أكد مصورون محترفون وهواة أهمية مسابقة "قصتي بعدستي" التي أطلقتها لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة في تسليط الضوء على طبيعة المبادرات والمساهمات المؤثرة للمرأة البحرينية في التعامل مع تحديات الظروف المستجدة التي فرضتها جائحة "كوفيد 19".

ودعا المصورون جميع المهتمين بصناعة الصورة والفيديو من المواطنين والمقيمين للمشاركة في هذه المسابقة، وذلك في إطار دورهم في إبراز قصة نجاح مملكة البحرين في مواجهة هذا الفيروس، والتي تمثل المرأة البحرينية جانباً واسعاً ومهماً جداً فيها.

فهم رسالة المسابقة وأهدافها



وقال نائب رئيس جمعية المصورين البحرينيين عيسى إبراهيم إن مظاهر الشجاعة والتفاني والوعي التي تبديها المرأة البحرينية، الأم والأخت والابنة والطبيبة والممرضة والمعلمة والمتطوعة وغيرها، في مواجهة فيروس كورونا لجديرة بالإبراز والتوثيق والترويج ليس على مستوى البحرين فقط، بل على مستوى الإقليم والعالم، مضيفاً أن مسابقة "قصتي بعدستي" تمثل نافذة واسعة لإطلالة مميزة على تلك المظاهر.

ودعا إبراهيم إلى التوسع في عرض مخرجات هذه المسابقة من صور وأفلام فيديو، بحيث لا يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وإنما إقامة معرض دائم ثابت أو متنقل يُذكِّر دائماً بالدور البارز الذي نهضت به المرأة البحرينية في وقاية نفسها وأسرتها ومجتمعها من جائحة فيروس كورونا والعبور بالبحرين إلى بر الأمان.

المصور عيسى إبراهيم، الحاصل على عدّة ألقاب عالمية وواحد من أكثر المصورين العرب الحاصلين على جوائز في مسابقات التصوير، قدم العديد من النصائح للمشاركين في هذه المسابقة، من بينها فهم فكرة وأهداف المسابقة، ودراسة مختلف جوانب جهود المرأة البحرينية في مكافحة فيروس كورونا، ثم الإبداع في اختيار فكرة الصورة أو الفيديو، وتجهيز الكادر بالطريقة التي تخدم تلك الفكرة، إضافة إلى الأمور الاحترافية الأخرى ذات الصلة بالإضاءة وزاوية الصورة وغيرها.

دعم نفسي واجتماعي

من جانبها قالت المصورة رجاء الحجيري إن الجميع يدرك تماماً أهمية الجهود التي تقوم بها المرأة البحرينية في مواجهة جائحة فيروس كورونا، وإن رصد تلك الجهود وإبرازها يمثل أحد جوانب الشكر والتقدير والعرفان للمرأة البحرينية، مشيرة إلى أن التفاعل الكبير مع مسابقة "قصتي بعدستي" يعكس أيضاً وعي المجتمع البحريني بأهمية تلك الجهود.

الحجيري، وهي بالأساس أخصائية نفسية ثم احترفت مهنة التصوير، قالت "تناولت الصورة سابقاً حضور المرأة البحرينية البارز في الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي وغيره، لكننا اليوم أمام تحدٍ كبير من نوع مختلف، تحدٍ يرتبط بصحة الناس وحياتهم، لذلك من المهم جداً أن نشد من أزر جميع من يقفون في الصفوف الأمامية بمحاربة كورونا، والمرأة تحديداً لأن مسؤوليتها مضاعفة".

وتحدثت عن مهارة المصور في إيصال الرسالة، وقالت "لقد التقطت بواسطة كاميرة هاتفي النقال العديد من الصور التي ترصد التعاطي مع جائحة فيروس كورونا، وحرصت على أن تحمل هذه الصور حس الدعابة، والهدف من ذلك تقليل مخاوف الناس من هذا الفيروس، ورفع روحهم المعنوية في مواجهته، خاصة وأن الصحة الجسدية ترتبط بشكل كبير بالصحة النفسية".

حشد التأييد

نجاة الفرساني هي أيضاً مصورة فوتوغرافية تحدثت بدورها عن أهمية الصورة في حشد الرأي العام تجاه ما تقوم به المرأة البحرينية من جهود لمواجهة فيروس كورونا، واعتبرت أنه من شأن مسابقة "قصتي بعدستي" كسب المزيد من دعم الرجل البحريني وصانع القرار في القطاع الحكومي والخاص تجاه المرأة الطبيبة والممرضة والموظفة التي تبذل قصارى جهدها حالياً للتوفيق بين متطلبات الأسرة والعمل، والمضي قدماً في إصدار القرارات واتخاذ الإجراءات الداعمة لها.

فرساني، وهي حاصلة على أكثر من 150 جائزة محلية وعالمية وعضو في الاتحاد الدولي والجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي، أشارت إلى أهمية الصورة في صناعة الرأي العام العالمي، وقالت إن الدراسات توضح أن الصورة والفيديو يمثلان أكثر من 70% من المحتوى المتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي حالياً، إضافة إلى اهتمام المزيد من الشرائح ليس بتلقي الصور فقط بل وانتاجها من خلال هواتفهم النقالة، وأشارت إلى أنه رغم الالتزام بالإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا وضرورة الالتزام بالمنزل قدر المستطاع، إلا أنه بإمكان المصورين المحترفين والهواة رصد لقطات متميزة للمرأة البحرينية في مواجهة كورونا، حتى داخل المنزل ذاته.

تركيز على الفيديو

كما تحدث المصور مكي مرهون حول مسابقة "قصتي بعدستي" حيث تمثل فرصة مناسبة أمام المصورين البحرينيين لإبراز مساهماتهم في إبراز جهود البحرين الاستثنائية في مكافحة الجائحة، والقصص المعبرة والتجارب المؤثرة للمرأة البحرينية لدى تعاملها مع هذه الجائحة وفي كافة ميادين العمل وفي المحيط الأسري والاجتماعي.

وركز مكي على الفيديو تحديداً في إبراز تلك المساهمات، وقال إن البحرين غنية بالطاقات الشابة المبدعة في مجال صناعة الفيديوهات التي توصل أفكاراً مؤثرة بطريقة مهنية، وأعرب عن توقعه بأن يتم إنتاج فيديوهات للمسابقة بأفكار مبدعة متميزة تدفع الناس ليتناقلوها عبر تطبيق الواتساب من تلقاء أنفسهم".

جوائز جاذبة

وأعربت المصورة فاطمة الرميثي من جانبها عن إعجابها بفكرة ورسالة مسابقة "قصتي بعدستي"، كبادرة متميزة عن لجنة الشباب في المجلس الأعلى للمرأة، وهو ما يضفي عليها الحيوية المطلوبة، ونوهت أيضاً بمعايير المسابقة وقيمة جوائزها التي تشجع على المشاركة.

وقالت الرميثي إنه ربما يواجه المصور الراغب بالمشاركة صعوبة في الحصول على تصاريح التصوير في بعض الأماكن مثل مراكز العزل أو المستشفيات أو المطار، وقالت إن أهم أماكن تنفيذ مشاريع التصوير الفوتوغرافي أو الفيديو هي الصفوف الأمامية حيث عمل الطاقم الصحي النسائي من طبيبات وممرضات وفنيات ومتطوعات، لذلك أعتقد أن توفير تصريح للمصورين المشاركين في المسابقة يسهل هذ المهمة".

انتشار عالمي

وأشادت المصورة الإيطالية الشهيرة والمقيمة في البحرين لوريدانا مانتيلو بجعل مسابقة "قصتي بعدستي" مفتوحة أمام البحرينيين وغير البحرينيين، وقالت "جميعاً كمقيمين يرى كفاءة البحرين في التعامل مع جائحة فيروس كورونا، ونحن ننقل إعجابنا بهذه الكفاءة لأهلنا وأصدقائنا في وطننا الأصلي وحول العالم، ولهذه المسابقة أهمية خاصة في التعبير عن إعجابنا ليس بالكلام فقط وإنما بالصورة أيضاً".

وأعربت مانتيلو عن استعدادها لتزويد المشاركين في المسابقة بالخبرات والمهارات والنصائح اللازمة لجعل مساهماتهم عالمية الطابع، وقالت إن الصورة اليوم تمثل أداة فاعلة لنقل المعلومة، وما تحققه البحرين والمرأة البحرينية من نجاح في مواجهة جائحة فيروس كورونا جدير بأن يحظى بأكبر اهتمام عالمي ممكن".

وتركز مسابقة "قصتي بـ عدستي" بشكل خاص على تحفيز وتشجيع المهارات التصورية والفنية لدى المشاركين فيها، حيث تتطلب المشاركة توثيق قصة ملهمة ومؤثرة إما من خلال التصوير الفوتوغرافي أو المرئي وبشكل احترافي ومبدع للتعريف بمضمون القصة وما تحمله من رسائل إنسانية في تحويل تحديات الحياة إلى فرص ودروس في الصبر والالتزام ومواصلة البناء.

والمسابقة تستقطب كل من لديه القدرة والموهبة من المواطنين والمقيمين (من الجنسين)، بتقديم مادتهم المصورة أو المسجلة لقصص من محيطهم أو في حياتهم واستطاعت أن تتغلب على تحديات الظرف الراهن وتتعامل معه بمرونة وإيجابية وتقدم عبرة أو ترسخ قيمة إنسانية رفيعة أو تبدع في مجال عملها أو دراستها.

ومن أهم المعايير الواجب مراعاتها عند تنفيذ أعمال المسابقة، موافقة صاحبة القصة على توثيقها، والقدرة على إبراز أهم مراحل أو محطات القصة/التجربة، وتقديم نبذة مختصرة حول فكرة العمل وسبب اختيار الشخصية، إلى جانب أخذ الاحتياطات الواجب اتباعها عند توثيق القصة لسلامة الطرفين، حيث يفضل أن يتم التصوير من خلال تقنيات التواصل الإلكتروني.

وتم فتح باب التسجيل للمشاركة في المسابقة خلال الفترة من 28 مايو وحتى 28 يونيو 2020، ومن ثم فتح باب التصويت على المشاركات من 2 وحتى 5 يوليو 2020، تمهيداً لإعلان النتائج وأسماء الفائزين يوم 7 يوليو 2020، وتبلغ قيمة الجوائز حوالي 5000 دينار.

وتشجيعاً للمشاركين في المسابقة من فئة الشباب (بين ١٨-٢٥ عاماً)، سيقدم المجلس الأعلى للمرأة فرصتين تدريبيتين (لشاب وشابة) لمن سيتأهل للمرحلة النهائية من المنافسات لكسب خبرة عملية لمدة ثلاثة أشهر في المركز الإعلامي للمجلس. ويمكن الحصول على تفاصيل أكثر عن المسابقة بالموقع الإلكتروني للمجلس الأعلى للمرأة www.scw.bh