بعد أن استحدثت تركيا جسراً جوياً لنقل المليشيات الإرهابية لليبيا ووصول تلك المليشيات إلى قرب الحدود المصرية.

بعد أن تحدث أردوغان بكل صراحة عن حق تركيا في احتلال ليبيا والمياه الإقليمية التي تقع جميعها على الحدود المصرية وحقها في بترولها وغازها ومواردها الطبيعية، وبعد أن صرح وزير الخارجية التركية بأنه هو من سيعين قائد الجيش الليبي القادم!

بعد أن تم الاعتداء على مواطنين مصريين في ليبيا أصبح من حق مصر الشرعي أن تحمي حدودها وأمنها القومي بناء على إطار ميثاق الأمم المتحدة بالخاص بحق الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي أي مجلس النواب. كما جاء في خطاب السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.

المسألة الثانية أن ما يحدث في ليبيا هو تهديد للأمن القومي العربي تماماً كما هو التهديد الذي يحدث في اليمن، فتركيا وإيران ومعهم إسرائيل تساووا في أهدافهم الاستراتيجية وتحتل تركيا الآن جزءاً من الأراضي العراقية والسورية والليبية وتتعاونان معاً في ليبيا واليمن كما تحتل إسرائ يل جزءاً من الأراضي العربية وكذلك إيران تحتل أربع عواصم عربية.

المملكة العربية السعودية تصدت لإيران في الجزيرة العربية وتتحمل المسؤولية نيابة عن الأمة العربية هناك ومعها نحن والشرفاء العرب، ومصر الآن تقوم بالنيابة عن الأمة العربية في حماية شرفنا وعرضنا وسلامة أراضينا وسيادتنا العربية في شمالنا الجغرافي بعد أن تجاوز الظالمون المدى.

تركيا وإيران وإسرائيل دول تسعى لقضم أراضينا الواحدة تلو الأخرى وخونة العرب من إخوان ومن موالي خامنئي يسلمونهم الجزء تلو الآخر على أمل أن توليهم تلك الدول السلطة بعد إسقاط الأنظمة الحالية (عشم إبليس في الجنة) هم لا يعلمون أنهم سيرمون كأي ورقة قذرة انتهت مدة صلاحياتها في كلتا الحالتين سواء نجحت تلك الدول لا سمح الله أو خسرت.

وقوفنا إلى جانب مصر الآن هو ما يجب أن يكون واجباً على كل عربي ومن قال إن تلك مراهقة سياسية أو ذلك فخ لاستدراج مصر أو من غير المقبول أن تفتح مصر أكثر من جبهة في آن واحد فليمنحنا البديل؟ هل تسكت السعودية عن وصول تلك الأسلحة الإيرانية إلى الأراضي اليمنية ووصول مليشياتها إلى الحدود السعودية؟ وهل تسكت مصر عن وصول الأسلحة والمليشيات التركية إلى الحدود المصرية؟

لا أحد يريد أن يدخل الحرب ولا أحد يريد أن يحل مشاكله بالقوة وبالسلاح، ولكن هناك فرق بين التعقل وبين التغافل، وبين الاعتداء وحق الدفاع عن النفس، فهل نعيد تكرار فشلنا في ردع إسرائيل؟ هل ننتظر إلى أن نرى إيران وتركيا وقد احتلتا أراضينا؟

إن أرادت تركيا وإيران علاقات صحيحة مع دولنا العربية فهما تعرفان الطريق وإلى أن يسقط النظامان الحاليان التركي والإيراني الطامعان فينا، فنحن سندافع عن حقنا وسيادتنا وحين يكون على رأس هاتين الدولتين نظامان يحترمان حدودهما فإن علاقاتنا العربية ستعود معهما أفضل وأقوى وأكثر فائدة على الشعوب.

أما الآن فنحن مع مصر وجيشها وحقها الشرعي ومن قال غير ذلك فليكشف عن وجهه.