هناك مهن إنسانية تقديرها لا يقاس بالمال حتى، لأن مقياسها أكبر في ميزان الإنسانية، ومن هذه المهن «الطب»، ولذلك فإن إعلان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر حفظه الله عن تخصيص أول أربعاء من نوفمبر كيوم للطبيب لقي صدى كبيرا في أوساط المجتمع وبالأخص لدى الأطباء.

اليوم، ونحن نواجهة جائحة فيروس كورونا، أكبر الجبهات التي تقف على خط المقدمة والصفوف الأمامية هي جبهة الكادر الطبي، هم من يضحون ويخاطرون بأنفسهم لمعالجة الناس والحفاظ على سلامتهم، رجل مثل الأمير خليفة بن سلمان صاحب المبادرات الإنسانية العديدة، وصاحب مبادرة يوم الضمير العالمي، بإعلانه الذي تم في جلسة مجلس الوزراء إنما هو يعظم دور هؤلاء الأبطال ويخلد لهم يوما نحتفي بهم كل عام.

مثل يوم الشهيد، ويوم الصحافة، ويوم المرأة، وغيرها من الأيام التي فيها نستذكر مناقب كل المخلصين من أبناء هذا الوطن، يأتي «يوم الطبيب» ليكون يوما مميزا نفخر فيه بكل أبطالنا في الكادر الطبي، والذين هم في حرب على مدار الساعة للتصدي لهذا الفيروس الذي قلب حياة الجميع.

شخصيا أكن احتراماً كبيراً لعديد من الأطباء الذين أعرفهم، بالأخص من أسألهم دوماً عن دوافعهم لدخول مهنة الطب، وهل هو المال أولاً، أم شيء آخر؟! فيجيبون بأن الدافع إنساني بحت، يتمثل في خدمة الناس، ومساعدة المرضى، وشفاء المعتلين بإذن الله.

الطبيب وكل من يعمل في هذا المجال، أشخاص منحهم الله سبحانه وتعالى العلم والطبابة، ليقوموا بدور من أدوار الإعجاز الإلهي، يتمثل ذلك في قدرتهم على شفاء الناس، ويجتهدون ليكتبوا لكثيرين عمراًَ أطول، وحياة أفضل، فكم طبيباً كان عمله المتقن، وكانت إنسانيته العالية سبباً في إعادة أشخاص إلى الحياة دنوا من الموت، أو إنقاذ أرواح كادت أن ترتفع لولا العناية الطبية.

يوم الطبيب هذا، هو يوم لكل طبيب «إنسان»، دافعه في العمل إنسانيته، ورغبته بأن يكون سبباً في إنقاذ الآخرين، وإسعاد عائلات، وصناعة البسمة والأمل لدى كل معتل.

لذلك نقول إنها مهنة سامية، وكل من يعمل فيها بإنسانية هو بشر بدرجة «ملاك».