في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك قيل الكثير عن فلسطين وتم إصدار العديد من البيانات العاطفية وتم حرق علم إسرائيل، فما الذي ربحته القضية الفلسطينية؟ وماذا استفاد الفلسطينيون من كل ذلك؟

هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يطرح بقوة وجرأة، ذلك أن كل تلك الممارسات لا تؤثر في إسرائيل، وهذا يشمل أيضاً خطاب حسن نصر الله الذي عمد إلى تصوير الأمر وكأن إسرائيل والولايات المتحدة تقتربان من نهايتهما وأن ما أسماه بمحور المقاومة سيعلن بعد قليل تمكنه من تحرير فلسطين.

الانتصار على إسرائيل لا يكون بالخروج في مظاهرات ولا بإصدار البيانات والتصريحات وإلقاء الخطابات النارية وانتقاد الدول التي لا تقول بما يقول به النظام الإيراني الذي تاجر في قضية فلسطين طويلاً ولا يكون بتخصيص يوم في السنة للتعبير عن الغضب من ممارسات إسرائيل. الانتصار على إسرائيل يأتي بمواجهتها وإرغامها على إعادة ما سلبته من أراض وممتلكات وحقوق، عدا هذا لا قيمة له ولا تأثير، فإسرائيل لن ترفع الراية البيضاء عندما ترى علمها يحرق، وهي لن تفعل ذلك حتى لو صدر ضدها ألف بيان وبيان وخرج الناس في ألف مظاهرة ومظاهرة.

المستفيد من «يوم القدس» الذي اختار له النظام الإيراني آخر جمعة من شهر رمضان هو النظام الإيراني فقط، فهو بهذا الفعل صار في الصورة أكثر من فلسطين ومن القضية الفلسطينية، وهذه حقيقة يدركها النظام الإيراني جيداً ولولاها لما قام بهذا الفعل الذي لو كان مفيداً لفلسطين والقضية الفلسطينية لظهر في السنوات الأربعين الماضية التي امتلأت فيها الشوارع بالمتظاهرين وامتلأت الأوراق والفضائيات بالبيانات والخطب النارية.

النظام الإيراني يعلم جيداً أن هذا الفعل لا ينتج مفيداً لفلسطين والقضية الفلسطينية، حيث الواقع يؤكد أنه من غير الممكن ومن غير المنطقي مواجهة إسرائيل بالخطابات والبيانات والخروج في مظاهرات، وهو يعلم أنه هو المستفيد الوحيد من كل ذلك.