قرأت كثيراً في الأدبيات التي تضع للناس مناهجَ وطرائقَ للحياة بسعادة وراحة بال، هناك أمور يمكن مناقشتها ومقارعتها بالحجج، وهناك ما لا يدخل العقل، وهناك ما هو واقعي يمكن القيام به.

هناك أشخاص رفضوا مناصب لا لعدم قدرتهم أو لعدم أهليتهم لها، لكن في زمننا هذا قد يكون للمنصب برستيجه ومزاياه العديدة على حساب راحة الفرد وحياته الاجتماعية وهدوء النفس والبال، فالبعض وهم قلة يعتذرون عنه.

وهناك من تبرع بثروته لإسعاد الآخرين، ليساعد البسطاء والفقراء، وهناك من سخر أمواله لفعل الخير.

كل منا لديه قناعات، لكن النجاعة في أن يكون لهذه القناعات امتداد يقود للرضا عن النفس والسعادة.

بالتالي مهم أن تقيم قناعاتك وما إذا كانت ستحقق لكل هذه السعادة أم أنها ستقودك للعكس. لا نعني هنا التنازل عنها، لكن الذكاء بتوجيهها بصورة صحيحة لتحقق لك ما تريد.

يقال بأن الحياة البسيطة البعيدة عن الإسفاف والإسراف وحب الظهور سبب من أسباب السعادة. كذلك مقارنة حالك بمن هو أقل منك، سواء في الصحة والسكن والمال والوظيفة هي ما تجعل الإنسان يحس بقيمة ما لديه، هي ما تخلق لديه القناعة وحب الحياة وشكر الله على النعم الأساسية المهمة، النظر للأعلى يتعب كثيراً خاصة إن ارتبط بغياب القناعة والإيمان بما كتبه الله. لذلك يقال بأن عليك زيارة المستشفى لتعرف قيمة الصحة، وعليك زيارة السجن لتعرف قيمة الحرية، وزيارة القبور لتعرف قيمة الحياة.

هناك نعم لا نعرف عنها ولا نحس بها إلا حين نفقدها، حينما تحس بالخطر تعرف قيمة الأمان، وحينما تحس بالفوضى وهي تقلق حياتك تعرف قيمة الهدوء، وحينما تتعرض للظلم تعرف قيمة العدالة والإنصاف والمعاملة الحسنة.

كن شاكراً، فالدنيا لا تكمل لأحد، لله حكمة فيما يعطي وفيما يأخذ، فمن يمتلك البصر قد لا يمتلك السمع، ومن يمتلك المال قد لا يمتلك حب الناس، ومن يمتلك المنصب قد لا يمتلك العائلة السعيدة، والعكس.

كلها تدابير، وكلها اختبارات، والذكي من يضمن السعادة في حياته لا من يجعل نمط حياته يقرر سعادته من تعاسته.