ثلاث سنوات مرت على إعلان الدول الأربع «السعودية والبحرين والإمارات ومصر»، قطع علاقاتها مع قطر، ولأن شيئاً لم يتغير بسبب إصرار الدوحة على موقفها ومكابرتها لذا لم تجد الدول الأربع سوى الاستمرار في موقفها. ولأن تراجع الدول الأربع عن هذا الموقف غير وارد على الإطلاق لذا فإن المخرج الوحيد لإنهاء هذه الأزمة هو مراجعة قطر لموقفها وسلوكها والنظر إلى الأمور بعقلانية يعود خيرها على شعب قطر وشعوب الدول الأربع والمنطقة إجمالاً.

هذا ما يقوله كل العقلاء وأولهم عقلاء الشعب القطري الذين يبدو أنهم لا يزالون محرومين من فرصة إيصال صوتهم ورأيهم إلى المتحكمين في قرار الدوحة. هؤلاء العقلاء يدركون أنه لا سبيل لوضع نقطة في نهاية سطر هذه المشكلة سوى انتباه السلطة في قطر لممارساتها ومراجعة نفسها، ففي هذا خير لها قبل أن يكون للدول الأربع التي رغم كل شيء تركت الباب موارباً، لعل وعسى.

منطقاً لا يمكن أن تكون الدول الأربع على خطأ حيث الإجماع يؤكد أنها على صواب وإلا لاختلفت فيما بينها، ومنطقاً لا يمكن أن تكون قطر التي أحصى العالم أخطاءها وتجاوزاتها على صواب. الدول الأربع لا تعادي قطر ولم ولا تفكر في معاداتها ولا تزال تصفها بالشقيقة. كل ما تريده منها هو أن تتوقف عن ممارسة الأخطاء والتجاوزات وتعود إلى رشدها وتراعي مصلحة المنطقة وأساسها الدول الأربع التي لم تتخذ موقفها إلا بعد أن وصلت إلى طريق مسدود وتبين لها عدم جدية قطر، خصوصاً بعد توقيع أميرها على التعهد في الرياض في حضور الكبار وعدم التزامه بما وقع عليه.

الحقيقة التي يراها العالم بوضوح هي أن قطر تعاني من تخبط يحرمها من التوصل إلى قرارات منطقية. لولا هذا لما سلمت قيادها لإيران وتركيا اللتين توغلتا وبالغتا حتى صار صعباً على الدوحة اتخاذ قرار يمس شأنها الداخلي من دون موافقتهما.. وليس في هذا مبالغة.