مملكة البحرين، لم تذق طعم الاستقرار السياسي والأمن الداخلي، إلا من بعد الفتح العظيم على يد القائد الملهم المغفور له بإذن بالله تعالى الشيخ أحمد الفاتح، والتفاف الشعب حوله، والدفاع عن كياننا، وتوحيد المواطنين تحت راية الإسلام والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات، أما قبل ذلك الفتح، فكانت قوى كثيرة تتصارع لإيجاد موضع قدم لها، والاستحواذ على خيراتها، إما بضمها لها، أو صرف أتاوة سنوية عليها، بما يعني سلب قوت المواطنين ونتاج جهدهم وعرق جبينهم ليسعدوا هم ومن معهم ظلماً.

وكل من اعتلى سدة الحكم من بعد الفاتح، وإلى الآن، كل منهم يسير على نفس النهج والخطى التي سار عليها من سبقه، والبحرين تسير سيراً مدروساً ومحسوباً في سلم الرقي والسمو بالبلاد وشعبها منذ عام 1783.

وتتمتع مملكة البحرين بعصرها الزاهر وفي عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه وأمد بعمره، ووفقه بما فيه خير البلاد والمواطنين.

في زمنٍ مضى لم تكن عندنا سيارات، والخيل والبغال والحمير والجمال، هي وسيلة التنقل، من مدينة إلى أخرى، وبين قرية وقرية، والأغلب يعتمد على المشي، ثم دخلت السيارات إلى البحرين.

بالنسبة إلى البرقيات، ففي عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي تولى الحكم عام 1922، وُجدت تلك الخدمة، ثم الهواتف الثابتة في عام 1935 «المرجع مسيرة وطن».

وفي الأعياد والمناسبات الأخرى، يتقاطر المواطنون إلى مجالس الحكام، كلٌ في زمانه ومكانه، لتقديم التهاني والتبريكات، وتجديد البيعة والولاء.

الزمن يتغير، والآن حتى في جيب الطفل الصغير هاتف نقال!

سعدنا نحن المواطنين بأن برقية تهاني بالعيد السعيد، وصلت إلى كل منا عن طريق الهاتف النقال، ومِن مَن؟، من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وكانت مبادرة أثلجت الصدور، عندما عزّ اللقاء بسبب جائحة فيروس كورونا، شكراً وعرفاناً وتقديراً لجلالتكم المفدى على هذه المبادرة، المعبرة عن مدى تقدير جلالتكم لجميع المواطنين، وهذه أسبقية تسجل لجلالتكم عالمياً، دمتم في عز وسؤدد وسعادة وتوفيق من الله تعالى، دمتم جلالتكم بألف خير والأسرة المالكة الكريمة والشعب البحريني الوفي، سائلاً المولى أن يحفظ وطننا من كل سوء ومكروه.