أحيانا تمر علينا تصريحات ونداءات ومدونات وحتى مقالات تنقل لنا تخوفات البعض من وجود العمالة الوافدة في الوطن، بل تكثر النداءات وترتفع الأصوات هنا وهناك تطالب بسرعة ترحيلهم وابعادهم وعدم تحمل مسؤوليتهم!!!

أستغرب، نعم أستغرب من تلك الأصوات والنداءات التي تصل في بعض الأحيان إلى حد الصراخ والعويل، أستغرب من هذا المجتمع الذي يمارس البعض منه الكيل بمكيالين ويناقض فيه البعض آراءه وقناعاته إن كانت لهم قناعات من الأساس!!!

ألستم من كنتم تصرخون وتستغيثون من جشع بعض المقاولين وتقولون إن سعر العمالة الوافدة في البناء أرخص وأقل تكلفة، وتشيدون بوجودهم؟! ألستم ممن كانوا يرحبون بالعمالة الوافدة التي تعمل في مجال الكهرباء والتمديدات المنزلية الكهربائية وتقولون إن التكلفة أفضل من اللجوء إلى محل تجاري؟؟ ألستم ممن كان يقول إن وجودهم سهل مناح كثيرة من مناحي الحياة؟! ألستم من كان يدفع لهم لغسل مركبته بشكل دوري، ولا يخلو أي منزل من تواجد تلك العمالة بالقرب باب منزله؟!

فعلا الأمر يدعو للتعجب والاستغراب ويثير الدهشة، قبل كورونا كانت العمالة الوافدة تقوم بأعمال عديدة وبأسعار مناسبة للجميع، أما بعد كورونا، فتلك العمالة باتت في نظركم هم وعبء ولزم إرجاعهم إلى بلدانهم!!!

قبل وجود «الفيزا المرنة» كانت الجموع تستغرب صمت الدولة عن تجار الإقامات وجشعهم وتجارتهم بالبشر، وعندما قامت الدولة بإيقاف تلك المهزلة تحولت سهامكم إلى هدف آخر.

ما راح أقول أكثر لكن عودوا إلى رشدكم، وتذكروا أن تلك العمالة، كما عاشوا بيننا في زمن الصحة سيظلون بيننا في زمن كورونا والله الحافظ، أما أنتم فابقوا في منازلكم وبرهنوا للعالم بأننا مجتمع واعٍ ومتحضر ونحترم الضعيف قبل القوي.