بالفعل كلمة شكراً قليلة في حق كل من لازال يراود المجالس ويستمر في التجمعات، هذا هو المواطن الإيجابي الذي يحافظ على العادات والتقاليد ويحمل على عاتقه هم الحفاظ على التراث الأصيل، هذا هو المواطن الذي بالفعل يستحق التقدير والتكريم، فلولاه لتم إقفال المجالس وتوقف لعب الورق والأحاديث الجانبية الهامة جداً والتي عادة ما تكون في مجملها إشاعات وأكاذيب وبطولات وهمية!

شكراً لكل من يضرب بالإرشادات الاحترازية والمؤتمرات الصحفية ونداءات منظمة الصحة العالمية والهيئات الإغاثية عرض الحائط، ويستمر باللهو والجمعات والتجمعات واللقاءات!

شكراً لكل من نقل الفيروس لأهله وأبنائه وأبويه وجميع من حوله دون أدنى اكتراث لهم، بالفعل شكراً لك من القلب وبرافو لك وعليك، فأنت البطل في زمن التزم فيه الجميع بعدم الخروج والبقاء في المنزل، بينما أنت الرجل الخارق وعنتر هذا الزمان الذي لا تبالي بما يحدث في العالم بأسره وتخرج خروج الأبطال لتبرهن بأن البشرية جمعاء على خطأ وأنت وأصحابك على حق وصواب!

لا أعلم أي عقل تفكر به، بل أي قلب تحمله بداخلك وأي ضمير لديك يجعلك غير آبه بأسرتك، كيف تواجه أبناءك وأنت تضحي بصحتهم وحياتهم من أجل أن تلهو هنا وهناك وتتسامر مع أصدقائك، لا أعلم كيف ستواجه أبواك وأنت تراهم على السرير الأبيض يعانون ويتذوقون مرارة الألم والسبب طيشك واستهتارك وتغليب مصلحتك الشخصية على حساب المصلحة العامة.

بالطبع لا أشير فيما كتبت أعلاه لمن خالط بغير قصد وهو متخذ كل الإجراءات الاحترازية والتدابير الكفيلة وملتزم بجميع التعليمات الصادرة من الفرق الطبية، ولكن أوجه كلامي لمن لا يزال في عناده ومكابرته غير معتبر للأعداد التي تتزايد يوماً بعد يوم للمصابين بفيروس كورونا.

أقول لمثل هؤلاء المستهترين عودوا لرشدكم قبل أن يعيدكم القدر إليه رغماً عنكم، عودوا قبل أن تكونوا سبباً في فقدان عزيز لكم وبعدها لن يفيدكم الندم ولن ينفعكم استهتاركم ولا تجمعاتكم في هذا الوقت العصيب.

أما من لا يزال مطبقاً لكافة التعليمات والتوجيهات فأنت بالفعل مثال للمواطن المخلص، وقدوة يعتز ويفخر بها الجميع، وتعكس بأخلاقك هذه حقيقة المجتمع الواعي وتكون مرآة صادقة له.