قال الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الدكتور مصطفى السيد إن المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حققت الكثير من العطاءات الإنسانية لتكون بلسماً يخفف على المواطنين ظروف هذه الأزمة الراهنة التي تمر بها البحرين جراء جائحة كورونا (كوفيد 19)، وكانت لها عدة إسهامات ومبادرات تمكنت من خلالها من مواصلة عملها الإنساني والوصول إلى الفئات المستحقة، بل كان لها دور في مد يدها البيضاء إلى كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة من مواطنين ومقيمين، وللوقوف أكثر على العمل الإنساني للمؤسسة في ظل جائحة كورونا (كوفيد 19).

وأضاف بداية يطيب لي أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على توجيهات جلالته ودعمه للعمل الإنساني والاهتمام بالمواطنين، كما أتقدم بالشكر والعرفان على ما تفضل به جلالته من إشادة بالنجاح الباهر والتجاوب منقطع النظير الذي أبداه أهل البحرين الكرام مع الحملة الوطنية "فينا خير" وتقدير جلالته للمساهمات القيمة من قبل المواطنين والتجار ورجال الأعمال والمؤسسات البنكية والمصرفية والشركات والجمعيات والمقيمين والأفراد الذين لبوا نداء الوطن في تقديم الدعم والمساهمة في هذه الحملة الوطنية والتي كما قال جلالته أيده الله عكست ما يتميز به المجتمع البحريني الأصيل من قيم نبيلة في الخير والبذل والعطاء والتكافل والترابط والتلاحم، مكنت البحرين من تخطي الكثير من التحديات.

وأضاف "لا شك بأن جميع ما تم من نجاح وما تحقق من إنجازات لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ومن ثم الدعم والاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته بعمل المؤسسة منذ إنشائها، كما لا بد أن نشيد بالجهود الحثيثة للحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وما يقوم به فريق البحرين الوطني للتصدي لوباء كورونا (كوفيد 19) بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والذي يعمل بكل جد لاحتواء ومنع انتشار وباء كورونا (كوفيد 19) في المملكة، عبر تطبيق كافة المعايير الدولية والإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.



وزاد "حين أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أمر جلالته السامي بمساعدة الأسر المحتاجة المسجلة لدى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية المتضررة من فيروس كورونا (كوفيد 19)، وجه جلالته المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بأن تتولى مهمة الإشراف على صرف ومتابعة تنفيذ هذه المكرمة، وقمنا على الفور بالتنسيق مع الجهات المختصة لسرعة صرف هذه المكرمة التي تسهم في توفير احتياجات هذه الأسر ومستلزماتهم للتخفيف من الأعباء المادية التي يواجهونها في هذا الوضع الاستثنائي حيث بلغ عدد الأسر 1000 أسرة، كما تم التواصل بجميع الأسر التي صرفت لها المكرمة للاطمئنان على أوضاعهم واحتياجاتهم.

وأشاد السيد بالدور البارز والمتميز الذي قام به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في قيادة العمل في هذه الحملة الوطنية والتي لاقت تجاوباً متميزاً ونقدر للجميع الذين سارعوا إلى تلبية نداء الوطن بتقديم الدعم والمساهمة في هذه الحملة الأمر الذي يعكس التلاحم الكبير بين القيادة والشعب ويرسخ العادات الحميدة التي عرف بها أهل البحرين منذ القدم من تعاضد وتعاون ومحبة حتى اشتهروا بذلك وعرفوا به، وهذا ليس بالجديد أو المستغرب على شعب البحرين فقد رأينا ذلك في العديد من المبادرات التي قام بها العديد من المواطنين وكذلك العدد الكبير من المتطوعين الذي بلغ عشرات الآلاف.

وعن أوجه صرف مساهمات حملة فينا خير قال "بتوجيه من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تم تخصيص خمسة ملايين دينار لدعم الأسر والمواطنين البحرينيين المحتاجين والمتضررين من وباء كورونا، كما اعتمد سموه حزمة من المشاريع التي تصب في مصلحة المواطنين والمتضررين من جائحة كورنا (كوفيد 19) بميزانية قدرها 17,43 مليون دينار تشمل دعم الفئات المحتاجة والأسر المنتجة وأصحاب الأعمال غير المسجلين في نظام التأمينات وتوفير حواسيب آلية للطلاب من الأسر المحتاجة والمساهمة في تعقيم وتطهير المدن والقرى وتوفير سلال غذائية ضمن مشروع غذاؤك في بيتك ودراسة إنشاء مركز لدراسة وعلاج الأوبئة ودعم البرمجيات وتقنيات التعلم عن بعد ودعم الغارمين أيضاً تم التنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف حيث تم تخصيص مبلغ وقدره 330 ألف دينار من مساهمات الحملة الوطنية "فينا خير" لصالح مشروع فاعل خير الذي أطلقته وزارة الداخلية لتمكين أصحاب الأيادي البيضاء من التبرع بمبالغ مالية لصالح المعسرين والمتعثرين، ممن صدر بحقهم أحكام قضائية بعد دراسة أوضاع المحكومين المعسرين والمتعثرين وإدراجهم في البرنامج بحسب الضوابط والاشتراطات لمستحقيها بعد التدقيق على هذه الحالات والتأكد من توافر الاشتراطات اللازمة في هذا الشأن.

وعن أبرز المساهمات الأخرى للمؤسسة الملكية في التصدي لوباء كورونا قال "تنفيذاً للتوجيهات السامية وبقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أطلقت المؤسسة العديد من المبادرات تنفيذاً للتوجيهات الملكية الكريمة حيث تم توزيع مكرمة جلالة الملك على 1000 أسرة من الأسر المكفولة لدى المؤسسة والأسر المسجلة لدى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إضافة إلى دعم أكثر من 100 كفيف من المحتاجين والذين فقدوا وظائفهم وقامت بالمؤسسة التنسيق مع وزارة الداخلية لإعداد مشروع توزيع الأغذية على المحتاجين في مرحلتين حيث تم توزيع مليون وستمائة وخمسون ألف وجبة وسلة غذائية ضمن مشروع "غذاؤك في بيتك" على الأسر البحرينية والمحتاجين في مختلف الجهات في البحرين.

كما أطلقت المؤسسة مبادرة وطنية لإنتاج كمامات الوجه تم خلالها إنتاج مائة ألف كمام بالتعاون مع الأسر المنتجة المنتسبة للمؤسسة وبإشراف من وزارة الصحة، حيث تم الاتفاق مع أكثر من 181 أسرة من الأسر المنتجة التابعة للمؤسسة وأكثر من 33 مشغلاً ومحل خياطة لإنتاج كمامات الوجوه بإشراف وزارة الصحة لضمان صحة وسلامة وفعالية هذه الكمامات وتم توزيع هذه الكمامات مجاناً على العمال في مواقع عملهم وكذلك تسليم وزارة الصحة عشرة آلاف كمام دعماً من المؤسسة لجهود وزارة الصحة.

ودشنت المؤسسة مبادرة "نسأل عنكم" وهي مبادرة اجتماعية أسرية هدفت إلى الاطمئنان على أسر المؤسسة والتواصل معهم ومساعدتهم في تخطي أية مشكلات أسرية أو ذاتية وكيفية التعامل معها ومع الأبناء، حيث تم الاتصال بـ 4525 أسرة مكفولة للأرامل من أعمار 20 إلى 59 عامًا، إلى جانب تدشين خدمة الاستشارات الأسرية الإلكترونية في ظل هذه الأوضاع، وتم استقبال 1850 طلب استشارة أسرية يتم الرد عليهم وفقاً للآليات الإرشادية المتبعة، وتم تنظم حلقات للإرشاد الجماعي الافتراضي للأرامل والأيتام المكفولين عبر برنامج (Teams) بما يتماشى مع الإجراءات الاحترازية المتبعة، إضافة إلى نشر رسائل توعوية، ومقاطع مسموعة لدقائق إيجابية، وحلقات بثت مباشرة لعدد من المختصين عبر تطبيق الانستقرام، إضافة إلى البدء في المراحل الأولى للدراسة الوطنية الأسرية في ظل أوضاع كورونا بالتعاون مع أحد المختصين في جامعة البحرين.

وأضاف "اتبعت المؤسسة الإجراءات والتدابير الاحترازية الموصي بها من قبل الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) من خلال وقف استقبال المراجعين في قسم خدمات المراجعين وتحويل طلبات التقديم إلى التقديم الإلكتروني عبر موقع المؤسسة، وتم استلام 1900 طلب مساعدات، كما تم الرد إلكترونياً على 2500 طلب استعلام منذ بدء خدمة التسجيل الإلكتروني، كما تم تدشين الخط الساخن للرد على استفسارات الجمهور حول خدمة دعم الفئات المستحقة من المتضررين من آثار فيروس كورونا (كوفيد 19) ضمن حملة فينا خير، وأتمت المؤسسة صرف المساعدات المعيشية الخاصة بالأسر المحتاجة المتضررة المسجلة لدى المؤسسة من ضمن المبلغ الخاص بمساهمات حملة فينا خير لعدد 5000 أسرة بحرينية.

كما واصلت المؤسسة الاهتمام بأسرها فتم الاتصال بعدد 220 طالباً من الأيتام المكفولين من الحاصلين على بعثات دراسية في المؤسسة للسؤال عن دراستهم واحتياجاتهم التقنية في ظل الأزمة الراهنة، إلى جانب توزيع 20 حاسوب محمول لعدد من الأسر المحتاجة لتفعيل التعليم عن بعد في ظل الأزمة الراهنة، بتبرع من "فاعل خير" بالإضافة إلى ذلك تم إعداد وتنفيذ باقة من الفعاليات والمسابقات للأيتام والأرامل عن بعد عبر قنوات التواصل الاجتماعي والتفاعل من خلالها، وتم تقديم مسابقات منوعة بجوائز تحفيزية مثل مسابقة التلاوة ومسابقة الرسم ومسابقة التأليف ومسابقة ألعاب الفيديو، ومن جهة أخرى تم عرض مجموعة من المقاطع التعليمية التي ممكن مشاهدتها وتطبيقها في المنزل مثل فن الطبخ وفن المكياج والكروشيه، بالإضافة إلى المحاضرات التفاعلية عبر الواتس أب والإنستغرام المباشر.

وعن الدور الإعلامي للمؤسسة قالت تواصلت المؤسسة مع أسرها من خلال إنتاج عدة أفلام تحتوي على رسائل توعوية للأسر وتعليمات احترازية بالتعاون مع الجهات الرسمية، إلى جانب نشر كافة الأخبار وكل ما يتعلق بالتوجيهات الملكية وحملة فينا خير ومبادرات المؤسسة عبر كافة الوسائل الإعلامية كالصحف والتلفزيون والإذاعة إلى جانب وسائل التواصل الاجتماعي لتتمكن المؤسسة من الوصول لمختلف الشرائح عبر كافة القنوات.

كما تم تنظيم حملة إعلامية عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي لتخليد دور البحرين في جميع الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها ضد فيروس كورونا ( كوفيد 19) ولتوعية المجتمع البحريني بمضار هذا الفيروس. وأطلقت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لجنة التطوع بهدف إتاحة الفرصة لجميع أبناء البحرين الراغبين في التطوع وخدمة الأيتام والأرامل، حيث بلغ عدد المتطوعين أكثر من 700 متطوع ومتطوعة من المواطنين والمقيمين، كانت لهم أدوار مختلفة في فعل الخير طوال الفترة الماضية وخصوصاً خلال جائحة كورونا (كوفيد 19) التي مرت بها البلاد، حيث شارك المتطوعون بالاتصال بالأسر وإيصال السلال الرمضانية والأدوية الطبية إلى منازلهم إلى جانب المساهمة في صناعة الكمامات وتغليفها وإيصال المستلزمات إلى بقية المتطوعين وتوزيعها.

كما قامت المؤسسة بانتداب 13 من منتسبيها الذين تم تدريبهم في أمور الصحة والسلامة ومبادئ التمريض بالتعاون مع جمعية المرأة البحرينية لتنمية المرأة في كلية العلوم الصحية، للتطوع في وزارة الصحة بمستشفى السلمانية في مكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) في الصفوف الأمامية كما أطلقت المؤسسة وبالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية خدمة تسجيل لطلب الدعم للفئات المستحقة ضمن حملة "فينا خير"، حدثنا أكثر عن هذه الخدمة.

تنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بمساعدة الأسر البحرينية المتضررة من فيروس كورونا (كوفيد ١٩) للتخفيف من الأعباء المادية التي يواجهونها في هذا الوضع الاستثنائي، ومتابعةً لحملة "فينا خير" التي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وتكليف سموه لجنة التنسيق والمتابعة لحملة فينا خير المعنية بدعم ومساعدة الأسر والمواطنين البحرينيين المحتاجين والمتضررين من فيروس كورونا (كوفيد 19)، فإن المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية قامت بالتعاون مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بإطلاق خدمة إلكترونية لتلقي طلبات الدعم والمساعدة، وبدأت المؤسسة باستقبال الطلبات، وعمل الدراسة البحثية من قبل فريق الاختصاصيين الاجتماعيين المتخصص لاتخاذ اللازم والتجهيز للصرف للمستحقين.

وقال إننا في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ننعم برئاسة كريمة من جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وبقيادة شابة طموحة تشجع الإبداع والتميز في الإنجاز مستلهما من توجيهات جلالة الملك المفدى والذي يفاجئنا دائماً بمبادراته الإنسانية الكبيرة وأفكاره النيّرة، متمثلة في سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي يقود مسيرة إنجازات المؤسسة بكل جدارة وإتقان، لتقوم المؤسسة بالمهام الموكلة إليها، ونجحت المؤسسة في مد العمل الإنساني حتى خارج البحرين، لتكون وجهة تعين على التخفيف من الآلام، وما نمر به في هذه الفترة هو قضية تهم البحرين بأكملها، والبحرين عرفت بتلاحمها في السراء والضراء وهذا ما نشهده من لحمة وطنية وشراكة مجتمعية كلن في مكانه ومجاله لخدمة البحرين وشعبها وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة يؤكد أننا فينا خير.