لا تزال اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في عمل متواصل وجهد دؤوب مستمر، وتطلعات إيجابية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، قرارات عديدة أصدرتها اللجنة التنسيقية من أجل حماية جميع فئات المجتمع والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، اتخذها الكثيرين بوعي تام وبمحمل من الجد لخطورة الوضع ولأهمية تكاتف المجتمع مع قرارات اللجنة للخروج من هذه الأزمة بسلام، وللأمانة فإن مساعي الدولة في الحفاظ على سلامة الجميع يثمنها المجتمع البحريني ويقدرها، لذا يجب أن يقابل ذلك مساعي جادة من جميع المواطنين والمقيمين، ففي مثل هذه الأزمات المصيرية لا تقع المسؤولية على الدولة وحدها وإنما هي شراكة وطنية مجتمعية مع كل فرد يعيش على هذه الأرض. بعد كل ما نمر به ويمر العالم معنا في ظل انعدام اللقاح، هناك واقع واحد يجب أن يتقبله الجميع وهو واقع التعايش مع هذا الفيروس بوعي والتغلب عليه بتحدٍ جاد، قد يطول، ولكننا بحاجة إلى قليل من الحكمة والصبر، فلا خيار لنا اليوم غير التعايش والتأقلم مع الوضع حتى وإن شكل الفيروس تخوفاً واضحاً عند الكثيرين، فاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للسيطرة على المخاطر والتصدي للتحديات القائمة والمستقبلية مع جائحة فيروس كورونا يجعل الجميع في دائرة السلام. التعايش مع الأزمة لا يعني الانفلات أو اللامبالاة، وإنما التعايش بسلوك تأطره تلك القرارات التي صدرت من الدولة من تباعد اجتماعي وأخذ التدابير الاحترازية والوقائية والممارسات المسؤولة في المجتمع، والتعايش ليس ما يظنه البعض عن تخلي الدولة عن مسؤوليتها وإنما المشاركة في المسؤوليات كما بدأنا في أول الأمر، «وأتوقع» بأن الكثيرين أصبحوا ملتزمين بالتباعد الاجتماعي ملتزمين بلبس الكمامات والقفازات وأخذ الحيطة والحذر، وحدنا من يستطيع القضاء عليه حتى تعود حياتنا كما كانت من قبل بل إلى الأفضل لأننا مررنا بتجربة قاسية وجب الاستفادة من هذه التجربة على كل المستويات وبأعلى المقاييس، فالتعايش يعني أن نرى أنفسنا ومن نحب بأمان بأن نفهم أن القرارات والعقوبات جاءت من أجل الانضباط وأننا نعيش حالة مؤقتة ينبغي أن نتحلى بمسؤولية وأن نتعايش معاً.