محمد درويش

لم تعد متعة كرة القدم إلى الدوريات الكبرى فقط منذ إعادة انطلاقها بعد التوقف العالمي نتيجة تفشي الفيروس التاجي – كوفيد 19 – بل أن قمة التنافسية نجدها في العديد من الدوريات الأخرى ولعل أبرزها تلك التي تشهدها كرة القدم التركية والدوري التركي الذي تتنافس على تحقيق لقبه العديد من الفرق المغمورة في ظلٍ غياب واضح للثلاثي الكبير غلطة سراي، فنربخشة وبيشكتاش عن هذا المشهد خلال الموسم الحالي وخروجهم عن المراكز الثلاثة الأولى حتى لحظات كتابة هذه السطور.

يتصدر جدول ترتيب السوبر ليغ حالياً نادي إسطنبول باشاك شهير برصيد 59 نقطة والذي يبحث عن الوصول الى مسابقة دوري أبطال أوروبا وصناعة التاريخ خصوصاً وأنه نادٍ حديث التأسيس "2014" ولم يمضِ على دخوله معترك كرة القدم سوى ست سنوات فقط، ومن خلال النتائج التي حققها منذ التأسيس وحتى اليوم فإننا قد نكون أمام فريق سيكون نداً عنيداً للثلاثي الكبير ومهدداً لعروشهم الكروية التي صنعوها خلال عشرات السنين.



في المركز الثاني نجد نادي طرابزون سبور برصيد 56 نقطة والمتصدر حتى ما قبل كورونا وهو أحد القلة من الفرق التي حققت لقب الدوري التركي، ويواجه النادي مشكلةً كبيرة قد تكون سبباً في تراجع أداء الفريق بالجولات الأخيرة ويعود ذلك الى قرار الاتحاد الأوروبي بحرمانهم من المشاركة في بطولة التشامبيونزليغ حال تأهلهم وذلك بسبب مخالفتهم لقوانين اللعب المالي النظيف .

سيفاس سبور أيضاً أحد الفرق المغمورة والتي لم يسبق لها معرفة الطريق إلى منصات التتويج، نجده في المركز الثالث برصيد 52 نقطة وبفارق 7 نقاط فقط على مراكز الصدارة و 4 نقاط من أجل المنافسة على مقعدٍ مؤهل لإحدى المسابقات القارية، لن يفوت النادي "الصغير" فرصة دخول التاريخ وإبراز اسمه أكثر على صعيد القارة العجوز ؟

أكثر ما يثير الاستغراب هذا الموسم، أن هناك تراجعاً في مستوى كبار تركيا فغلطة سراي زعيم البلاد والأكثر تحقيقاً للقب الدوري يقبع في المركز الرابع وبفارق تسع نقاط عن الصدارة ما يهدد مكانته بالوصول إلى أي مسابقة قارية سواءً أكانت دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي ونفس الأمر لبيشكتاش الذي يبتعد عن مراكز الصدارة بفارق 12 نقطة لكن الأمور تبدو أكثر سوءاً بالنسبة للكناري فنربخشة الذي فقدَ أي أمل بالوصول الى المراكز الثلاثة الأولى إذ يملك في جعبته 43 نقطة فقط!

صراع يبدو أنه مشتعلاً على المراكز الثلاثة الأولى بين فرقٍ مغمورة وأخرى حديثة التأسيس تطمح لصناعة المجد ودخول التاريخ من أوسع الأبواب، فيما يطرح غياب الثلاثي الكبير عن المشهد العديد من علامات الاستفهام، قد يفضي نهاية الأمر إلى ولادة أندية جديدة وسقوط إمبراطوريات كروية وغيابها حتى سنوات قادمة!

صدق المثل العربي حين قال: "لو دامت لغيرك .. لما وصلت إليك!".