عاجلا أم أجلا سينتهي هذا الكابوس وهذا الهوس الذي قلب حياة الكثيرين منا، البشرية ومنذ عصور عانت من كوارث وأوبئة، إلا أنها وللمرة الأولى تكرس أهدافها بشكل جماعي وجدي في محاربة فيروس كورونا.

وما يهمنا الآن ليس اليوم، بل الغد، الذي سيحمل آثار هذه الجائحة، فبمجرد أن يعلن أن الفيروس انتهى لا يعني أن تعود الحياة لما قبل فبراير، قلتها سابقاً إن 24 فبراير كان بداية سطر جديد في تاريخ مملكة البحرين، حيث تغير كل شيء منذ تلك اللحظة.

لن تكون الحياة كما الحياة ولا العمل كما العمل والتعليم كما التعليم، هذا الأساسيات الثلاث لابد أن تسلك مسلكا مختلفا.

وكان الفيروس فرصة لتجربة أمور تأخرت كثيراً ولم يبد لها الكثير من المسؤولين أي اهتمام، فمن استصعب أن يكون التعليم جله عن بعد اليوم يشاهد أن الأمور جرت بكل سلاسة وبمجرد تغيير في بعض الأساليب القديمة التي جرت منذ أيام الكتاتيب.

الآن هي فرصة كبيرة للدولة، بأن تستبق المستقبل، وتؤسس لجان ودوائر تفكير في الغد، وتكون مهمتهم وضع استراتيجية وخطط في كيفية العيش في عالم مختلف عما هو عليه الآن.

ومن يظن أن ما بعد كورونا هي فترة استراحة لالتقاط الأنفاس سيكون هو نفسه، سبباً في أي إخفاقات مستقبلية، فلا ضمان من اليوم وسائرا، بألا يكون هناك مصيبة أو كارثة قادمة، اليوم كورونا وغداً "كرسيدا"، لذا لابد أن نسبق وأن نستعد لجميع الاحتمالات.

ولهذا يجب أن نسعى للكمال، وضع خطط وأفكار تؤمن الغد، من أمن غذائي ودوائي ومالي، فالتخزين حل مؤقت وليس جرعة علاج، ويجب أن يكون مصيرنا بأيدينا، ننتج غذائنا ودوائنا، عن طريق الاستثمار في مشاريع زراعية خارج حدود البلاد.

كما أن وضع التكنولوجيا الحيوية ضمن خطط وقوائم المستقبل أمر ضروري لما يشكله هذا العلم مصدر واعد، وهذا ما أثبتته فترة كورونا، بأن حققت جميع المؤسسات التي تعمل في هذا المجال نجاح وأرباح خيالية وحلول متقدمة للعالم.

الانتقال لمرحلة جديدة لن تخلو من المصاعب في البداية أو الإخفاقات والتي ستكون هي مقياس لتصحيح الخلل، فترة الانتقال لمملكة البحرين لما بعد كورونا ستكون مثل صعود سلم من نار، فإما أن نخترق وإما أن نحترق، وسنخترق بإذن الله.