بين الحين والآخر يخرج علينا بعض الجهلة وشذاذ الآفاق يحاولون النيل من هذا الوطن ويسألونا بجهل، لماذا نحب هذا الوطن؟ ونذوب في أرضه ومائه وهوائه؟ محاولين معرفة أسرار العشق الأبدي، ويجهدون ليسبروا غور جمال وإنسانية العلاقة التي تجمع كل أبناء الوطن.

أسئلة ساذجة تنم عن جهل بحقائق التاريخ، وتظهر سوء نوايا يلازمها إسفاف غير مسبوق، لكن تبقى الإجابات واضحة لمن أراد كالشمس في رابعة النهار.

البحرين يا هؤلاء تملك تاريخاً مشرقاً، وأصلاً عربياً كريماً وعقيدة إسلامية راسخة وقيادة جعلت الوطن في حبات عيونها، فسارت بمركبه قروناً لتعبر به إلى موانئ الحضارة والمدنية.

البحرين تاريخ عريق وحضارة إنسانية بناها أبناء هذه الأرض، الذين آمنوا بالله وأيقنوا أن التحديات لم تُخلق إلا ليذللوها، خبرتهم الحياة فامتلكوا العلم والمعرفة وخاضوا مسيرة البحث بين نخيل عذاري وفرضة المحرق، فذللوا المستحيل وتجاوزوا الصعاب، في حين ظلت أزمة الجهلة ومدعي المعرفة واختلت مقاييسهم.

البحرين، أوال وتايلوس ودلمون، مرقد عظماء التاريخ وملوك الأرض، ملهمة طرفة بن العبد، التحقت بمواكب الهدى حباً وطاعة، فآمنت برسالة سيد البشرية إلى المنذر بن ساوى، أول ملوك الإسلام وآخر ملوك الجاهلية.

إنها البحرين، مدافن عالي ومسجد الخميس وعلى أرضها أعظم القلاع والحصون، على سواحلها بنيت أعظم سفن خاضت عباب البحار، ومن بين أيدي صناعها امتشق الفرسان سيوف العز والكرامة.

هي بحرين العلم والثقافة والفن، بحرين قاسم المهزع وعبدالعزيز الشملان وعبدالله الزايد وإبراهيم العريض وعيسى بن راشد وعلي الشرقاوي وقاسم حداد وأحمد الجميري وخالد الشيخ، وآلاف المبدعين الذين يستغرق سرد أسمائهم ساعات وساعات.

وعلى مدى التاريخ، حملت نساء البحرين مشاعل ومشاغل العلم والثقافة كتفاً بكتف مع أشقائهن الرجال، طبية ومهندسة وقاضية ومعلمة وعسكرية، تبوأت أعلى المناصب باقتدار إلى جانب كونها أم وزوجة، تحميها منظومة تشريعات وقوانين تواكب العصر، فنجحت في انتزاع ثقة مجتمعها كأول خليجية تفوز بانتخابات حرة ومباشرة، وأول عربية ومسلمة ترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وممثلة لبلادها في أكبر العواصم.

البحرين وطن نعيش فيه كما يعيش فينا، وعشق أبدي يسري في دماءنا، نراها أكبر من العالم وترانا أعز من الدنيا.. إنها البحرين الدولة والقيادة والشعب الذي لم ولن يهزم..

* إضاءة..

هم عزوتي ربعي على اللين والشد

وهم زندي اللي به تشـد الأيـادي

وحنّا.. لهم درع حصين عن الضـد

نرخص لهم بالروح يوم الجـلادي

داري لهم دار.. وعدي لهم عد

نسقيهم الصافي ونشرب وكادي

هم جدهم جدّي وجدي لهم جد

وعيالهم هم شعرة من فؤادي

أبيات لصاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، يخاطب الأشقاء أهل الكويت.