التضامن العربي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ الامة العربية لمواجهة مختلف التحديات بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومن جانبه قدر صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عاليا مواقف مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى الداعمة والمساندة للأردن ، معربا عن خالص شكره وتقديره لأخيه صاحب الجلالة الملك المفدى على هذه المشاعر الاخوية الصادقة وعلى زيارته الكريمة للأردن ، مشيدا بالمواقف المشرفة والاصيلة لمملكة البحرين بقيادة جلالة الملك تجاه الاردن وشعبه والتي تجسد قوة ومتانة العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين.

واكد الزعيمان في هذا الصدد ان الحرب على الارهاب والتطرف هي حرب لحماية الدين الاسلامي ومبادئه السمحة وتعاليمه المعتدلة من الاعمال الاجرامية والوحشية التي يتصف بها تنظيم داعش الارهابي الجبان والتي توحد المجتمع الدولي اكثر لمحاربته وهزيمته والقضاء عليه.

كما لفت الزعيمان الى اهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الدينية وفي مقدمتها الازهر الشريف في توضيح الصورة الحقيقية للإسلام وحماية الاجيال من مخاطر الفكر المتطرف.

وحضر جلالة الملك المفدى ايده الله مأدبة الغداء التي اقامها العاهل الاردني تكريما لجلالته بمناسبة زيارته للمملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة.

هذا وقد غادر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى المملكة الاردنية الهاشمية هذا اليوم بحفظ الله ورعايته عائدا الى ارض الوطن حيث كان في وداعه أخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.