يبدو أن تأثيرات فيروس كورونا على الاقتصاد أعمق مما يعتقد، إذ خلافا لتأثيرات الوباء على المدى المتوسط والبعيد، فإن تأثيره كان آنيا على أسعار النفط، خصوصا في الأسواق الأميركية.

فبعد ارتفاعه في الأسواق الآسيوية، عادت الأسعار لتنخفض مدفوعة بالقفزة الكبيرة في عدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة والصين، مع تنامي المخاوف بشأن زيادة الإنتاج الأميركي، فيما لا تزال مخزونات الخام عند مرتفعات قياسية.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 41.02 دولار للبرميل، منخفضة واحدا بالمئة على أساس أسبوعي، بينما انخفضت العقود الآجلة لـخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 38.49 دولار للبرميل، متكبدة خسارة أسبوعية 1.6 بالمئة.



وفي التعاملات بالولايات المتحدة، تلاشت المكاسب المبكرة التي تحققت بدعم من بعض التفاؤل بشأن تنامي الحركة المرورية، وهو ما يعزز الطلب على الوقود، وذلك بسبب مخاوف من أن زيادة الإصابات بمرض كوفيد-19 في ولايات أميركية استهلاكها للبنزين كبير قد يقوض تعافي الطلب.

وزادت الحالات بشكل حاد في كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، وهي الولايات الأميركية الثلاث الأكثر اكتظاظا بالسكان، وفقا لرويترز.

وكانت أسعار النفط ارتفعت، في وقت سابق الجمعة، مواصلة مكاسب حققتها بفضل التفاؤل بشأن تعافي الطلب على الوقود في أنحاء العالم.

وبحلول الساعة 04:31 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57 سنتا أو ما يعادل 1.5 في المئة إلى 39.29 دولار للبرميل، لكنها تتجه صوب تسجيل انخفاض طفيف هذا الأسبوع.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 64 سنتا أو ما يعادل 1.6 في المئة إلى 41.69 دولار للبرميل، وتتجه أيضا صوب تسجيل انخفاض محدود في الأسبوع.

وقال أفتار ساندو مدير أول معني بالسلع الأولية لدى فيليب فيوتشرز، في سنغافورة، إن أسواق السلع الأولية بصفة عامة تتبني رؤية إيجابية للتعافي العالمي، الجمعة، على الرغم من القلق إزاء ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا.

"التفاؤل حيال تعافي الطلب على الوقود في أنحاء العالم يقدم الدعم للأسعار، على الرغم من الزيادة في إجمالي الإصابات بفيروس كورونا عالميا، وفي ظل مؤشرات على أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سينمو".

ويقول محللون إن بيانات من الأقمار الصناعية تظهر انتعاشا قويا في حركة المرور بالصين وأوروبا وفي أنحاء الولايات المتحدة، مما يشير إلى تحسن في طلب الوقود.

وأظهرت بيانات قدمتها شركة توم توم لتكنولوجيا المواقع لرويترز أن الزحام في شنغهاي، في الأسابيع القليلة السابقة، كان أعلى مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، بينما عادت حركة المرور في موسكو إلى مستويات العام الماضي.

لكن هناك مخاوف بشأن ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 في ولايات تقع جنوب الولايات المتحدة، مما قد يعرقل تعافي الطلب، خصوصا وأن بعض تلك الولايات، مثل فلوريدا وتكساس، من بين أكبر مستهلكي البنزين.

كما أن احتمال ارتفاع إنتاج النفط الخام الأميركي يكبح المكاسب اليوم.

وخلُص مسح شمل المسؤولين التنفيذيين في أكبر منطقة لإنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، والذي أجراه بنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس، إلى أن ما يزيد عن نصف المسؤولين الذين خفضوا الإنتاج يتوقعون استئناف بعض الإنتاج بحلول نهاية يوليو.