سماهر سيف اليزل



  • مواطنون: الحلول المؤقتة لا تغني من جوع ذقنا الأمرين ولا استجابة لمطلبنا


  • الدوسري: لا ميزانية .. العذر الأوحد لجميع المطالبات


  • التحو: تجمع مياه الصرف الصحي يخلق بيئة غير صحية




أزمة ارتجاع مياه الصرف والمجاري أصبحت أزمة دون حل لأهالي مجمع 557 بالبديع، حيث إن معاناتهم في تزايد ولم تعد الحلول المؤقتة المقدمة من قبل الجهة المعنية تشبع أو تغني من جوع، وهذا المجمع يعاني من هذه المشكلة منذ سنوات مضت وظل بلا جديد يذكر، ولا قديم استجد وتزايدت الشكاوى والمعاناة التي جعلت من الأهالي يصلون لمراحل "الانفجار" والرغبة بهجر المنطقة التي "فاحت رائحتها"، وأبعد الزوار عنها، وضاق ذرع أطفالها من حرمان أهاليهم لهم للخروج واللعب والاستمتاع بالمساحات المحيطة بالمنازل والمملوءة أغلب أوقات الشهر "بمستنقعات" متكونة من فيض مياه المجاري، محاطة بالطحالب المخضرة، وحاضنة لجميع أنواع الحشرات والباعوض والطفيليات، وعبر أهالي المنطقة عن استيائهم للتجاهل المستمر والتسويف في هذا الأمر الذي قد يتحول لكارثة بيئية وصحية في أي وقت.

وأكد عدد من مواطني مجمع "557" بمنطقة البديع لـ "الوطن" أن معاناتهم مع مشكلة مياه الصرف الصحي "المجاري" ممتدة منذ عدة سنوات، وهذه المشكلة تؤرق وتأزم قاطني هذا المجمع، مشيرين إلى أن لهذه المشكلة تأثيرات صحية واجتماعية وجمالية "فرائحة المنطقة فاحت"، وما نعيش به وباء أصعب من وباء كورونا.

وقال حامد محمد أحد ساكني المنطقة إنه يعاني من مشكلة فبض مياه المجاري والتي تتمادى لتصل إلى داخل البيت، الأمر الذي يتسبب بمشاكل كبيرة له ولأسرته، مضيفاً أن منزله بات بوضع مختلف حيث إن الأرض تشبعت ولم تعد تستوعب المياه مما يؤدي إلى نبوعها داخل المنزل، مما يعيق استخدامي لدورة المياه الخارجية، أو حتى استغلال المساحة الخارجية للمنزل "الحوش"، مشيراً إلى أن ارتفاع الأرض ونسبة المياه بحفر المجاري الداخلية بالبيوت والضغط الزائد يتسبب بفيضانات المياه ويصعب عملية الحفر والدفن.

وأكد أن مشكلة تجمع المياه لم تقتصر على الروائح بل باتت بيئة لتكاثر القوارض و الزواحف والحشرات، متسائلا عن الحل والى متى استمرار المعاناة؟ وطالب بالاستجابة السريعة لهذه المشكلة من كل الجهات المعنية والمختصة.

وقال عدنان محمد إن الطريق الذي يحتاج للأشغال وتمديدات الصرف لا يتعدى طوله عن 400 متر، والوحدات السكنية بالمنطقة يزيد عددها عن الـ 55 وحدة، على هذا الطريق ولا يقل عدد الأفراد عن 400 شخص، وكل هذه الوحدات السكنية مملوكة من قبل مواطنين بحرينيين، والطريق قصير، ومن المفترض أن يكون هناك حلول طارئة من قبل البلديات.

وأضاف أن هناك استهتار من قبل عمال "تناكر الشفط " الذين لا يؤدون عملهم بالشكل المطلوب وليس عليهم أي نوع من أنواع الرقابة، مؤكداً تفاقم هذه المشكلة وأنها تزيد في فصل الشتاء فحين يستبشر الناس بالمطر نعاني نحن بسبب كثرة المستنقعات وتجمعات المياه وتختلط مع مياه المجاري مكونة بقعة كبيرة موبوءة.

وأشار إلى أنه ليس هناك التزام بأدوار ومواقيت السحب وفي أيام السحب يتم سحب نص أو ربع المياه وهذه التجمعات التي تطول مدتها أدت لتضرر الشوارع وتشقق جدران المنازل، بالإضافة إلى أن أضرارها وصلت لداخل المنازل مما اضطر أحد السكان لتغير أثاث منزلة بالكامل حين فاضت مياه المجاري إلى داخله.

ومن جانبه قال محمد فوزي "نحن نسكن في شقق وهذه المشكلة تمنع أولياء الأمور من السماح للأطفال بالخروج واللعب خوفاً عليهم من هذه المستنقعات وما بها من جراثيم وبكتيريا، مما قد يتسبب في مرضهم.

وأضاف "بدأت هذه المشاريع منذ 2016 ومن المفترض أن الجهات على علم ودراية بهذا الأمر ولكن ليس هناك حلول ترى على أرض الواقع، ونحن كمواطنين لنا حقوق فمجموع البنايات السكنية يصل إلى 10 وبكل بناية بها 6 شقق أي ما يعادل 60 أسرة بمتوسط 5 أفراد وهو عدد لا يستهان به من العوائل البحرينية التي تعاني وما يقدم لنا من خدمات لا يحقق ادني مستويات البيئة الصحية التي يجب أن نعيش بها، والحل الموضوع من خلال تخصيص ثلاث أيام في الأسبوع لسحب المياه يعتبر مكلفاً وغير وافٍ ولا يحل المشكلة بشكل جذري ومطلبنا يتلخص في الاستجابة لهذا المطلب أو على الأقل تحديد موعد أو وضعنا في قائمة الخطط المستقبلية، فلقد سئمنا من عدم الرد والتسويف.

ومن جانبه قال العضو البلدي بالدائرة محمد سعد الدوسري هذا المجمع يعاني منذ سنوات وكل مجمعات منطقة البديع بها شبكات للصرف الصحي ما عدا مجمع 557، ومن المفترض أن تقوم البلدية من قبل أنشاء هذه البنايات فلا يمكن أن تكون المجاري تتسع لشقة واحد في حين أن البناية بها ست شقق ويجب أن تكون هناك اشتراطات صارمة من قبلهم من حيث الحجم وسعة معينة لتجنب حدوث أي خلال، بالإضافة إلى أهمية الصيانة الدورية.

وأكد انه تم وضع برنامج يشمل كل مجمعات الدائرة الثالثة ولكن ها المشروع يعتمد على الميزانية دون تحديد موعد ومنذ 2016 والعذر الأوحد كان ومازال "الميزانية"، ونحن نطالب بشبك الشبك الصحي لهذا المجمع وحل معاناة المواطنين والقاطنين.

وتقول د. بدرية يوسف بو زمان أعاني منذ سنتين ووصل بي الأمر لكره البيت الذي وضعت في بنائه كل ما أملك للبيع، بسبب وجود مستنقع خلف منزلي مباشرة الأمر الذي خلق بيئة موبوءة فبعد أن خصصت مكان بمنزلي للزراعة تفاجأت بأنواع غريبة من الحشرات تأكل الزرع وتمنع نموه بالإضافة لعدم وجود مجاري بالمنطقة وافتقار المنطقة لأبسط حقوق السكن السليم والبنية التحتية.

ومن جهته أكد د. يوسف التحو طبيب عام أن مياه "المجاري" مياه ملوثة تتسبب بعدد كبير من المشاكل الصحية فهي مليئة بالجراثيم التي تسبب العدوى وتنقل الأمراض وتسبب مشاكل بالجلد، بالإضافة لاحتمالية وجود مواد كيميائية يؤدي تبخرها في الجو لأمراض التنفس والضيقة، وهي بيئة حاضنة للفطريات والميكروبات، وللعديد من الأمور غير الصحية، التي تضر الفرد في المستقبل القريب أو البعيد، حيث أنه من الممكن أن تصل هذه الملوثات والحشرات إلى الطعام ومياه الشرب، مشيراً إلى أن هذه المياه تزيد من تعرض الأطفال لعدد من الأمراض بشكل عام.