«أحدهم يجلس في الظل اليوم، لأن شخصاً آخر قام بزرع شجرة في ذاك المكان منذ زمن بعيد».

دفعتني هذه المقولة لرجل الأعمال الأمريكي الشهير وارين بافيت، للتفكير بما يمكن تركه للأجيال القادمة تجعلهم فخورين بنا، مثلما نحن فخورون بآبائنا وأجدادنا الذين شيدوا نهضة البحرين، ووضعوها في مصاف الدول المتقدمة في التعليم والصحة والمشاريع الاقتصادية الكبرى مثل «ألبا»

و«بابكو» وحلبة البحرين الدولية وغيرها.

ومع ما تركته أزمة كورونا من أثار على الاقتصاد، أصبح من الضروري إطلاق أفكار غير تقليدية تتوافق مع طبيعة البحرين وما تتمتع به كونها مركزاً للجذب السياحي، حيث تشير الأرقام أن الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي يبلغ 25 مليار دولار سنوياً، وزارها عام 2019 أكثر من 73 مليون زائر دولي، فيما يساهم القطاع السياحي في الإمارات بأكثر من 161 مليار درهم، بينما استقطبت مدينة أورلاندو الأمريكية أكثر من 60 مليون زائر.

البحرين تملك الكثير من مقومات الجذب السياحي، لكن أغلب المجمعات التجارية متلاصقة وفي مناطق معينة ما يتسبب بازدحامات مرورية والمحلات متشابهة ومكررة.

ينتظر العالم بعد أزمة كورونا الكثير من الترتيبات على مختلف المستويات، وستتولد لدى كثيرين رغبة كبيرة في السفر للخارج، وهو ما قد يكون البداية لوضع اللبنة الأولى لاقتصاد يقوم على السياحة الدولية وتفعيل خطة طموحة لإطلاق فكرة السفر داخل البحرين، والبدء في مشاريع كبرى بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة مثل ديزني لاند أو يونيفيرسال استيديو أو غيرهما في اليابان والصين، لبناء مدن سياحية وترفيهية تفوق الخيال وتدفع السائحين لشد الرحال لها داخلياً وعالمياً.

نجحنا في أكثر من مناسبة في تدشين مدن ترفيهية، لكننا اليوم بحاجة إلى مشاريع سياحية ضخمة ودائمة ومكيفة واستغلال طبيعة البحرين كجزيرة كان تكون هذه المشاريع في جزر حوار أو جزيرة أخرى أو حتى بناء جزر اصطناعية تشمل مدن ترفيهية خيالية ومجمعات راقية وحدائق حيوان وألعاب مائية ومدن رياضة ومراكز للمعارض والمؤتمرات وصالات سينما للسيارات ومنتجعات وشواطئ ذات مقاييس دولية إلى جانب توفير وسائل مواصلات حديثة مثل المترو أو التلفريك. يقول والت ديزني، مؤلف الرسوم المتحركة الأمريكي: «كل أحلامنا يمكن أن تتحقق إذا ما امتلكنا الشجاعة لمطاردتها».

لا يراودني أدنى شك في قدرة البحرين على النجاح بالانطلاق نحو العالمية في مجال السياحة الدولية من واقع تجربة كبيرة استطعنا تحقيقها، وأعني بذلك بناء حلبة البحرين الدولية، بفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والذي أكد في إحدى كلماته أن «ما حققته مملكة البحرين من نجاحات كبيرة لسباقات الجائزة الكبرى منذ 2004 جسدته الإمكانيات المتميزة التي تتمتع بها المملكة، والتي هي محل إشادة عالمية أضاف لها الكثير وعزز من تواصلها مع العالم».