أحمد عطا

في خبر نشرته هذا الأسبوع، كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن أن لاعبي ريال مدريد سيرخيو راموس وكاسيميرو سيكونان في طليعة المعارضين لصفقة ضم ريال مدريد لبول بوجبا في حالة ما إذا استمر الأخير يحصل على نفس الراتب الذي يحصل عليه في مانشستر يونايتد والبالغ 15 مليون جنيهاً إسترلينياً.

الرقم يفوق ما يحصل عليه أي لاعب في ريال مدريد وهو ثاني أكبر راتب قد يدفعه ريال مدريد في تاريخه بعد راتب كريستيانو رونالدو وبحسب الصحيفة التي تصدر من لندن فإن مثل هذا الرقم قد يصنع شرخاً داخل غرفة خلع الملابس التي تنازلت طواعية عن جزء من راتبها لصالح النادي لمساعدته في تخطي خسائر أزمة كورونا ولن تقبل بأن ترى جزءً من تلك التنازلات تذهب لصالح راتب ضخم للاعب كبوجبا.



لكن -وبحسب الصحيفة الإنجليزية- فإن لاعبي ريال مدريد لا يعارضوا الرواتب الضخمة في المطلق، إذ أنهم سيتقبلون رؤية ضم كيليان مبابي إلى صفوف الفريق وحصوله على راتب كبير بالنظر لقدراته وكذلك للسنوات الطويلة التي ينتظر أن يلعبها بقميص الريال بسبب صغر سنه.

في الحقيقة فإن مثل هذه الأخبار قد تكشف عن سبب واضح لسر أداء ريال مدريد في الميركاتو بالسنوات الأخيرة والتي يراها أغلب المتابعين لا تتوافق مع قيمة النادي الملكي ومقدار أرباحه السنوية.

يمتلك ريال مدريد عدداً كبيراً من النجوم الذين نجحت إدارة النادي في المحافظة عليهم لفترة طويلة دون تطوير ضخم في عقودهم المجددة، بل إن ما زاد من صعوبة مثل هذا الأمر وقيمة إنجازه هو قضاء هؤلاء النجوم لفترة طويلة في الفريق ما يجعلهم أكثر طلباً للمال خاصة في نادٍ نجح في حصد الكثير من البطولات المهمة في السنوات الأخيرة خاصة على مستوى دوري الأبطال وهو ما يجعل الطموح المادي يزداد لديهم باعتبار أن الطموح الرياضي قد تم تلبيته بشدة.

وبالنظر لقيمة هؤلاء النجوم وتقديرهم لأنفسهم فإن مسألة ضم نجم جديد هي عملية معقّدة تستلزم الكثير من المفاوضات لضمان ألا يكون راتبه ضخمًا مقارنة بمن هم في النادي. البعض يستنكر أن يتراجع أحد الأندية عن ضم لاعب لمجرد خلاف على مليونين أو 3 ملايين يورو لكن الحقيقة أن الأمر لا يتعلق فقط بهذا المبلغ الزهيد نسبياً بالنسبة للأندية الكبيرة بل إنه يتعلق بمليوني أو 3 ملايين يورو إضافية في عقد كل لاعب آخر في الفريق لاسترضائه ولتضييق الفارق بينه وبين النجم الذي تم ضمه -لأنه لا يرى أصلاً أن ثمة فوارق كبيرة بينه وبين النجم القادم من الخارج- أي أن الأمر لا يتعلق بمليونين أو 3 ملايين بل في الواقع يتعلق بأكثر من ذلك بكثير.

لذلك فإنه ربما يكون ريال مدريد قد أحجم عن ضم أكثر من لاعب لتفادي مثل هذا الأمر وإن كان قرارهم ليس صحيحاً في المطلق فقد كان من الممكن توفير راتب ضخم للاعب مثل جاريث بيل لضم نجم آخر.

لكن ربما كان ريال مدريد يضع في حسبانه السيناريو الذي يعاني منه برشلونة في الوقت الحالي بعد أن وقع فريسة للرواتب الضخمة التي يحصل عليها اللاعبون والتي تستنزف -بالإضافة لباقي مصاريف الفريق الأول- نحو 83% من ميزانية النادي بحسب آخر تقرير نشرته صحيفة آس في مارس الماضي وهو ما يجعله النادي الأول على مستوى العالم في رواتب اللاعبين.

مثل هذا الأمر لا يجعل فقط البرسا يعاني على مستوى ميزانيته بل إنه يعاني كذلك في مسألة التخلص من بعض النجوم غير المرغوب فيهم، فليس فقط مبلغ ضمهم هو المشكلة بل إن راتبهم قد يجعل الكثير من الأندية تُحجم عن ضمهم وكان من الممكن أن يتكرر هذا الأمر في ريال مدريد، بل إننا لن نذهب إلى كتالونيا من الأساس للتدليل على ذلك فجاريث بيل يقف شامخاً راسخاً دليلاً دامغاً على مثل هذا الأمر وهو يخرج لسانه للجميع بينما هو يلعب الجولف ويتقاضى 15 مليون يورو دون ناتج يذكر في آخر موسمين على الأقل.