ليس من المبالغة وصف الشعب القطري الشقيق بأنه مظلوم، فإنصاف هذا الشعب لا يمكن أن يكون بتوفير السلطة الحاكمة في قطر الألبان والأجبان والحليب والمكسرات والبضائع المستوردة من تركيا وإيران له وجعله متمكناً من شرائها في كل حين والقول بأنه يعيش كما ينبغي له أن يعيش. إنصافه ليس بتسليمه بعضاً من ثروته وجعله يعيش مرفهاً. إنصافه يكون بعدم اتخاذ القرارات المصيرية بدلاً عنه وبإشعاره بوجوده واعتباره... واحترامه.

الإتيان بعناصر الحرس الثوري الإيراني ونثرهم في قطر ظلم كبير للشعب القطري، والإتيان بعناصر كثيرة من الجيش التركي واعتبارهم حماة الوطن ظلم كبير للشعب القطري، هذا الشعب ليس في حاجة لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك لأنه من الأساس ليست له أي مشكلة مع جيرانه الذين هم أهله وناسه وهم معه على الحلوة والمرة ولأنه قادر على حماية نفسه بنفسه والقيام بهذه المهام كلها.

لا يمكن خداع الشعب القطري بتوفير ما يحتاجه من بضائع في الأسواق، ولا يمكن خداعه بزيادة الرواتب بين الحين والحين أو إلغاء القروض وتسديدها بدلاً عنه واعتبار ذلك مكرمة. الشعب القطري أرفع من هذا ويدرك ما ترمي إليه السلطة في بلاده منه. هذا الشعب لا يقبل التعامل معه بمثل هذا فليس هذا هو مستواه. الشعب القطري يرفض كل هذا لكن تنقصه الوسيلة التي يمكنه بها التعبير عن رفضه والاحتجاج، وربما يعيقه قلة عدده وقلة خبرته، وهذا وذاك من العوامل التي تجعل السلطة في قطر تتمادى في تهميشه وجعله يعتقد بأنه بخير طالما أن الحكومة قادرة على توفير تلك السلع والبضائع وجعلها بارزة في رفوف السوبر ماركت.

الشعب القطري أرفع من كل هذا، والأكيد أنه يشعر بالظلم عندما يرى السلطة تهتم بكل هذا ولا تكلف نفسها استمزاج رأيه في فتح الأبواب للإيرانيين والأتراك.. وجماعة «الإخوان المسلمين» التي صارت تعتبر قطر جزءاً من أملاكها.