بعد إغلاق دام 70 يوماً بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في إيران أعاد النظام هناك الاثنين الماضي فتح المراقد والمزارات الدينية أمام الجمهور. لم تتضح بعد أبعاد القرار رغم عدم توقف الإصابات بالفيروس ورغم استمرار حالات الوفاة بسببه، لكن القرار وفر حالة من الفرح بين الإيرانيين الذين تسابقوا للوصول إلى المراقد والمزارات وعبروا عن فرحهم بالبكاء.

ولأن أحداً لا يمكنه أن ينسى ما فعله بعض أولئك الزوار في بداية تمكن انتشار أخبار الفيروس حيث قام بلعق سور أحد المراقد بلسانه وترطيبه باللعاب وإعلان تحديه أن يصيب أحداً من الزائرين وسعيه لنشر فكرة أن الفيروسات لا يمكنها دخول هذه الأمكنة وأنها إن دخلت تفقد قدرتها وتأثيرها، لذا فإن توقع حصول فعل مشابه لذلك الفعل وارد في كل حين. فإذا أضيف إلى ذلك مستوى الوعي المنخفض لدى الكثيرين من الإيرانيين فإنه لا يمكن استبعاد تحول تلك الأماكن إلى بؤرة جديدة لانتشار الفيروس. وكل من شاهد الفيديوهات التي تم تصويرها لحظة فتح تلك المراقد وخصوصاً مرقد الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام لا بد من أنه لاحظ أن الكثيرين من الذين قصدوا المكان لم يلتزموا لا بالتباعد الاجتماعي ولا بالكمامات كما أن طبيعة المكان والغاية من زيارته تفرض التزاحم.

القرار في كل الأحوال شأن داخلي غير قابل للتدخل فيه وهو لا يؤثر على دول مجلس التعاون حالياً بسبب منع السفر إلى إيران ومنها ولأنه تم استعادة كل المواطنين الخليجيين الذين كانوا عالقين هناك إلا في حالة انتشار الفيروس في إيران من جديد بقوة أكبر. ولأن هذا الأمر متوقع وبقوة أيضاً للأسباب التي تمت الإشارة إليها هنا وغيرها لذا ينبغي لدول مجلس التعاون التي لا تزال تقيم علاقات مع إيران عدم الاستعجال في التواصل من جديد معها، فإيران لا تزال في دائرة الوباء، وهي تصر على عدم الخروج منها.