جاسم محمد – طالب إعلام في جامعة البحرين

في الأعوام الأخيرة ظهروا بقوة في طرقات مملكة البحرين على هيئة مجموعاتٍ كبيرة، أو أفراد متفرقون، أعدادهم بدأت في التنامي، وأنواع مركباتهم زادت.. إنهم سائقو الدراجات النارية، وبين من يستثقلهم عند رؤيتهم في الطريق، أو الآخر الذي يرحب بهم بحرارة ويبادر إلى التصوير معهم، تختفي وجهة نظرهم الشخصية حول الأمر دون أن يعرفها المجتمع، وتبقى لديهم الهواية عشقاً يواجه تحديات.

واستعرض هذا التحقيق آراء الدراجين البحرينيين حول سبب اختيارهم للهواية، ومشاكلهم في الطريق، والنظرة الاجتماعية للهواية، وخدماتهم الاجتماعية، وأوضاعهم مع تفشي جائحة كورونا.



ويمارس نبيل الأنصاري، الهواية منذ مطلع التسعينات، ويفضل الخروج في الصباح لخلو الشوارع، ويعبر عن انزعاجه بسبب إصرار بعض الأفراد في الشارع على أن وجود الدراجين غير مرغوب فيه، واعتبارهم لوجود الدراجين في الشارع وكأنها مسألة عناد، ويقول: «يوجد من ليست لديهم الثقافة المرورية ويتعمدون مضايقتنا في الطريق، لا يضعون لنا اعتبار كمركبات مرخصة من الإدارة العامة للمرور وأن لنا حق استخدام الطريق كالجميع، يقومون مثلًا بقطع الشارع علينا بدون وضع مسافة أمان كافية، أو تعمدهم الخروج ونحن داخل الدوار بدون وضع اعتبار لنا، ولكن في العموم نحن ملتزمون بالقانون وإرشادات السلامة الأمر الذي يجنبنا المكروه.»

وأما عن الفعاليات المختصة بالهواية التي تقام في مملكة البحرين قال: «توجد لدينا فعالية عامة واحدة تختص بهواية الدراجات النارية هي أسبوع الدراجات النارية، وحبذا لو كانت هناك أكثر من فعالية تهتم بهذا المجال وتجمع محبيها، هذه الهواية تجمع كل الفئات المجتمعية بمختلف طبقاتها المادية والتعليمية، ونحن نرى في تجمعنا الطبيب والمهندس، والعامل، والمتعلم، وغير المتعلم، فالكل سواسية، وهوايتنا تقوم على احترام بعضنا البعض، واحترام أعراف السياقة وقوانين المرور».

كسابقه كان شاهدًا على المواقف الصعبة التي يمر بها الدراجون في الطريق، فيقول علي البنخليل: « عدة مواقف حصلت لي شخصيًا أو رأيتها، فهناك من يتجاوزنا بشكل غير قانوني وبدون مراعاة، وفي إحدى المرات أتى شخص خليجي وتجاوز أحد شباب الفريق بشكل غير قانوني، فقط لأنه يعتقد أن على الدراجة النارية ألا تكون أمام السيارة في الشارع مما تسبب في حادث، وكذلك يوجد من الدراجين من لا يلتزمون بالقوانين، وإذا زادت ثقة الدراج في نفسه فاعتبره ميتًا». وأكد بأنَّ «هواية الدراجات النارية ليست الهواية الوحيدة له، ففي الماضي كان البنخليل يلعب كرة الطائرة، لكن الشيء الذي قربه من الدراجات النارية هو شباب فريق Bahrain Drag وفعالياتهم التي تخدم المجتمع، وقال: في رمضان العام الماضي أسهمنا بعمل إفطار لقرابة 1500 صائم، وشاركنا في عدة فعاليات مع كبار السن، ذوي الهمم، والأيتام، وأصدقك القول بأن أجمل شعور في الدنيا هو إسهامك في فرحة اليتيم».

أما طلال السليطي، نائب رئيس فريق Bahrain Drag، فيمارس الهواية لأنها تشعره بالانطلاق والحرية، يقول: «تشعر وكأن كل الضغوطات تنزاح من عليك، ولهذا صرت أمارس هذه الهواية بشكل متعمق ومتخصص، وهي ليست مجرد هواية، بل هي أسلوب حياة، ولها أصولها وتقاليدها».

وحول سماح مؤسسة جسر الملك فهد مؤخرًا في مطلع العام الجاري بعبور الدراجات النارية قال السليطي: كان حلم كل دراج أن يسمح لنا بالعبور على جسر الملك فهد بالدراجات، والحمد لله أن السلطات من كلا الجانبين البحريني والسعودي لم تدخر جهدًا في مساعدة الدراجين».

وكانت آخر رحلة قام بها الفريق في شهر نوفمبر من العام الماضي، حيث انطلقوا من مملكة البحرين، ثم توجهوا إلى الإمارات عبر السعودية، وصولًا إلى سلطة عمان، ثم عادوا على ذات الطريق، وكانت مدة الرحلة أسبوعين، استمتعوا فيها بالمناظر الطبيعية والمعالم الأثرية».

محمد حمد يمارس الهواية منذ 7 سنوات، وزار عدة دول خليجية سفرًا بالدراجة، لأن الدراجة - بحسب رأيه - تمنحه استمتاعا كبيرا بالطبيعة، وتشعره بأنه جزءٌ من الطبيعة، على خلاف السيارة حيث يكون داخل مقصورة قيادة وليس جزءاً من العالم الخارجي».

وكانت له ذكريات خاصة في إحدى الزيارات إلى سلطنة عمان قائلاً: حظينا بترحاب كبير من العوائل عند ملاقاتنا، وكانوا يلتقطون الصور معنا، خصوصًا وأننا قادمون من دولة خليجية شقيقة لهم ألا وهي مملكة البحرين الحبيبة».

وتمنى حمد من بعض الأفراد إدراك أن مرورنا في الشارع هو لممارسة هوايتنا فقط، لا لغرض المضايقة»، كما تمنى من سائقي الدراجات أنفسهم أن ينتبهوا لإجراءات السلامة لكيلا يتعرضوا للإصابات والأخطار.