سماهر سيف اليزل

تستمر المبادرات الفردية وتتنوع في الدول لمحاربة فيروس كورونا (كوفيد 19)، فبينما يقوم البعض بتصنيع الأدوات الوقائية وتقديمها للطواقم الطبية، يتطوع البعض الآخر لتقديم المساعدات الإنسانية لمن أصبحوا من دون عمل وليس لديهم أي مدخول شهري، كما يبادر البعض بتقديم الورد، او الحلوى، وقدمت عدد من المؤسسات التجارية والمحال المختلفة العديد من العروض والتخفيضات والهدايا لمحاربي الصفوف الأولى ضد فيروس "كوفيد 19"، اختلفت المبادرات وتنوعت حتى أن أغلب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة وضعت بصمتها بيها، مما أظهر المسؤولية المجتميعة لشعب البحرين في أبهى صورها.

ويقول رئيس مجلس إدارة الإغاثة الطبية البحرينية د. محمد عايد "الذي جمع هذه المبادرات تحت مظلة "مبادرات العرفان" والتي فاقت الـ55 مبادرة، الأطباء والممرضين في هذه الفترة يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة تضاف إلى مسؤولية واجبهم المعتاد اليومي، يضاف إليه بالطبع عدم مقدرتهم على الرجوع بعد انتهاء مناوبتهم إلى عائلاتهم وذلك خوفاً من نقل العدوى إليهم .. لذلك كانت فكرة انشاء عدة مبادرات شكر وعرفان كنوع من التشجيع والتقدير لمحاربي الصفوف الأولى العاملين في المجال الصحي من أطباء وممرضين ومسعفين دون طلب منهم فهم لا ينتظرون مقابل لعملهم لكن تلك اللفتة من هنا وهناك تترك أثراً جميلاً في نفوسهم وتشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان وبأن جميع أطياف الشعب تحييهم وتقدر مجهودهم.



واضاف "في الحقيقة كانت المبادرة كلها خير حيث تواصلنا في الإغاثة الطبية البحرينية مع عدة مؤسسات ومطاعم وجهات خاصة وحكومية بأننا بصدد اطلاق مبادرة شكر وعرفان للعاملين في الحقل الطبي وكما توقعنا استجاب الكثير منهم وأبدوا استعدادهم المطلق وانتشر الخبر وتطوعت مشكورة شركة ترتيب الإعلامية المخضرمة ونشرت إعلانات المشاركين في المبادرة في وسائل التواصل الاجتماعي واستمرت العروض وتوزيع الهدايا والوجبات المجانية والتخفيضات الخاصة جداً وانتشرت إعلانات المشاركين في المبادرة وأحسوا بتقدير باقي الشعب لهم على جميل صنعهم مما عاد عليهم بنفع يستحقونه نظير مبادرتهم خصوصاً خلال الأوضاع الحالية وما يصاحبها من ركود اقتصادي فانتعش السوق وازدادت الطلبات كنوع من الشكر المتبادل فالبر لا يبلى والخير لا يضيع".

وبين "أما عن عدد المؤسسات المشاركة حتى اليوم فقد فاق الـ 30 مؤسسة بتعاون مباشر مع الإغاثة الطبية البحرينية وأكثر من 20 مؤسسة بمبادرات شخصية والتي أعلنا عنها بدورنا أيضاً، بالإضافة إلى المبادرات المقدمة من أصحاب المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة".

ومن جهتها تقول عضوة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية والرئيسة التنفيذية للإغاثة الطبية البحرينية دلال أمين "عند الشدائد يظهر المعدن الحقيقي للشعوب"

وفي بحريننا خير مثال على ذلك .. التفاف من الشعب حول قرارات حكومتهم وثقة في قدرتهم على إدارة الأزمة تفاني من الأطباء والممرضين والعاملين بالمجال الصحي وإنكار للذات قل مثيله وأصبح مثالاً يحتذى به عالمياً جهود مضاعفة من القوى الأمنية من جيش وشرطة ودفاع مدني لتنظيم العملية برمتها ومحاسبة المخالفين مواكبة لمتطلبات الأزمة من المعلمين والمعلمات ومؤسسات التعليم العالي عن طريق حوسبة المناهج والتعلم عن بعد التي قطعت البحرين فيها شوطاً يسبق أمم أخرى بمراحل عدة الاتجاه نحو حكومة إلكترونية متكاملة وهو ما استثمرت فيه البحرين كل غالي منذ أكثر من 4 سنوات وهاهي اليوم تجني ثماره تسابق من جمعيات المجتمع المدني الإغاثية والخيرية على خدمة المواطن والمقيم ورفع الحاجة عنهم قبل سؤالهم فالشعب متعفف بطبعه التزام من جميع فئات الشعب مواطنين ومقيمين بإرشادات المعنيين من الحكومة خصوصاً أنها إرشادات معقولة متوازنة بعيدة عن التذبذب والمبالغة فنرى خروج من المنزل عند اللزوم مع مراعاة أسس التباعد الاجتماعي ونرى اكتفاء بالتلويح تحية عن بعد مع ابتسامة مفادها أن ليس هذا ما اعتدناه ولكن للضرورة أحكام بالطبع كل هذا تم ويستمر نتيجة للاستثمار في "بناء الإنسان" فالتطاول في البنيان والمجمعات والطرقات ومظاهر الترف كلها نتيجة لا هي الهدف وهي لا محالة زائلة ويبقى الإنسان المسلح بالدين والعلم والتكنولوجيا هو المحرك الأساسي للنهضة وحائط الصد القوي أمام أي محنة نمر بها.