كنا نتحدث في الأيام السابقة عن قيام بعض الدول بالأخص الأوروبية بتخفيف القيود والإجراءات على الأعمال والمرافق الترفيهية والمطاعم والمسابقات الرياضية، تمهيداً لعودة الحياة إلى ما كانت عليه «قبل» فيروس كورونا (كوفيد 19).

كان التساؤل ما إذا بالفعل وصلنا لتوقيت يسمح لتخفيف الإجراءات شيئاً فشيئاً، حتى يستعيد الناس حياتهم، وحتى تعود عجلة الاقتصاد للدوران، في الوقت الذي نسمع فيه يومياً تسجيلاً لإصابات جديدة، ما يعني أن الفيروس مازال موجوداً ولم ينتهي وجوده.

الدول الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أعلنت عن تخفيف تدريجي لعمليات الإغلاق وتخفيف الإجراءات، تمهيداً للعودة إلى الحياة الطبيعية، من ممارسة الأعمال، والاستعداد للعام الدراسي الجديد بعد شهور. كمتابعين لما يحصل حولنا، قد تكون الإجراءات التي تتخذ حول العالم تمثل «بشائر» خير، إذ يبدو نظرياً أننا تعدينا أصعب مراحل المرض، من ناحية التفشي ومقاومته عبر مناعة الأفراد، لكن مثلما قلت بأن الفيروس مازال موجوداً، بالتالي العودة لحياة «ما قبل» الكورونا لن تحصل بشكل كامل، إذ حتى من تخفيف الإجراءات وإعادة فتح كثير من الأماكن مثلما حصل مؤخراً مع الصالونات والمحلات وغيرها، فإن الفرد عليه دائماً أن يتعامل مع هذا الوضع وكأنه الوضع السابق الذي يتطلب أخذ الحيطة الحذر، واتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، والتعقيم الدائم لليد والأدوات المختلفة، وتقليل عمليات الخروج إلا للضرورة، إذ نقطة الإعلان عن نهاية هذا الوباء لن تتعدى عملية الإعلان عن علاج صريح، أو مصل مضاد يقي الإصابة بالعدوى.

من ضمن جملة ما تردد مؤخراً، وأيضاً طرحه بعض النواب، ما يتعلق بفتح المنافذ البرية، وتحديداً نتحدث عن جسر الملك فهد، بحيث يتمكن الناس من التنقل بين الجانبين البحريني والسعودي، وكذلك الوصول للبحرين من بقية دول الخليج، لكن حتى هذه اللحظة تظل العملية غير محسومة، خاصة في ظل إجراءات الحجر المتبعة عند التنقل، وكيف سيتم التكيف معها لو فتح المنفذ البري؟!

إعادة الحياة للجسر، تعني الكثير بالنسبة للبحرين، من ناحية اقتصادية عبر السياحة وما يتداخل معها من عمليات سفر وإشغال فندقي وتسوق، وهو أمر نحتاجه بشدة في ظل ما أصاب الاقتصاد من ضرر، وكذلك يتسق مع مطالبات شعبية من الجانبين البحريني والسعودي، لكن تظل هذه الخطوة في حاجة لوضع تعاملات مقابلة تضمن سلامة الجميع. الحديث يدور عن قرب فتح المطارات والرحلات المتنوعة، ودول أوروبية بدأت تروج مجدداً للسياحة في الصيف، والعالم تترقب عودة الحياة لما كانت عليه.

الأمور بإذن الله ستعود لما كانت عليه، عاجلاً أم آجلاً، لكن السؤال كيف ستكون العودة، وهل ستكون آمنة تماماً، أم أن هذا الفيروس يتطلب التعايش معه كمرض كسائر الأمراض؟!

أسئلة عديدة تطرح، والناس مشاعرها تتباين بين المخاوف وبين الرغبة الشديدة لانتهاء هذا الوضع المتعب، وكل ما نأمله أن تكون الخطوات مدروسة وآمنة للجميع.