أكّد عبدالحسين بن علي ميرزا وزير الطاقّة، أن مقياس أيّ مشروع أو شركة ليس فيما تقوله هي عن نفسها، ولكن فيما يقوله الآخرون عنها، وكيف ينظر إليها موظفوها وزبائنها ومستثمروها وجيرانها بل والعالم بأسره، موضحاً بأنه لا يستطيع التفكير في استخدام كلمات أكثر حكمة عندما يتعلق الأمر بوصف قيمة المسؤولية الاجتماعية للشركات والاستدامة في عالم الأعمال.
واضاف في كلمته الإفتتاحّية التي ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر ومعرض البحرين الدولي الثاني للمسئولية الإجتماعية للشركات، أنه "لا يمكن التعرّف على المؤسسات الكبيرة فقط من شخصيتها وقدراتها، ولكن أيضا من شراكاتها، لهذا فإن الوزارة تتشرف بشراكتها مع هذا المؤتمر المتخصص، مقدماً جزيل الشكر والتقدير للدكتور عبدالرحمن جواهري لترؤسه لهذا المؤتمر والترويج للمسؤوليّة الإجتماعيّة للشركات باعتبارها عنصراً حيوياً أساسيّاً للشركات".
وأكد أن فعاليات من هذا النوع توضح بأن الكثيرين قد تغيروا للأفضل خلال السنوات الماضية، حينما كانت الأرباح هي الهّم الأوحد للشركات، وكان بإمكان الأعمال التجاريّة ممارسة مسؤولياتها بعيداً عن المجتمع، حيث كانت الأعمال التجاريّة في ذلك الوقت تتصرف كما لو أنها تعمل في عالم لا تؤثر فيه أعمالها على صناعات أخرى، معتقدة بأنها تساعد المجتمع فقط عبر الإنزواء والتركيز على ما تقوم به من عمل.
ومضى يقول "إن النقلة النوعية هي اليوم أشدّ وضوحاً، فالأعمال التجاريّة ذاتها تبحث الآن عن سبل للحفاظ على علاقاتها مع المجتمع المحلي المباشر، وتتبنّي الحلول لتقليل تأثيرها على البيئة، وتخفيض النفايات، وبفعل ذلك، تمكّنت هذه الأعمال من الحفاظ على استدامة مصادر المواد" وأضاف بأن الشركات تعيش الآن في الوقت الذي أصبحت المسؤولية الاجتماعية للشركات منسجمة مع التنمية الصناعية نفسها.
وأشار وزير الطاقّة إلى أن هذا الحدث هو مناسبة للاحتفال بالمؤسسات التي ساهمت في إعادة تعريف مفهوم الأعمال، منوّهاً بأن الالتزام بالمسؤولية الإجتماعيّة للشركات هي تجارة جيدّة، تلك المسؤوليّة المقدّمة لأصحاب المصلحة الخاصة من موظفين ومستهلكين وأعضاء المجتمعات، وبالتالّي فإن إعادّة تعريف القيمة، لا يكون فقط من حيث الربح، ولكن أيضا من حيث تمكين الآخرين.
وتطرق ميرزا إلى ما أوردته استطلاعات الرأي العامّة التي أجريت في شؤون الإستدامّة، حيث أظهرت أن 8 من أصل 10 من الزبائن يعتقدون بأن على الشركات أن تحاول تحقيق أهداف أعمالها، بالتزامن مع سعيها لتطوير المجتمع والبيئة، بينما يرفض 42% من الزبائن شراء منتج الشركة إذا كانت ممارساتهم الإجتماعيّة غير مسؤولّة وسيتحول 65% من الزبائن إلى منافس آخر إذا كانت ممارسات الشركة مضرّة بالبيئة، و7 من أصل 10 يعتقدون بأنه من الضروري إجراء إصلاح كامل قبل استعادة ثقتهم بعد تحولهم إلى منافس آخر بسبب المسؤولية الاجتماعية.
وأكدّ أن كل هذا يقود إلى أهمية شعار المؤتمر ، فالنظر إلى ما وراء البيئية التصنيعية، وباتجاه سبل العيش المستدامة، والممارسات التجارية المسؤولة ورفاهية الموظفين، لن يمكّن الشركات فقط من ضمان قاعدة استهلاكية أقوى لمنتجاتها وخدماتها، ولكنه يمهّد الطريق أمامها لغدٍ أفضل وينبغي أن يكون ذلك هو هدف الجميع ، فالمسؤولية الاجتماعية للشركات هي بالتأكيد حلقة حميدة يتساعد فيها الشركات المواطنين لتحقيق الازدهار.
وفي ختام كلمته، أعرب وزير الطاقّة عن أمله بأن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق للمشاركين وبقيّة الشركات، مضيفاً أن المشاركين قد أثبتُّوا من خلال أعمالهم أن أبسط الأفكار يمكنها إحداث تحولات لافتة، موجهاً الدعوة إلى أولئك الذين لم يطلعوا بعد على حكمة هذه الحركة العالمية للمسؤولية الاجتماعية للشركات أن ينظروا إليها كخيار جدير، مؤكداً أن على القادة الإدراك بأن المسؤولية الاجتماعيّة ليست فقط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، ولكنها أيضا الطريق الوحيد إلى المستقبل.
وكان الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا ، قد افتتح يوم أمس الأثنين مؤتمر ومعرض البحرين الدولي للمسئولية الإجتماعية للشركات الذي أُقيم تحت شعار "ما وراء البيئية التصنيعية – تمهيد الطريق لمستقبل أفضل" ونظمته جمعية المهندسين البحرينية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز.
وشهدت الفعالية حضور نخبة متميزة من الخبراء الدوليين الذين أسهموا في تبادل الخبرات ومعالجة القضايا الملحّة.
كما تم خلال المؤتمر مناقشة العديد من النظريات المثبتة والموثوقة، بالإضافة إلى أحدث الاتجاهات والحلول العملية إلى جانب التقنيات المتعلقة بتوجيه المسؤولية الاجتماعية إلى الجهات والقطاعات اللازمة.
وتم خلال التجمع عرض آخر المستجدات ذات الشأن وأكثرها تطوراً وحداثة، والتي استهدفت اجتذاب مصادر تمويل عامة و خاصّة والتعرف على الإمكانيات المتاحة بهذا الخصوص من أجل تمويل المشاريع التي تخدم المجتمع وقطاعاته المختلفة.